عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-18, 12:40 AM   #1
ŢαŢμαŊα

الصورة الرمزية ŢαŢμαŊα
آنثــى من عــالـــم الخيـــال

آخر زيارة »  03-08-24 (01:29 AM)
المكان »  وطن الأبطال KURDISTAN
الهوايه »  السفر بين عالم المعرفه وروائع الطبيعه
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Icon N13 ☀ آمبـــراطوريـــه مــــاد الكورديــــه ☀







☀ آمبــــــراطــوريــــــه مـــــــاد الكـــورديـــــــه ☀

تأريخ الكــــورد و حضــــارة كوردستـــــان - 708ق م -550ق م
--------------------------------------------------------------

إن أول ذكر للكرد الميديين في السجلات الآشورية كان أيام الملك الآشوري "شلمنصر الثالث" في سنة 835 قبل الميلاد، حيث كان هذا أول احتكاك بين الكرد الميديين و الآشوريين الذين كانوا آنذاك منشغلين بتوسيع إمبراطوريتهم. موطن الميديين حسب الجغرافية الحالية تشمل كردستان و أصفهان و أذربيجان . يذكر المؤرخ اليوناني "هيرودوت" بأن الميديين كانوا مؤلفين من ستة قبائل رئيسة وهم بوزا و باريتاك و ستروخات و آريا و بودي و موغي وأطلق هيرودوت أسم الآريين على القبائل الكردية الميدية.

يرى المؤرخ محمد أمين زكي، بأن الكرد الميديين تشكلوا من القبائل والسلالات الكردية التي ذكرت اساميها في التاريخ مثل قبائل وسلالات "لولو (الكرد اللولويين) وكاشو (الكرد الكيشيين الذين اسسوا مملكة كردونيا) و سوباري (الكرد السوباريين الذين اسسوا مملكة سوبارتو) و هوري (الكرد الحوريين الذين اسسوا مملكتي ميتان واورارتو) .

يقول ابن خلدون بأن الكرد منحدرون من الميديين و يذكر حسن بيرنيا في كتابه المعنون "تاريخ ( إيران باستاندا )" بأن الميديين هم من الشعوب الآرية و هم أجداد الكرد ولغتهم هي نفس لغة الكرد الموكريانيين ( امارة موكريان الكردية التي تاسست في شرق كردستان ) و في كتابه الذي الفه بالفارسية "عشق وسلطنة" يقول بأن لغة الماديين (الميديين) هي لغة كردية. كما يشير مردوخ إلى أن السلطان الأول للميديين هو "آراماس" و المعروف عند اليونانيين ب"ديوكس"(ديوك=دياكو) بالكردية .

يقول دومركان بأن الميديين كانوا موجودين منذ أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد و أسسوا إمبراطوريات وسلطنات كثيرة (وهنا يقصد الامبراطوريات والسلطنات الكردية المتعددة مثل سومر وايلام ولولو وكردونيا وسوبارتو وميتان واورارتو وماني ) و عُرفت عن حروبهم و شهرتهم وتفوقهم منذ سنة 700 قبل الميلاد.

.يقول المؤرخ اليوناني "كيتزياس" بأنه تعاقب على حكم الإمبراطورية الميدية عشرة سلاطين وكان آخرهم (آستي كاس = آستياك) و أن الإمبراطورية الميدية دامت لمدة 350 سنة. بهذه الأدلة يتأكد وجود الكرد تاريخياً منذ زمن طويل.

نستنتج مما تقدم بأن الشعب الكردي ينحدر من مجموعتين ، المجموعة الأولى هي القبائل الكردية التي كانت تقطن جبال كردستان (جبال زاغروس) منذ فجر التاريخ و ُيسمّيها المؤرخ الكردي محمد أمين زكي ب"قبائل جبال زاغروس " التي لم تكن من فصيلة الشعوب الهندو – أوروبية. حيث إمتزجت هذه القبائل الكردية الأصلية في المنطقة مع أقوام آرية (هندو- أوربية)، مثل الميديين، التي تُشكّل المجموعة الثانية من الشعوب المكوّنة للشعب الكردي والتي هاجرت من شرقي البحر الأسود إلى كردستان واستوطنت فيها مع شعوبها الكردية الأصلية

تعد الإمبراطورية الكردية الميدية (مملكة ماد) من إحدى الإمبراطوريات العظمى في التاريخ القديم التي أقيمت على أرض كردستان الحالية ولعبت دوراً كبيراً في نشوء الحضارة الإنسانية في المنطقة التي كانت تُعرف قديماً لدى اليونانيين بإسم "ميزوبوتاميا" التي كانت تُطلق على الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات. مساحة كردستان الحالية تقلصت كثيراً، مقارنة بالأراضي الكردية التي كانت تُشكّل الإمبراطورية الميدية.

إن مركز هذه الإمبرطورية العظيمة كان في مدينة همدان الحالية و التي تقع في موطن الكرد اللور ( حتى الان يوجد في همدان ضريح الشاعر الكردي الاقدم باباطاهر همداني - 935م - 1010م - الملقب بـلقب أوريان ).

من هنا ندرك أن الكرد اللور هم المؤسسون لهذه الإمبراطورية التي كانت أعظم و أكبر إمبراطورية في المنطقة في ذلك الوقت و يعني أيضاً أن الشريحة الكردية اللورية هي أحفاد الميديين و أن جذور الكرد اللور(بما فيهم اكراد قبيلة الفيلية-فيلي) في جنوب كردستان (وكذلك في بغداد وهمدان) هي جذور عميقة بعمق التأريخ نفسه


حــــدود الإمبــــراطوريــــه و عاصمتهــــا

كانت تحد ميديا من الشرق أفغانستان ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال مناطق "كادوس" فيما وراء نهر "آراس" ومن الجنوب الخليج الفارسي
العاصمة "جه مه زان" تعني مكان الاجتماع في اللغة الكردية وإستُخدمت أحياناً اسم "هيكمه تانا"، إلا أنها إشتهرت بإسم "آكباتان" وهذه التسمية أطلقها عليها اليونانيون وقد تم تثبيتها في المراجع اليونانية بهذا الإسم.


نشوء الإمبراطورية الميدية

بدأت قبائل الكرد تتجمّع لتؤسّس أول إمبراطورية معروفة لها في حدود عام 708 قبل الميلاد. وقع إختيارهم على رجل كان يتولى منصب العمدة في إحدى القرى الكردية و كان إسمه "دياكو Diyaoku" او ديوك (كيقباد) (727 – 675 ق . م)، و كان الأغريق يُسمّونه ب"ديوكس Deioces"(عادة اليونانيين يضيفون حرف س أو خ الى الاسماء)

بدأ دياكو بتوحيد المملكة التي كانت تتألف من منطقة واسعة تقطنها القبائل الكردية "بوسيون و آريزانتو و بارتاكتي و بوديون و موغ و ميتاني" و باشر ببرنامج لتوحيد جميع سكان ميديا ضد الهجمات المتواصلة للقوات الامبراطورية الآشورية الحديثة (745 – 606 ق.م.) التي كانوا يتعرضون لها. لكن تم قتل الملك الكردي دياكو من قِبل الآشوريين، حيث تآمروا عليه بدعوته الى وليمة و تم قتله هناك خلال تلك الوليمة.

بعد الملك دياكو، تسلم الحكم الملك فره هاورد (اسم كردي واضح بمعنى جالب الكثير) 675 - 653 ق م ، بينما يسمّيه المؤرخ اليوناني هيرودوت ب"فراورتس (Phraortes". بدأ حكمه بسياسة المجاراة و المهادنة مع الحكومة الآشورية. هذه السياسة ساعدته في زيادة نفوذه بين القبائل الكردية الاخرى حيث انضمت قبائل كردية اخرى الى مملكة ماد، وجّه الملك فره هاورد أنظاره نحو قبائل الفرس ، فقاد حملة عسكرية لإخضاعهم و نجح في مسعاه، حيث خضع الفرس للحكم الكردي الميدي . و بذلك إستطاع توحيد القبائل الكردية والفارسية.

كما أن إنهاكْ سرجون لمملكة أُورارتو الكردية و "المعانيين Manens" بحملاته وغزواته المستمرة عليهم، قد ساعدت الكرد الميديين على التوسّع نحو الغرب وإحتواء هؤلاء في مملكتهم الفتية بمساعدة السيمريين – Cimmerians، في عام 670 ق.م. كل هذه التطورات الإيجابية دعت الميديين الى الإمتناع عن دفع الجزية للآشوريين، التي كانوا يدفعونها مضطرين خلال فترة زمنية طويلة. بعد ذلك قام الملك الميدي بحملة عسكرية في هجوم كبير على مدينة نينوى عاصمة الآشوريين ولكنه مات أثناء محاصرتها ولم يتحقق حلمه في توسيع إمبراطوريته و إبعاد الخطر الآشوري عن شعبه.

بعد وفاة فره هاورد(فراورتس)، إستلم الشاب (كياكسارا = كيكاوس = كاي خسرو = كاوه)، الذي كان حفيد الملك "دياكو"(، مقاليد الحكم في عام 632 قبل الميلاد. وإنتهج سياسة والده في تعامله مع جيران المملكة ونجح في تحقيق حلمه بحيث أصبح يمتلك أقوى إمبراطورية تحكم هذه المنطقة وتفرض شروطها على الآخرين. بدأ الملك "كاوه" بالعمل على لم شمل الشباب الكرد و بعض القبائل الميدية الاخرى ، مستفيداً من المصاعب التي كانت تواجه "السيتيون" (الاسكثيون)، بعد أن أصبحت دولتهم مترامية الأطراف ويلاقون صعوبات في القيام بإدارتها و حكمها، حيث كانت مملكتهم أصبحت تمتد الى فلسطين.

كما أنه قام بإعادة تنظيم الجيش على أساس جديد، إذ قسّمهم الى أصناف الرماة و الرمّاحين و حاملي السهام والفرسان. ثارت الشعوب التي كانت ترزح تحت حكم "السيتيين". إستغل الملك الكردي"كاوه = كاى خسرو" الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المملكة الكيسية، فأعلن ثورته عليهم و إستطاع تحرير بلاده منهم .

بعث الملك الميدي كاوه بسفرائه إلى الملك البابلي "نبوبولاصر" ليعلن له صداقته وليقترح عليه التحالف ضد عدوّهم المشترك المتمثّل في المملكة الآشورية. تعمقت و توثقت العلاقات بين الإمبرطورية الكردية الميدية و البابلية ، خاصة بعد أن وقع "نبوخذ نصر" إبن "نابوبلاصر" البابلي في غرام إبنة الملك الكردي الميدي التي كانت اسمها أميتس (أوميد = آميت)، عندما كانت تصطحب والدها في زيارته لمملكة ميديا، فتزوجها وقام ببناء حدائق بابل المعلقة لها

(وهكذا فأن حدائق بابل الشهيرة بنيت من اجل الآميرة الكردية التي تزوجت ملك بابل نبوخذ نسر - وهنا يجب ان لا ننسى ان ملوك بابل كانوا يلقبون انفسهم بلقب - سر - وهو مصطلح كردي واضح بمعنى الرأس او الرئيس او الزعيم) عندما وجد أن طبيعة بابل كانت غير ملائمة لآميرة الكردية الجبلية (أوميد=آميت) لأن بلادها "ميديا" كانت ذات طبيعة ساحرة فأراد أن يخلق لها طبيعة جميلة كطبيعة مملكتها.

أبرمت مملكة ميديا و بابل إتفاقيات سياسية و عقدتا تحالفات عسكرية، لتفادي الأخطار المتأتية من الأطماع و التهديدات الآشورية لمملكتيهما. التهديد المستمر الذي كان يُشكّله الآشوريون للدولتين، الميدية والبابلية و معاناة الشعوب الرازحة تحت الإمبراطورية الآشورية، دفعت الدولتين الى الإتفاق معاً للقضاء على الإمبراطورية الآشورية. حملات وغزوات السكيثيين المتكررة على الإمبراطورية الآشورية ساهمت الى حد ما في إضعاف الآشوريين.




 
مواضيع : ŢαŢμαŊα