عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-19, 07:31 AM   #1
عابر1412

الصورة الرمزية عابر1412

آخر زيارة »  08-15-21 (06:38 AM)
المكان »  اسكن تحت السماء وموقعي فوق الأرض
الهوايه »  كل شي جميل يستحق ان اهتم به

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عطر الأطلال برائحة الماضي







عطر الأطلال برائحة الماضي



اخترت هذا العنوان بعد ماألتقطت هذه الصوره التي تشاهدونها ، فعلاً لم اجد اجمل من هذا الأسم لهذا الكيان العظيم كيان الماضي رائحة عطره أجمل من عطورات لندن وباريس اجمل عطر تشم رائحتة في هذه الدنيا ، وسبب هذه الخاطرة انني اليوم زرت قريه من قرايا حايل وهذه القريه عندما كنت صغيراً كنت ازورها كثيراً ومازلت ازورها لكن انقطعت عنها 5 سنوات وعدت اليوم وزرتها شعور غريب حينما دخلتها وحينما مررت مع الطريق الذي كنت امره حينما كنت طفلاً شعرت بشعور غريب مخلوط بالفرح والحزن ووجدت نفسي واقفاً امام تلك البيوت الخاليه من سكّانها واخذنتي الذكرى لبيت الشعر حينما وقفت امامه ورجعت سنين للوراء وتذكرت كيف كان هذا البيت مكتظ بكبار السن وتذكرت تلك السوالف التي تدور حول القصص والروايات وتلك القصائد العذبه وتذكرت تلك الضحكات المتبادله بينهم وتذكرت كيف يمازحون بعض بحدود الأحترام وأخذني الحزن حينما تذكرت مجالس كبار السن الآن التي انشغلت بالجوالات وامتلئت بالغيبه والنميمه والكلام الجارح ، واخذتني قدماي لتلك المزرعه التي اصبحت خاويه لايتحرك ساكنناً فيها واخذتني دمعتي حينما نظرت الى تلك النخلة المائلة المحترقة التي فارقتها روحها بعد مافارقها اهلها ( رحمهم الله ) وتذكرت كيف كانت شامخه بالوقوف وكيف كانت مليانه بالتمر وكيف كانت الأرض خضراء كأنها مبسوطه بأهلها وكيف اصبحت الآن حزينه وعليها تجاعيد التعب والألم ، أخذتني قدماي لذلك المسجد الصغير التي تفوح منه رائحة الأيمان والأطمئنان وتذكرت مشهد المصلين فيه في الصف الأمامي كبار السن وخلفهم ابنائهم وتذكرت صوت ذلك الإمام العامي الذي يرتل القرآن بالترتيل العامي او مايسمى النجدي ، اخذتني قدماي لتلك الأطلال الجميلة لتلك البيوت البسيطه فاحت رائحة الماضي وذرفت الدموع عندما شممتها ، ماأثقل قدماي حينما رجعت مغادراً هذه الاطلال وهذه الذكريات ، فعلاً ماضي جميل لن يعود بعد رحيل أهله الذي اسأل الله ان يرحمهم ويغفر لهم ، ماأجمل عطر الأطلال برائحة الماضي .