للحزن أذرع كثيرة.. قد تصنع لك تابوتاً ينتظرك بشوق، فتسير إليه بنشوة ولا تصحو إلا حينما تتمناه أكثر حياةً.
وأنا..
أقطع أذرع الحزن بصمتي، والتهمها لأسد رمقي، لا شيء يعنيني سوى حجر نرد افترشه... ولا شيء يوقفني حتى أقلب الأرض فأوقف نزيف حزنها علي..
للحزن أذرع كثيرة... تجعلك كعابر سبيل يجلس في خرم إبرة فيشنق نفسه منها ، أو تائه يحلم أن يجد نقطة ارتكازه في رحم الموت أو حياة منتهية الصلاحية.
وانا..
كلما كنت أرفع رأسي من قبري الضيق لأكتشف الدنيا من جديد، أجد كل الناس ينظرون إلي بحسرة.. بحسد.
للحزن أذرع كثيرة.. لا تعرف شهادات حسن السيرة والسلوك، ولا الحرية المغموسة بشهد الانتظار، ولا معنى أن تأكل ركبتيك رطوبة الزنازين...
وأنا..
لا أبالي إن عشت أو متُّ، إن جعتُ أو مرضت، فلولا افتقاري اليهم لما عشت يوما فقيراً، لما سقطت سهواً في حضن أمي الملم وريقاتها فاصنع منها حديقة لحزني.
انا الجالس على حد الحرف الأفقي قد أضعت جاذبيتي... فأصبح كل شيء عادي... أصلاً عادي!

الشيخ حكيــم.