05-01-22, 02:26 AM | #49 | ||||||||||||||
|
سورة عبس - تفسير السعدي بسم الله الرحمن الرحيم " عبس وتولى " ظهر التغير والعبوس في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم, وأعرض " أن جاءه الأعمى " لأجل أن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم جاءه مسترشدا, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم منشغلا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام. " وما يدريك لعله يزكى " وأي شيء يجعلك عالما بحقيقة أمره؟ لعله بسؤاله تزكو نفسه يتطهر, " أو يذكر فتنفعه الذكرى " أو يحصل له المزيد من الاعتبار والازدجار. " أما من استغنى " أما من استغنى عن هديك, " فأنت له تصدى " فأنت تتعرض له وتصغي لكلامه, " وما عليك ألا يزكى " وأي شيء عليك ألا يتطهر من كفره؟ " وأما من جاءك يسعى " وأما من كان حريصا على لقائك, " وهو يخشى " وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد, " فأنت عنه تلهى " فأنت عنه تتشاغل " كلا إنها تذكرة " ليس الأمر كما فعلت يا محمد, إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ " فمن شاء ذكره " فمن شاء ذكر الله وأتم بوحيه. " في صحف مكرمة " هذا الوحي, وهو القرآن في صحف معظمة, موقرة, " مرفوعة مطهرة " عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص, " بأيدي سفرة " بأيدي ملائكة كتبة, سفراء بين الله وخلقه, " كرام بررة " كرام الخلق, أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة. " قتل الإنسان ما أكفره " لعن الإنسان الكافر وعذب, ما أشد كفره بربه!! " من أي شيء خلقه " ألم ير من أي شيء خلقه الله أول مرة؟ " من نطفة خلقه فقدره " خلقه الله من ماء قليل- وهو المني- فقدره أطوارا, " ثم السبيل يسره " ثم بين له طريق الخير والشر, " ثم أماته فأقبره " ثم أماته فجعل له مكانا يقبر فيه, " ثم إذا شاء أنشره " ثم إذا شاء سبحانه أحياه, وبعثه بعد موته للحساب والجزاء. " كلا لما يقض ما أمره " ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل, فلم يهد ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته " فلينظر الإنسان إلى طعامه " فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ " أنا صببنا الماء صبا " إنا صببنا الماء على الأرض صبا, " ثم شققنا الأرض شقا " ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى, " فأنبتنا فيها حبا " فأنبتنا فيها حبا, " وعنبا وقضبا " وعنبا وعلفا للدواب, " وزيتونا ونخلا " وزيتونا ونخلا, " وحدائق غلبا " وحدائق عظيمة الأشجار, " وفاكهة وأبا " وثمارا وكلأ, " متاعا لكم ولأنعامكم " تنعمون بها أنتم وأنعامكم. " فإذا جاءت الصاخة " فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصم من هولها الأسماع, " يوم يفر المرء من أخيه " يوم يفر المرء لهول ذلك اليوم من أخيه, " وأمه وأبيه " وأمه وأبيه, " وصاحبته وبنيه " وزوجه وبنيه. " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " لكل واحد منهم يومئذ أمر يمنعه من الانشغال بغيره. " وجوه يومئذ مسفرة " وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة؟ " ضاحكة مستبشرة " مسرورة فرحة, " ووجوه يومئذ عليها غبرة " ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودة, " ترهقها قترة " تغشاها ذلة. " أولئك هم الكفرة الفجرة " أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذبوا بآياته, وتجرؤا على محارمه بالفجور والطغيان. | ||||||||||||||
|
05-01-22, 02:32 AM | #50 | ||||||||||||||
|
سورة النازعات - تفسير السعدي بسم الله الرحمن الرحيم " والنازعات غرقا " أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا " والناشطات نشطا " والملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق " والسابحات سبحا " والملائكة التي تسبح في نزولها من السماء وصعودها إليها, " فالسابقات سبقا " فالملائكة التي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء; لئلا تسرقه , " فالمدبرات أمرا " فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه , فإن فعل فقد أشرك- لتبعثن الخلائق وتحاسب, " يوم ترجف الراجفة " يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة, " تتبعها الرادفة " تتبعها نفخة أخرى للإحياء. " قلوب يومئذ واجفة " قلوب الكفار يومئذ مضطربة من شدة الخوف, " أبصارها خاشعة " أبصار أصحابها قليلة من هول ما ترى. " يقولون أئنا لمردودون في الحافرة " يقول هؤلاء المكذبون بالبعث: أنرد بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في الأرض؟ " أئذا كنا عظاما نخرة " أنرد وقد صرنا عظاما بالية؟ " قالوا تلك إذا كرة خاسرة " قالوا: رجعتنا تلك ستكون إذا خائبة كاذبة. " فإنما هي زجرة واحدة " فإنما هي نفخة واحدة, " فإذا هم بالساهرة " فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها. " هل أتاك حديث موسى " هل أتاك- يا محمد- خبر موسى؟ " إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى " حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك " طوى " , " اذهب إلى فرعون إنه طغى " فقال له: اذهب إلى فرعون , إنه قد أفرط في العصيان؟ " فقل هل لك إلى أن تزكى " فقل له: أتود أن تطهر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان, " وأهديك إلى ربك فتخشى " وأرشدك إلى طاعة ربك , فتخشاه وتتقيه؟ " فأراه الآية الكبرى " فأرى موسى فرعون العلامة العظمى: للعصا واليد, " فكذب وعصى " فكذب فرعرن نبي الله موسى عليه السلام, وعصى ربه عز وجل , " ثم أدبر يسعى " ثم ولى معرضا عن الإيمان مجتهدا في معارضة موسى. " فحشر فنادى " فجمع أهل مملكته وناداهم , " فقال أنا ربكم الأعلى " فقال: أنا ربكم الذي لا رب فوقه , " فأخذه الله نكال الآخرة والأولى " فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة , وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين. " إن في ذلك لعبرة لمن يخشى " إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظه لمن يتعظ وينزجر. " أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها " أبعثكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟ " رفع سمكها فسواها " رفعها فوقكم كالبناء, وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور , " وأغطش ليلها وأخرج ضحاها " وأظلم ليلها بغروب شمسها, وأبرز نهارها بشروقها. " والأرض بعد ذلك دحاها " والأرض بعد خلق السماء بسطها, وأودع فيها منافعها , " أخرج منها ماءها ومرعاها " وفجر فيها عيون الماء, وأنبت فيها ما يرعى من النباتات, " والجبال أرساها " وأثبت فيها الجبال أوتادا لها " متاعا لكم ولأنعامكم " خلق سبحانه كل هذه النعم منفعة لكم ولأنعامكم. (إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على الله من خلق هذه الأشياء , وكله على الله هين يسير) " فإذا جاءت الطامة الكبرى " فإذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى وهي النفخة الثانية, " يوم يتذكر الإنسان ما سعى " عندئذ يعرض على الإنسان كل عمله من خير وشر , فيتذكره ويعترف به , " وبرزت الجحيم لمن يرى " وأظهرت جهنم لكل مبصر ترى عيانا. " فأما من طغى " فأما من تمرد على أمر الله, " وآثر الحياة الدنيا " يفضل الحياة الدنيا على الآخرة, " فإن الجحيم هي المأوى " فإن مصيره إلى النار. " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى " وأما من خاف القيام بين يدي الله للحساب , ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة, " فإن الجنة هي المأوى " فإن الجنة هي مسكنه. " يسألونك عن الساعة أيان مرساها " يسألك المشركون يا محمد- استخفافا- عن وقت حلول الساعة التي تتوعدهم بها " فيم أنت من ذكراها " لست في شيء من علمها , " إلى ربك منتهاها " بل مرد ذلك إلى الله عز وجل , " إنما أنت منذر من يخشاها " وإنما شأنك في أمر الساعة أن تحذر منها من يخافها. " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " كأنهم يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا في الحياة الدنيا, لهول الساعة إلا ما بين الظهر إلى غروب الشمس , أو ما بين طلوع الشمس إلى نصف النها | ||||||||||||||
|
11-02-22, 12:24 AM | #51 | |||||||||||
| | |||||||||||
|
11-02-22, 06:14 PM | #52 | ||||||||||||||
|
اللهم امين واياكم اجمعين شكرا لك والله يجزاك خير | ||||||||||||||
|
إضافة رد |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||