|
ذِكْرَى : أنا مع وقتي الصادر وأنا المِقدم وانا الورَّاد وانا كلي حيا يوم الجباه الزاهيه عرقا أنا لون السنابل والسراج وبارق الوقّاد أنا لون البحر لوني وانا لون السما الزرقا أنا اللي يِكرم الذكرى ولو لاموني الحساد أنا العابر مع احزون الوطى ومعدي المرقا سهير الليل كم يوجس من اسرار البعاد أبعاد وانا بين السهر والوجد والحرمان والفرقا تنام الناس من حولي وانا عيني بلا مرقاد أحس ابداخلي ضيقه شراييني بها حرقا تزور اطيوف خلاني طرف جفني بلا ميعاد تطير ابمرقدي صوره تغني لجلها الورقا وهو ماعاد يجمعنا شراب الما وملح وزاد تفارقنا بلا ميعاد انا والفاتن الطرقا انا مدري عن الدافع ولاعن مركز الارصاد لو احلوق الحظوظ اللي تمنى بالعنا شرقا توالفنا كذا وشلون ما ندري وحنا اضداد ترفْ ارواحنا الدنيا لو ان اجسادنا غرقا مُواسي. . |
ذكرى الكثير يملك من الذكريات والقليل يعبر بإبداع عن ذاك الوفاء // ليكون الأنا مستحقة كل الفخر بهذا التعبير الفذ والله إبداع حتى النخاع ويستحق أن يكون المعنى أطول ريش في طائره // الأنا الجامعة للأضداد عندما تكون تلك الأنا كل شيء وضده بتلك الحرفية // تلك الأنا التي مثلت محطة المرسل والمتلقي فالخاطر يقلب صور الذكرى ليعيد ارسالها وتجديد العهد بها فكيف ينسى من كانت الذكرى تسكنه وتجدد إحساسه كيف ! لم تكن السنوات إلا تجديد حنين فعلي // لنرى تلك الأنا تحيي معاني مع تلك الذكرى فستبغ صاحبها بكل معنى تقمصه وهو يجول بين أرجاء تلك الذكرى وكأنها أي الألفاظ لها ذكريات مع أصحاب الذكرى ذاتهم بمواقف مختلفة من اللي قول السنابل حتى تقمص اتساع البحر وسماه فالبحر ذو اللون الشفاف العاكس لزرقه سماه ما كان إلا إنعكاس الذات فقد نسب الشاعر لذاته تلك الزرقة بين أبعاد الاتساع والارتفاع يمثل من خلالها أبعاد ذكراه ذاتها فهي متسعة كالبحر وعالية كالسماء لتبرز كمها الهائل ونوعها المميز فهي كثيرة عدديا عزيزة لهذا اتخذت من العلو مدخلا كالسما العالية تلك المنزلة من قدر أصحاب الذكرى و |
كثيرين هم من لاموا صاحب الذكرى على ذكراه لكنه عدهم حساد فلا أحد يعرف معنى الشعور إلا من حوى قلبه تلك الذكرى ألم يقل مهندس الكلمة " علموا الظالم ترى المظلوم راضي" وكم هام مجنون ليلى في الفلوات يدافع عن حبه لليلى رغم من عذله بفعله ليكفوا اللوم ولينهوا العتب فلا يتوب من يصر على تقليب ذكرى أحبابه // على الرغم إن الذكرى موجعة مؤلمة ورثته أحزان جاوزت حدها احزانه تغوض به لأدنى نقطة وترتفع لأعلى حد الله على التضاد هنا وكيف يبرز كك الحزن المرتبط بذكرى من يود // من يعاني أنين معاناة الفراق والشوق الذي يعصف بالوجدان ،، وحرمانه من رؤية من يود بفراق لم بتضح هل هو إجباري أم اختياري لكن كل تلك المشاعر من الشوق المتولد من الحرمان والفراق كل ذلك لم يجعله يذوق لذيذ النوم صحيح الشخص لما يكون مرتاح وخالي البال ينام مرتاح تقر عينه لكن من عاش ألم الفراق لا يأنس إلا السهد والسهر الوقت الذي يأوي به لذاته وقت الليل الهادي الذي يعيد به الذكرى مرارا وتكرارا مؤلمة لكنها السلوى الوحيدة تلك الذكرى التي يجد من خلالها أجمل أيامه وأحلى ما يحتفظ به // و |
يقول امرؤ القيس : وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنوع الهموم ليبتلي // نجد هُنا ليل الشاعر كليل امرؤ القيس ليل الذكرى ليل الهموم وتقليب المواجع مُبتلى بذكرى قد ملئته معاناة حتى بات الخوف يسكنه من الفراق والبعاد // هو بالفعل يقاسيه فلماذا الخوف ؟؟؟ العاشق عنده أمل أن يعود لسابق عهده أن يستعيد ذكراه وإن كانت مستحيلة يهوجس يسكنه الخوف فالفراق هو الشيء الوحيد الذي لا يقواه // وهنا عبارة سرت "يُفضح العاشق وقت الرحيل" صحيح الفراق يجعل زمن العاشق يتوقف يعيده إلى الماضي يحل الفراق فيحزم العاشق حقائبه ليرحل من حاضره إلى الماضي يستغرق به حتى يغرق بذكراه ولا يرغب بإنتشال ذاته من عذابات ذاك الفراق // هذا الليل شهد نوم من حوله فلناس تمارس دور الحياة الطبيعي حيث الليل "الليل لباسا" لكن هناك مُستثنى من النيام من يقاسي من يعاني من يحس بمرارة الفقد هاهو النوم فر من مقلتيه التي تشهد زيارة من يفتقدم أحبابه "الخلان" حتى تلك المطوقة حمامة الورقا ناحت من نوحه الله عندما تُسقط المشاعر على كل ما حول الشاعر ليجعله يشاركه الإحساس وهو واقع من يعيش السعادة يجد الدنيا والناس بها كلهم فرحين وأصوات الفرح من حوله حتى الألوان باذن بعينه زاهية مشعة // عكس من تلبسه الحزن تسود الدنيا بعينيه يرى الحياة كلها داكنة وكل شيء من حوله حزين حتى تلك الورقا يراها تشاركه الإحساس // طالما كان ربط الشعراء بين حمامة الورقا والفراق وألمه ومعاناته نجد أبو فراس الحمداني يقول: أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة *** أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟ معاذَ الهوى! ماذقتِ طارقة َ النوى*** وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحًا لَدَيّ ضَعِيفَة ً *** تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالِ أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ*** ويسكتُ محزونٌ، ويندبُ سالِ؟ لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً*** وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ! ويقول الشاعر الشلبي: رُبَّ وَرقاءَ هتوفٍ في الضُحى *** ذاتِ شَجوٍ صَدَحت في فَنَنِ ذكرتْ إِلفًا ودهرًا صالحًا *** فبكت حُزنًا وهاجت حَزَني فبكائي ربما أرَّقَها *** وبكاها ربما أرَّقَني ولقد تشكو فما أفهمها *** ولقد أشكو فما تفهمني غير أني بالجوى أعرفها *** وهي أيضًا بالجوى تعرفني ويقول البارودي: أَلا يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ *** وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ غَدَوْتَ سَلِيمًا فِي نَعِيمٍ وَغِبْطَةٍ *** وَلكِنَّ قَلْبِي بِالْغَرَامِ جَرِيحُ فَإِنْ كُنْتَ لِي عَوْنًا عَلَى الشَّوْقِ فَاسْتَعِرْ *** لِعَيْنَيْكَ دَمْعًا فَالْبُكَاءُ مُريحُ وَإِلَّا فَدَعْنِي مِنْ هَدِيلِكَ وَانْصَرِفْ *** فَلَيْسَ سَواءً بَاذِلٌ وشَحِيحُ كل تلك الأشعار تشير لذات معنى الشاعر في النوح والبكاء جراء الفقد // تلك الورقا الخاصة بالشاعر إنما ناحت من صور استذكرها ليبين لنا حالة الحزن العميقة التي يكابدها ويحياها حتى الورقا ناحت من صور تلك الذكرى مبدع مبدع وبقوة ونكمل // |
الوفاء من أبكى الشاعر فعهده بخلانه قد جمعه معهم "العيش والملح" كناية عن العشرة التي كانت بينهم وصفاء الحياة حتى تكدرت فأين ذاك العيش والملح ؟؟؟ لم يعد يجمعه مع من يود لكنه وفيّ لا يبيع العشرة ولا ينسى أحباب له معهم مواقف رائعة يفتقدهم ولم يجد من يعوضهم لذا عاش في ماضيه لأنه يرى أن الحاضر لم يعد به ما يستحق لم يعد هناك الشخصيات التي قاسمها العيش والملح لربما رحيلهم مع وجودهم على قيد الحياة ولربما رحيلهم الأبدي // هل يقصد الشاعر فراق مجبوبة أو أحباء ؟؟؟ لو دققنا وامعنا النظر سنجد هناك محبوبة لكن برحيلها رحل كل شيء جميل برحيلها حتى أحبابه وجد أنهم رحلوا // العاشق عادة يقوى بمن يهواها القلب برحيلها يسقط حصنه ويُدك // يتذكر كل من فقدهم يبكيها وكأن بخسارتها خسر كل جميل تكالبت عليه الذكرى // لا سلوى إلا بالذكرى ولا سواها // لماذا رجحت وأكدت وجود محبوبة ؟؟؟ وصف " الفاتن الطرقا" فالطرقا صفة للبنت التي تمتاز بالطول والفاتنة أي الحسناء لهذا هذا الوصف كان برهانا ودليلا كافيا لاستشف من خلاله إن الشاعر يرثي عشق مفقود من أسبابها عكس الحزن على كل أجواءه تلك الفاتنة ذات الحُسن التي تمتاز بقوام منشوق وطول فارع كعلامة جمالية مميزة لها كانت علته التي رسم من خلالها صور ذكراه الحزينة ولكن ما أقسى من الفراق ذاته ؟؟؟ |
صح لسانك مواسي يختم مع الشكر تقديري |
| الساعة الآن 07:17 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا