أحس ابداخلي ضيقه تلازم قلبي المقهور
توردني حياض الموت وأبكي عمري الفاني

أصد ابدمعتي ماني بلا زاهد ولا مغرور
أخاف الجرح لا يظهر مداه بعين خلاني

أنا شفت الونس قدام عيني والفرح مغمور
بعد ماكان يذكرني ندى قربه وينساني

ولكنّه تركني بين نوبات الألم مكسور
رماني تحت أنقاض الهلع بالعمر وحداني

يلوموني على مابي عن اعيون البشر مقبور
أنا وشلون أترجم عن مدى جرحي على لساني

أنا من كثر ماصديت وجه العاذل المبرور
تضايق جنبي الوافي وعين العذل ترعاني

عشان ارتاح أنا قررت أبكشف سري المستور
أحلّق في مدى الشعر الفسيح بريش جنحاني

أغني مع مواويله لحن "متشابهه يا الدور"
أنا بين الفرح والحزن أبفتح كلّ بيباني

سريت الليل ياقلبي أدور عن طريق النور
أشيل ابداخلي حمل الزمان لدرب عنواني

وحيد ومامعي ياكود حلمي ساري الديجور
مع افجوج الخلا مالي نوى ياكود سلواني

مشاويري طويله مير أنا ياغايتي مجبور
أفارق في مسيري راحتي وظلال حيطاني

كشف نور القمر ساقه وهو ماعنّدل العصفور
وانا ساري دياجير الدجا عن وجه ميداني

بدا لي فالطريق الموحش النائي ثلاث ابحور
وانا ضامي ومقلقني مسيري جوف وجداني

اعرف الملح مايروي واعرف الموج يوم يجور
واعرف العمق ماتاوي مجاذيبه وتنحاني

وقفت (أنظر) على مفرق طريقي والبحور اتمور
(خياراتي) بعد طول الطريق الفايت اضناني

أحاول أجمع اشتاتي وأجمّع رايي المنثور
وأنا في طوري الأول أدور وين صدقاني

سمعت اللي يناديني وانا بيني وبينَه سور
رقيق بصوته الحاني زهم بإسمي وناداني

وانا في حيرتي مرهي سلامة قلبي المفطور
بعد ماعانقت عيني ملامح هزت اركاني

بعد ماكانت الحسره تلوك ابقلبي المذعور
تجلَّت وأشرقت شمس الطريق وشمس ديواني

تبسَّم من تجلِّيها حدايق يانعه وازهور
وتبدَّا لي مساري والمروج وزرع ودياني

وعشت اجمل سويعات اللقا يوم الضيا موفور
قطفت امن العذوق ونمت هاني جوف بستاني

ويوم امسيت ماكني سكنت المنزل المعمور
وما كن الدفا والعطف من تقريره اولاني

رجعت لدربي الأول أنادم قلبي المقهور
وحيد ابكي على حظي وعايف عمري الفاني


1444/8/11هـ
مواسي