رابع المستحيلات

لم أخير في العيش فيك يا زمني
ولم أعرف فيك ما طيب الحياة
جسد بلا روح
تتقاذفني الأيام
أو كعجز نخلة خاوية
تعزف فيها رياح القهر
سنفونيات الوجود
لا أفهم لها معنى
ولا يطربني منها أي صوت
طغى فيها أنين الناي
وإرتجال مواويل الشكوى
وصدق الآهات
صغيرا كنت اهدهد حلما
سأكبر وسأكون... وسنكونوا...
والأفضل ما هو آت
كبرت كبر الحلم معي
أدق به على كل الأبواب
وأجوب به كل الطرقات
أثقلني حمله
أتعبني أتعبته
ولم أجد
منجما يفهم كل اللغات
يضع عني أسري
وعذاب الأنات
جلست على شرفة الذكريات
استعير من فتات الماضي
بعضا من هنيء الاوقات
أنسى بها ما أنا فيه
وأنا في غيبوبة تفكيري...
إجتاحتني أصوات من كل الجهات
تهامسني
يا بني... دون تفسير حلمك
أبواب موصدة
ومصاعد ومنازل
وجم من المشقات
يا بني...
لما تحمل هم الدنيا
إني أرى فيك شيء من سفاهة
إنك تريد أن تتحقق لك
رابع المستحيلات
تريد أن يتجدد للأعراب مجد
وتجهز جيوش الفتوحات
أبدا أبدا ثم أبدا
لن تغير الأماني سنن الحياة
من أخذ بها يا ولد وصل
ومن نام دونها....
ما نال غير فتات الفتات
كيف للقوم بمجد
وقد تفرقوا كيهود الشتات
يلعن بعضهم بعضا
ويقتل بعضهم بعضا
إن الله يا بني...
إذا انعم على قوم بنعمة
ولم يحفظوها....
تلقفتها يد الطغاة .

ن. شريطي
مرتجلة