أمنية مستحيلة !!؟

في عمق الليل وبين أضواء النجوم البراقة، تتساءل نفسي عن الأمنيات التي تسكن قلوب البشر. أمنيات تتراوح بين البساطة والتعقيد، بين الواقعية والخيال. وفي زمنٍ تبدو فيه المستحيلات واقعًا يمكن تحقيقه، أتساءل عن أمنية مستحيلة.

أمنية مستحيلة، هل يمكن أن تكون هناك أمنية تتعدى حدود الواقع وتتجاوز قيود الزمان والمكان؟ هل يمكن أن تكون هناك أمنية لا تقف عند حدود الإمكانيات والقدرات البشرية؟

أمنية مستحيلة، لحظة تتجاوز فيها الأحلام العادية وتصل إلى أعماق الروح وتلامس جوهر الوجود. إنها الأمنية التي تعبر عن أعمق الرغبات وأكبر الطموحات، ولكنها في الوقت ذاته تعتبر مستحيلة.

قد تكون أمنية مستحيلة هي تلك التي تحمل في طياتها رغبة في تغيير العالم، في إحداث تحول جذري في حياة البشر وتحقيق السلام العالمي. قد تكون أمنية مستحيلة هي تلك التي تحمل في طياتها رغبة في العدالة الاجتماعية، في إنهاء الفقر والظلم والاستغلال.

أمنية مستحيلة، قد تكون تلك التي تحمل في طياتها رغبة في تحقيق الحرية الحقيقية، في تحطيم قيود العقل والتحرر من القيود الاجتماعية والثقافية. قد تكون أمنية مستحيلة هي تلك التي تحمل في طياتها رغبة في إحداث تغيير في حياة الفرد، في تحقيق السعادة الدائمة والنجاح الكامل.

ولكن، هل هذه الأمنيات مستحيلة حقًا؟ هل يجب أن نستسلم للواقع ونتخلى عن أحلامنا وطموحاتنا؟ لا، فالأمنيات المستحيلة هي تلك التي تدفعنا للتحرك والعمل والسعي نحو تحقيقها.

في كل لحظة نستطيع أن نبدأ بخطوة صغيرة نحو تحقيق أمنيتنا المستحيلة. فقد يكون التغيير الكبير يبدأ من صغر الأفعال، من اتخاذ القرار الأول والأهم. فلنتخيل ونتصوّر ونعمل بجدية واصرار لتحقيق أمنيتنا المستحيلة.

فلنحلم بأمنية مستحيلة ولنسعى لتحقيقها، فربما في هذا المسعى نجد القوة والإلهام والتغيير الذي نحتاجه. فلنبدأ الآن، فالأمنيات المستحيلة لا تبقى مستحيلة إذا كان لدينا الإرادة والعزيمة والإيمان بقدرتنا على تحقيقها.