لم أعد أتذكر شيئاً يبدو أَني مُحيت من قرص ذاكرتك فأصابني عطل دائم أفقدني القدرة على استعادة لحظات الماضي لكن و لحسن حظي لدي نسخة احتياطية أعيد بها برمجة ذاكرتي لتنتقي أفضل و أجمل و أصدق أيامنا لا حاجة لأحدنا بالآخر و لكل منا رواية تخصه يؤمن بها و أنا مؤمنة بأن القدر سيصيبني بك حتى لو اختلفت الظروف أو الزمان أو المكان أنت كالسهم المسدد الذي قُدِّر لي أن أتلقاه في قلبي ليصيبني بالحب و لأنك قدري فلم أبادر لتحاشي إصابتي بك نحن لا نملك تغيير أقدارنا و لا نجيد فن التعامل معها حتى برفضها بحكمة بالغة أو قبولها بقناعة و رضا نجازف بقلوبنا و نبحر في موسم العواطف العاصفة و لا نحكم قيادة أنفسنا و إذا ما وصلنا إلى منفى الوحدة و الضياع و حاولنا تذكر طريق العودة نكتشف أننا نملك خارطة ذهنية و عاطفية دقيقة تمنعنا من محاولات العودة لأي شيء نتذكر كل ما حدث بلمحة منذ الصرخة الأولى و حتى لحظة الوصول إلى هنا و نعترف أن الحياة لم تكن تستحق كل هذا العناء كل هذا التعب كل تلك المجازفات و الصراعات و أن الأمر في النهاية سيؤول إلى ذات المنفى خطيئتي الأولى أنني اعتقدت أنني أتمتع بذكاء فطري و لكني متأخراً آمنت بأنني أكثر النساء غباء |
لم يعد هناك متسع لشيء حتى للقيام بجولة داخل النفس و معاينتها القليل القليل مما تبقى مني بالكاد يكفي لأصبِر و لا أقطع رجائي بمدبر الأمور و أن لا يكلني لنفسي طرفة عين باءت كل محاولاتي بالفشل لطي الصفحة دون التفكير بفتح صفحة أخرى فما دونته من أحداث و سكبته من مشاعر على فصل كتابي الأخير لا أريد أن أفرط به و لا الاحتفاظ به بل و برغبة صادقة من أجل نفسي سأضع نقطة ختام حياتي عندها و أضعها مع أثمن ما أملك من هذه الحياة و لم أملك من هذه الحياة إلا قلب مرهق لم يكن سعيه مشكوراً |
بعض الأخطاء قد تكلفك حياتك و حياة أخرى |
لا نسلك طريقاً في هذه الحياة دون أن تمر بنا لافتات تحذيرية و أخرى تنويرية و لكن بسبب اعتدادنا بأنفسنا لا نستعين بها نعتقد أننا و إن أدركنا أننا على خطأ فإن المخاطرة و التجربة تستحق و أن طريقاً جديداً لم نختبره قبلاً يستحق هذه المجازفة ما بين الكبرياء و المكابرة تبدأ أقدامنا تشعر بالبلل و نبتسم بغرور : يا للسعادة لقد اقتربنا من بحيرة الأحلام ثم تبدأ تلك الأقدام بالتخبط في الوحل و نحملها على ما لا تطيق و نردد : عثرات سنتجاوزها و القادم أجمل نغرق في البحيرة التي زعمنا أنها تموج بأحلامنا و تخبئ في مكنونها جوهر أمنياتنا نقرأ تعليمات أهواءنا و نتبع الطرق الوعرة التي تمنحنا لذة اللحظة في خوض المغامرة و التحدي و نجتاز بمهارة و نجاح كل المصاعب و نقفز فوق حواجز الممكن و المتاح نذلل حتى أنفسنا و نذعن لها حتى إن قرع جرس الضمير أجراسه و ارتفعت لافتات الحذر و الخطر لأن قناعة وحيدة ترسخت أن هذا ما كنا ننتظره كل تلك السنين هو بالفعل و بلا أدنى شك حلمنا الذي صارعنا المستحيل من أجله و لكن تجاهلنا الحكمة التي تقول : ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. حتى عندما أصبح الحلم قاب قوسين أو ادنى من الواقع لكنه لم يغادر فلك المستحيل قط لم يرى النور أبداً و لم تسطع عليه شمس الواقع لذا كان كالحمل الكاذب مررنا بكل معاناته و شعرنا بكل لذاته و لكن لم ينجب لنا حياة لم يخلف لنا إلا وليد أحزان مهده القلب نهدهده على وقع النبض ليهدأ و يسكن وجعه الأزلي |
صه و لا تنصت لأنين قلبي إنه يكابد وجعاً لن تحمله عني بسطر قد تكالبت عليه الأحزان و لم يغادر تلك الدار التي أسكنته فيها ذات حلم |
لا أحتاج دوماً لأن تقول لي شيئاً يكفيني الصدى صوتاً يهز كياني في وحدتي |
الساعة الآن 01:47 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا