((سلّامة القسّ)) !! قال الزبير بنُ بكّار : كان عبدُ الرحمن بن أبي عمّار من عُبّاد أهل مكة ، فسمّي : القسّ ، من عبادته . فمرّ ذات يوم بدار سهل بن عبد الرحمن بن عوف مولى سلّامة الزّرقاء ، وهي تُغني ، فسمع غناءها ، فبلغ منه كل مبلغ ، فرآه مولاها وتبيّن ما لحقه ، فقال له : هل لك أن تدخل إليها وتسمع منها ؟ فامتنع وأبا . فقال له : أنا أقعدك في موضع تسمع غناءها ولا تراها ولا تراك . ولم يزل به حتى دخل وسمع غناءها ، فأعجبه ، فقال له : هل لك أن أخرجها لك ؟ فامتنع بعض الامتناع ، ثم أجابه ، فأخرجها إليه ، وأقعدها بين يديه ، وغنّته ، فشغف بها ، وشُغفت به ، وكان أديباً ظريفاً . واشتهر أمره معها بمكة حتى سمّوها : سلّامة القسّ ، وخلا معها يوماً ، فقالت له : أنا والله أُحبك . فقال لها : وأنا والله كذلك . قال له : أُحب أن أضع فمك على فمي . قال : وأنا والله . قال : فما يمنعك من ذلك ؟ فوالله إن الموضع لخال ! فقال لها : ويحك! إني سمعتُ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه : (والأخلّاءُ يومئذ بعضهم لبعض عدُوٌّ إلّا المتّقين) الزخرف 67 . وأنا أكره أن تكون بيني وبينك عداوةٌ يوم القيامة . ثم نهض وعيناه تذرفان من حبها ، وعاد إلى الطريقة التي كان عليها من النُّسك والعبادة . وكان يمر في بعض الأيام ببابها ، فيرسل إليها بالسلام فيقال له : أدخل فيأبى . وقال فيها أشعاراً كثيرةً وغنّته بها . فمنها : إن الـتـي طــرقــتــك بين ركــائــب ** تمشي بمزهرها وأنت حرامُ بــاتــت تُـعـلـلـنـا وتـحـسـبُ أنــنــا ** في ذاك أيـقـاظٌ ونحنُ نـيـامُ حتى إذا ســطــع الــصــبــاحُ لناظر ** فإذا الذي ما بـيـنـنـا أحــلامُ قد كُنتُ أعذلُ في السّفاهة أهلها ** فأعجب بما تـأتـي به الأيـامُ وفيها قوله : على سلّامة القلب السلامُ ** تحيّة من زيـارتـه لـمـامُ أُحب لـقـاءهـا وألوم نفسي ** كأنّ لقاءها شيء حرامُ إذا ما حـنّ مـزهـرهـا إلـيـهـا ** وحنّت نحوه أذن الـكرامُ فمدّوا نحوها الأعـناق حتى ** كأنّهُمُ وما ناموا نــيـــامُ انتهى ـ المختار من أخبار النساء ـ لابن القيّم الجوزيّة . قلت : هذا في أيام عزّ الإسلام ومروءة الكرام ـ فلعل البعض لا يدرك بساطة الرواية وكنهها ، فالمغنيّة سلّامة جارية ، ولها أحكام في الإسلام تختلف عن أحكام الحرائر ، فيحق لمولاها أن يطلب منها الغناء له ولغيره ، كذلك خروجها جائز لغير مولاها بإذنه ، وانما الحرام هو الحرام ، وإنما ما كان يفعله معها عبّر عنه : بالسفاهة ، ولم يعتبره حراماً ، وهو كذلك ، فعندما طلبت من الرجل الناسك الصالح تلك القبلة رفض ، فهذا شيء وذاك شيء آخر . وكانوا المسلمين الأوائل أعلم وأورع من علماء زماننا ببون واسع جداً . فلفقد الجواري اليوم كثير من شباب المسلمين وللأسف الشديد يجهلون الكثير من أحكامهنّ ، ويجملون أحكام النساء ولا يفرّقون بين الحرائر والجواري . ارجو أن يجد القارئ الكريم ما يعجبه بهذه الرواية ، والله ولي الصالحين . |
تسلم على الروايه استمتعت بقرائتها |
الله علييك قسسسم استمتعت جدا بقرائتهاا سِلمت وسِلم لنـآ ذووقك لاهِنت :MonTaseR_205: |
اهلا مشارك ربي يسلمك ـ تحياتي لمرورك الكريم . |
اهلا بالغالية ـ الحسوسة ـ شاكر مرورك الجميل والعطر ـ تحياتي لك . |
تنقل للقسم المناسب القصص والروايات مع الاعتذار للاخ الكريم |
الساعة الآن 10:22 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا