12-23-15, 09:06 AM | #1 | ||||||||||||
ياآرب احفظ لي جنتے
|
*ويحك ! أتدري ما الله ؟
اقرأ لكي تعبد الله كأنك تراه لتعلم أن من الأمور العظيمة المهمة لك معرفة (*صفات وأسماء وأفعال الرب جل جلاله*)* كما وردت في الكتاب والسنة ، وبعد معرفتها عليك تذكرها باستمرار ، حتى تصير لقلبك بمنزلة المرئي ،* فتحقق بذلك مرتبة الإحسان "*فتعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك*" ، وبهذا تحيى القلوب الميتة ، وتنقشع الغفلة ، وتنشرح الصدور بنور التوحيد . والرسل كلهم عرَّفوا بالله سبحانه من خلال التعريف : "*بأسمائه وصفاته وأفعاله*" تعريفاً مفصلاً ،* حتى كأن العباد يشاهدونه سبحانه وينظرون إليه : وقد استوى على عرشه فوق سماواته ، عالٍ على خلقه ، قاهراً لكل شيء ،* يدبر أمر مملكته ، آمراً ناهياً ، باعثاً لرسله ، منزلاً لكتبه ،* فينزل الأمر من عنده بتدبير مملكته ، فيكلم عبده جبريل ، ويرسل من يشاء بما شاء ، ملائكته يخافونه من فوقهم ،* وينفذون أوامره في أقطار ملكه ، تصعد الأمور إليه وتعرض عليه ،* له الأمر وليس لأحد معه من شيء ،* بل الأمر كله له ،* معبود مطاع ، لا شريك له ولا مثيل ولا عدل ، موصوف بصفات الكمال ، منعوت بنعوت الجلال ، منزه عن العيوب والنقائص ، قائماً بالملك والتدبير ، فلا حركة ولا سكون ،* ولا نفع ولا ضر ، ولا عطاء ولا منع ، ولا قبض ولا بسط إلا بقدرته وتدبيره ، فقيام الكون كله به ، وقيامه سبحانه بنفسه ، فهو القائم بنفسه ، المقيم لكل ما سواه : {*وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ* وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ* وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا* وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ* إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ*}* ( الأنعام : 59 ) ، يقول صلى الله عليه وسلم : "*مفاتح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير*" ( البخاري ). وهو يتكلم سبحانه وتعالى ، ويأمر وينهى ،* ويتأذى ويفرح ، ويسمع ويبصر ، ويرضى ويغضب ، ويحب ويسخط ،* ويجيب دعوة المضطر من عباده ، ويغيث ملهوفهم ، ويعين محتاجهم ، ويجبر كسيرهم ، ويغني فقيرهم ،* ويميت ويحيي ، ويمنع ويعطي ، ويثيب ويعاقب ،* مالك الملك يؤتي الملك من يشاء ،* وينزع الملك ممن يشاء ،* ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، بيده الخير ،* وهو على كل شيء قدير* {*إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ*} ( يس : 82 ). كل يوم هو في شأن يغفر ذنباً ، ويفرج كرباً ، ويفك عانياً ، وينصر مظلوماً ، ويقصم ظالماً ، ويرحم مسكيناً ، ويغيث ملهوفاً ،* ويسوق الأقدار إلى مواقيتها ، ويجريها على نظامها ، ويقدم ما يشاء تقديمه ، ويؤخر ما يشاء تأخيره ، فأزمة الأمور كلها بيده ، ومدار تدبير الممالك كلها إليه ، فله الجلال والجمال والكمال والعزة والسلطان . يرحم إذا اُسترحم ، ويغفر إذا اُستغفر ،* ويعطي إذا سُئل ، ويجيب إذا دُعي ، ويقيل إذا اُستقيل ، قال صلى الله عليه وسلم : "*ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا* حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : أنا الملك ، أنا الملك ،* من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له*" ( البخاري ومسلم ) . هو سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ،* وأعظم من كل شيء ،* وأعز من كل شيء ،* وأقدر من كل شيء ،* وأعلم من كل شيء ،* وأحكم من كل شيء ،* بصير بحركات العالم علويه وسفليه ، وأشخاصه وذواته ، سميع لأصواتهم ، رقيب على ضمائرهم وأسرارهم ، ويرى أفعالهم وحركاتهم ،* ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم ، {*يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ* مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ* وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا* ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*} ( المجادلة : 7 ). سميع يسمع ضجيج الأصوات ،* باختلاف اللغات ، على تنوع الحاجات ، فلا يشغله سمع عن سمع ، ولا تغلطه المسائل ،* ولا يتبرم بإلحاح الملحين ،* سواء عنده من أسر القول ومن جهر به ،* فالسر عنده علانية ، والغيب عنده شهادة ،* يرى ويسمع دبيب النملة السوداء ،* على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء ، ويرى ويسمع نبض عروقها ، ومجاري الطعام في أعضائها . {*وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ*} يمسك السماوات والأرض أن تزولا ،* ويمسك البحار أن تغيض أو تفيض على العالم ، ويمسك السماء أن تقع على الأرض ، ويمسك الطير في الهواء صافات ويقبضن . يضع سبحانه وتعالى السماوات يوم القيامة على إصبع ،* والأرضين على إصبع ، والجبال والشجر على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ، ثم يهزهن فيقول :* أنا الملك أنا الملك*. الكبرياء رداءه ، والعظمة إزاره ،* يقول سبحانه وتعالى – في الحديث القدسي - : (*فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار*) ( مسلم ). ملكه عظيم عظيم ، يقول سبحانه وتعالى : (*يا عبادي :* إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي :* لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ،* ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ،* يا عبادي :* لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ،* كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي :* لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته* ما نقص ذلك مما عندي* إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر*)* ( مسلم ) . يقول صلى الله عليه وسلم :* "*إن الله عز وجل لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ،* حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه* ما انتهى إليه بصره من خلقه*".* ( مسلم ) . فهو حيٌ لا يموت ، قيوم لا ينام ،* عليم لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ، والخلق مقهورون تحت قبضته ،* وهو رب العالمين ، وأرحم الراحمين ، وأقدر القادرين ، وأحكم الحاكمين ،* الذي له الخلق والأمر ،* المعروف بالفطرة ، الذي أقرت به العقول ،* ودلت عليه كل الموجودات ، وشهدت بواحدينته وربوبيته جميع المخلوقات . كيف تصل إلى ربك سبحانه وتعالى وتكسب حبه ورضاه ؟ فإذا علمت أنه لا رب غيره ، ولا يملك الضر والنفع والعطاء والمنع إلا هو ، فعليك بالسعي في طلب الوصول إليه بفعل الواجبات والنوافل ،* وترك المحرمات والغفلة ،* فإنك إن فعلت فتح لك أبواب الخير والإيمان والتقوى ، ( يقول تعالى : ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه ،* ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبهُ ،* فإذا أحببتُهُ كنت سمعه الذي يسمع به ،* وبصرهُ الذي يُبصر به ،* ويده التي يبطشُ بها ،* ورجلَهُ التي يمشي بها ،* ولئن سألني لأعطينَّهُ* ولئن استعاذني لأعيذَنَّهُ*) ( البخاري ). وبتذكرك أسماء الله وصفاته وأفعاله دائماً وبالليل والنهار* ينشأ نور الإيمان في قلبك ، يريك ذلك النور أنك واقف بين يدي ربك عز وجل ، فتستحي منه في خلواتك وجلواتك ، وترزق عند ذلك دوام المراقبة للرقيب ، ودوام التطلع إلى حضرة العلي العظيم ، حتى كأنك تراه وتشاهده من فوق سماواته ، مستوياً على عرشه ، ناظراً إلى خلقه ،* سامعاً لأصواتهم ، مشاهداً لبواطنهم ، فإذا استولى عليك هذا الشاهد أزال عنك هموم الدنيا كلها ، وتعلقت بربك واتخذته وحده وكيلا ، ودخلت جنته في هذه الدنيا قبل جنته التي في الآخرة . فأنت بين يدي ربك ناظراً إليه بقلبك ، والناس في حجاب الدنيا . فتأمل وتفكر واقرأ !! فتأمل وتفكر واقرأ هذا الكلام* لتشاهد ربك في الدنيا بعيني قلبك ، وسوف تراه يوم القيامة ببصرك ، فإنه* " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون :*ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟* فيكشف سبحانه وتعالى الحجاب ،* فما أعطوا شيئاً أحب إليهم* من النظر إلى ربهم عز وجل*"* ( مسلم ) وأما* {*وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى* فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا*} .* {*فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ* وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ*} . ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ تأليف : د . صالح بن عبد الله الصياح سلسلة كن داعياً إلى التوحيد ( 3 ) | ||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه للموضوع : *ويحك ! أتدري ما الله ؟ | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أتدري من يزيل الهم إن ضاقت بك الدنيا ! | الفاقد | قسم الوسائط والبرودكاست •• | 9 | 02-14-19 03:34 AM |
مريضة بالفشل الكلوي محتاجة مساعدة مالية لتجري عملية فيستولا | عنبرومسك | همومنا ومشاكلنا وإحتياجاتنا الشخصيه ( مشكلتي ) | 7 | 03-12-16 08:13 PM |
لك انت وحدك | جنون فتى | خواطر عذب الكلام ( أنَّات الخواطر ) •• | 10 | 12-19-13 11:41 PM |
قائمة «حمراء» دولية بأسماء مثيري الشغب .. في القطيف | مربوشه هلاليه | أخبار من الصحف المحليه والعالميه | 9 | 08-06-12 07:44 PM |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||