سعيدون ، لكنكم صامتون !

كُل شيءٍ يسقط
كل شيءٍ يتهاوى !..

كل شيءٍ تناثرَ مني و تلاشى ..
حتى أسقطتُ روحي مني !..

كُلنا تمادينا في الهجران ..
كلنا مضينا ، و أغلقنا الأبوابَ خلفنا و ادَّعَينا النسيان ..

حينَ عُدنا ذاتَ لحظةٍ ، قد ظننا أنّ الشوقَ وحده من أعادنا
لكن ذلك لم يكن ..
حتى بعد أن التقينا ، نحنُ أشباهُ أموات !

استسلمَ قلمي و ألقى بنفسهِ على الورقِ الفارغ
ربما أعياه الحزن !
أو أنهكهُ التفكير حدّ التشتت .


لعلّ التعابير استنفذت .. أو استهلكت
أو قُتلَت !
حينَ دُفنَتْ كلّ الأيام ، و تبدلتْ الأحاسيس
و تغيرتْ النبضات !

ماذا أعتصر من شريانِ قلبي ؟
من أينَ آتي بحبري ؟!

و داخلي صقيع ..
فقط

صقيع ..

كُلّ ما حدث .. أشبهُ بالحلم
و كأنّ الحديث إليكَ كانَ المفتاح المفقود
وَ قد وهبتني الحريّةَ في بضعِ كلمات ..!

ها قد خرجتُ من سجني بلباسٍ جديد
و أوصدتُ البابَ برجاءِ اللّا عودة ..

{ هاتي يدكِ .. و خذي الأسباب التي جعلتْ مني مُعتقلاً في برجٍ أسود
خُذي الأسبابَ و كلّ الأيام ، خذي عمراً سكنَ الغصات ..
و أملاً يرجو الفرحَ .. يبدد الظلمات ..}

ها قد عدتُ لوطني .. و روحي التي اشتقتها
عدتُ لاحتفلَ بي ، و بعودةِ ذاتي التي سرقها السجان ..

تزيّنت الأيام ..
و ارتسمت الأحلام ..
و عادَ الفرحُ بالآمال ..

و أنا تحررتْ .. و تنفستُ بالأشواق •

ذات الشيء ، يتكرر
و الهاوية تتسعُ في كل مرة .. فيرتجفُ القلب في وجلٍ من السقوط ..

الخوف .. حينَ يبلغ ذروته
كالروح حينَ تبلغ الترقوتان ..

نشعر و كأننا نحبس آخر نفس
نخشى إفلاته •