كان بيدي كوب قهوه وأتي أخي كالعاده
ليسأل عن الحال ثم بعدها دخلنا إلى غمار
النقاش وكنا نتناقش في عدة مواضيع على
جميع الأصعدة إبتداءً من " كائنات الحِنّ والبنَّ
المجهوله التي عاشت على الأرض قبل الانسان
ومن ثم أنتقلنا الى حياة إبليس والأقوام السابقه
ومن ثم أنتقلنا إلى المذهب الصفوي في السودان
وترابطهم مع السحرة وتوجهنا بعدها إلى هيكل
سليمان والمقدس ومن ثم قفزنا إلى شيعة إيران
وأهل العمائم والإثناعشرية ، وصولاً للضرائب
المضافة والإستغلال المادي وهكذا دواليك ، كنا
نُسهب في كل وادِ نُنزل فيه دون كلل ولا ملل
إنسجام تام! أظن كنا جائعين منذ زمن لمِثل
هذه الحوارات التي أفتقدناه منذ فترة غيابه وسفري أنا
في حين كنا نخوض نقاش عند نقطه عميقة ، حينها
سمعنا صوت آذان الفجر قد رفع وصمتنا معاً
ونُظرت إليهِ وضحكنا معاً أصابتنا نوبة ضحك
جنونية ، في حين كنا مشغولين في إشباع عقولنا
بالحوارات وإثراءها فلقد ألتهينا أيضاً عن أشباع
أجسادنا بشرب الماء ، لم أحزن ولا أخشى العطش
بل عزائي الوحيد والعظيم لكوب القهوة الذي أصبح
بارداً في يدي !