:

على أكتاف الحب والسلام
بروح المودة والإحترام
إحْمل هداياي وأرسلها

نمّق الورود وصففها
وأجعل منها كقوس المطر
إنتقي مالذ وطاب من حديقتي الملكية
وأجمعه في سلال مزخرفة بالذهب
ولا تنسى أن تكلل العربة بالياسمين والأقحوان

إذهب وقدمها لمن يهمهُ الأمر ..
ستجده مكتوب خلف ورقة الإهداء ..

إنتهى.. وأنصرف

هكذا تعبُر الثروات والزكوات
من فوق رؤوس الشعوب

وتمر من بين أعينهم ببجاحة
إلى الطبقة العليا ممن يستحق المال
ويعرف كيف يصرفه ويقدّره..
(كما يحسبون)

ذاهبةً لتمتزج بكؤوس الخمور
وتعانق الأعناق بالعطر والبخور

ولتشترى بها أعراض النساء
وليباع الشرف على مراقص الغناء

هناك في عالم الضمير النائم
ستجدون الكثيرين ممن جعل المال غاية
يعبر نحوها عبر جسرٍ من رقاب الضعفاء
ويقتات بضعفهم ليروي غروره وقوّته الزائفين

فرِح بتلك السجادة الخضراء على طول الطريق
الذي نسجت من خيوط الصمت بإبر الظلم
لونها الأخضر ماهو إلا ركود لتلك الدموع العذبة
من عيون الفقراء والمساكين فتطحلبت ..

لسآن حالهم يتمتم
ولسان مقالهم ينطق
هم فقراء لا يحتاجون لهذه الأموال
أما نحن فإلتزاماتنا كثيرة وبيوتنا كبيرة
ومسوؤلياتنا تقتضي صرف أموالٍ وفيرة

أما هؤلاء إعتادوا على الحَرِّ وعناه وعلى النوم عُراه
وقد كستهم الأتربة ولوثت آبار المياه

هم حقاً لا يهتمون لإحد
ولا ينظرون في مدى البسطاء
ولا يُلقون بالاً لمن في قبو الحياة
شق عليهم الطلوع لحديقتها
وتبعثرت خطاهم على أعتابها

هم فقط يريدون تأمين مستقبلهم
وتحقيق غاياتهم مهما بلغت التضحيات
ومهما تعالت أصوات النواح

قلوبهم لا تسمع الصوت
ولا يهزها الصدى

رقابهم تصنّمت وهي تنظر إلى الشمس
وأعينهم تحصرمت من أشعتها
وقلوبهم إنصهرت
فلم يعد للضمير مسكن
هو الآخر إختبأ خلف جدران الظلم
وأغلق على نفسه باب الرحمة لينقطع نورها

فانقطعت رقاب أولئك الضعفاء هزلاً
وتجدبت قلوبهم حزناً وكللاً

وتستمر عربات الهدايا بالمرور
ويستمر أصحابها بالغرور

ومازالت تسير تلك العربات
فقط لمن يهمه الأمر

☆ ومضات ☆
■ الإيمان بالله هو الغنى فلا تركن إلى رزق أحد..
■ لا تقنط من الفقر فأنت بقرآءتك لكلماتي تملتكُ نعمة تختل منها موازين الأموال...
■ القناعة هي الكنز الحقيقي الذي من المفترض أن تجنيه..
■ إذا أردت أن تُأمّن مستقبلك فأمنّه بثقتك بالله ..
■ لا مانع من أن تجمع المال .. ولكن بالمقابل إجمع ما يديم لك مالك ويباركه..
°•○○•°
♢






.