الفصول تطوي العمر
*
أتحاشى رياحَ جنونِك
و أشباحَ الوقت التي تلاحقني
تشق سكوني فلا أجد مهربًا من دهشة غيابك
فأحتضن ذاتي الهاربة من نبضِ قلبي
أذرفه بصمت على الورق
تتراقص الأفكار الغريبة في رأسي
ذات اليمين و ذات الشمال
لأنظرَ في مراياعينيَّ اللتينِ سكنهما الموج
و النوارس
قلت :
كيف للعطرِ أن يثأر لي
حيث كانت قدماه تبتعدانِ
على أرصفة جمعتها الأزمنة
و تعاقبت عليها خيولُ ظنوني
فتثور حكايتي الجالسةُ بين السطور
كي تمحو وجعًا أو لحظة أنين
فكيف أعزف على ناي الشجن ليلي الرحيم
هل اقتربتَ أيها القلبُ من فضاء الحُلْم
أم كان الحنين كموج آيار
يشدّك نحوه بقوة
يصفع صمتك الطويل
فتنزلق الحروف على وتر من الشوق و الياسمين
قلت له اجلس لنشرب نَخبَ اللقاء
و نودع ما تركتْه أنفسُنا منذ كنا في ذلك الحي
حيث كان الظل يكبر و الحلم
فأرحل عن نفسي إن رأت الصورَ بلا روح
و المساءَ بلا نسمات
فإذا الفصول تطوي العمر تحت جناحَيِ الوقت
لأجد الورق ميراثي الوحيدَ بعد الحنين

إعداد / azOoOoOoz

...

.