يقولون ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ،وأقول ما عذب الله عباده بنازلة القضاء وصاعقة
العذاب ،وطاغية الطوفان ، والزلزال الأكبر ، والموت الأحمر ، بمثل ما عذبهم
بالأمل الباطل ، يبيت منها صاحبها على مثل روق الظبي خيفة وحذراً ،فوق أرض تعزف
جنانها ،وتحوم عقبانها ،وتزئر سباعها وتعوي ذئابها ،وتحت سماء تتهاوى نجومها ،وتتوالى رجومها.
وتتراكم غيومها .
وقد أصبحت أحسد الوحوش الهائمة على وجوهها في بطون الأودية وفتن الجبال ان أراها ساربة في مساربها .
تتناول رزقها رغدا من بوارق المصادفات . ومفاجآت المقادير .
لا يعنيها الأسف على فائت من العيش .
ولا يقلقها الطمع في آت من الرزق .
قد قنعت من الماء بالكدر .
ومن العيش بخشن الطعام .
فتساوي لديها شحمها ولحمها .
وسعدها ونحسها .
ونعيمها وبؤسها فما تحفل بنوازل القضاء .
ولا رجوع السماء .
ولا تبالي أسقطت على الموت أم سقط الموت عليها .