منتديات مسك الغلا | al2la.com - نحن في عصر الزفاف الرقمي (بقلم هديل كرنيب)

نحن في عصر الزفاف الرقمي!

إنه موسم الصيف، اي موسم حفلات الزفاف والصخب والصور المليئة بالفرح والحب، والكثير الكثير من التفاصيل بدءًا من قاعة حفلة الزفاف، وصولاُ الى الورود، والفستان، الإضاءة وحتى بطاقات الدعوة.
في السابق وقبل هيمنة الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية، كان التحضير لحفل الزفاف يتطلب الكثير من الجهد والمشاوير الكثيرة والمتكررة من العروسين لإيجاد القاعة المناسبة، واختيار بطاقات الدعوة، واختيار الورود وما الى هناك من تفاصيل تخص الليلة الحلُم.
أما اليوم، فقد تغيرت هذه المفاهيم جميعها، وبات عرس الأحلام يتم ترتيبه وتحديد كل تفاصيله والعروسين جالسين أمام اللابتوب وعلى فايسبوك وإنستاغرام!
يعرف فايسبوك عنّا الكثير من المعلومات بفضل خوارزمياته، فبمجرد ان تقوم بتغيير حالتك الاجتماعية من "عازب" الى "مرتبط" او "خاطب" تبدأ صفحات تنظيم الأعراس وما يتبعها من صفحات مرتبطة بتنظيم الزفاف بالظهور أمامك على صفحتك الرئيسية: قاعات متنوعة، محال الورود، فرق الزفة، مصممو فساتين اعراس.. الخ،

وكذلك الحال على إنستاغرام، تتعدد الصفحات وكذلك الخيارات! فلا يقتصر الأمر هنا على عرض صفحات المحلات، إنما بات تطبيق مشاركة الصور هذا مشاركاً اساسياً لكافة الأعراس، اذ يعمد منظمو الأعراس من خلاله على مشاركة صور وفيديوات حية من حفل الزفاف الذي أقاموه مع الإشارة في الصور الى كافة التفاصيل الخاصة بالعرس: المكان، مصفف الشعر، محل الورد، مصمم الفستان، المصور..الخ، الأمر الذي يتيح للمقبلين على الزواج أفكاراً متعددة، وانطباعات حول أماكن الحفلات وصور حية من قلب الواقع.

ولا يقتصر أمر تنظيم الزفاف على هذه الصفحات فقط، فقد بات هناك العديد من المواقع التي تختص بتنظيم كافة تفاصيل الزفاف الذي يقدم خيارات متعددة للعروسين بدءاً من القاعة وصولاً الى شهر العسل وبالتكلفة التي يرصدونها وفي البلد الذي يودون إقامة حفل الزفاف فيه، و يتيح ايضاً كافة الخيارات المتعلقة بتنظيم الزفاف.

لا شك ان هذه الأدوات التقنية التي ذكرناها تجعل مهام تنظيم حفل الزفاف أكثر سهولة وفعالية، ولكنها ايضاً تضع العروسين أمام معضلة "التقاليد" والخيارات الكثيرة والمحيرة، بالإضافة الى ان الإنترنت والصور ليست بكافية للثقة بالتفاصيل ولرؤية الأشياء عن كثب وتحديد الأسعار المناسبة ضمن الميزانية المحددة، لذا تبقى زيارة هذه الأماكن والمتاجر امراً لا بد منه لا محالة.

المصدر: "النهار" 7 أيلول 2018