منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قصص وروايات لا تحكمها أرض أو حدود ( رواياتُنا ) (https://www.al2la.com/vb/f90.html)
-   -   عمر مقتطف ..🥀 (https://www.al2la.com/vb/t91845.html)

مرجانة 10-12-18 01:27 AM

عمر مقتطف ..🥀
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أضع بينَ أيديكم .. قصةً أتمنى أن تنالَ رضاء ذائقتكم و استحسانها

بعنوان ••

•• عُمْرٌ مُقْتَطَفْ ••🥀



قراءة ممتعة ..

مرجانة 10-12-18 01:30 AM

•• الجزء الأول ••🥀


الوقت مساء ، و الفصل شتاء .. و أنا أحاول تدفئة جسدي مشياً في هذه الغرفة البائسة .. رائحة القهوة عمت المكان ، شربت كوباً و حضرت آخر .. أفرك يديّ و أنا أنتفض ..

السماء أثلجت يوماً كاملاً .. و الأرض غصت بالبياض .. كل شيءٍ موحش في الخارج ، و كذلك في غرفتي التي باتت الإنارة سيئةً فيها ..

كتبي متناثرة على الأرض ، بعضاً منها على طاولتي .. عدت منذ ساعاتٍ من الجامعة و أخذت حماماً ساخناً ..
و نمت ساعةً و استفقت .. ستحين ساعة عملي و أنا لم انهي واجباتي الجامعية !

أشعر بالازدحام و ضيق الوقت ، فمن الصعب أن توفق بين عملك و دراستك .. لكنها الحاجة !
أنا هنا بمفردي في هذا المكان ، أعتمد على نفسي لأجل العيش و الدراسة ..

أشعر بالأيام تركض .. و معها تزداد متاعبي ..
تمنيت لو أني أملك المال الكافي دون اللجوء للعمل الآن !


ارتشفت آخر قطرةٍ في الكوب ، و لففت وشاحي
على عنقي و حملت حقيبتي و غادرت السكن .

كان الطريق صعباً و الثلج يغطي كل شيء !
تعطل الطريق و عمّ الازدحام .. و كان الطريق للمطعم الذي أعمل فيه يضج بالسائقين العالقين و العابرين .. يا ألهي سأتأخر !

بصعوبةٍ وصلت إلى المطعم ، و فوق ذلك .. وصلت متأخرة .

فتحت الباب و دخلت ، كان المكان دافئاً مقارنةً بالخارج .
ذهبت إلى المدير فوراً لأعتذر .. فقد تأخرت مدةً تزيد على النصفِ ساعة !

وقفت أمامه و أنا ألهث من التعب :

- هاقد جئت .. و أعتذر لتأخري .

نظر إليّ بعينيه الغاضبتين و قال بصوتٍ عالٍ :

- أينَ كنتِ ؟!.. هل تعرفين كم الساعة الآن ؟

قلتُ و قد دبّ الخوف بداخلي .. رغم تنبؤي بغضبه :

- ذلكَ كان خارجاً عن إرادتي ، فالطريق تعطل بسببِ ..

قاطعني ، لم أستطع الاستمرار في التبرير ..

- كان عليكِ الخروج مسبقاً لتصلي مبكراً .

صمتت و أنا أنزل عيني إلى الأرض ، فقال بنبرةِ تهديد

- تغضبيني دائماً يا ( كريستينا ) ، إن تكرر ذلك فلن يكون لديكِ عملٌ عندي .. و سأرميكِ خارجاً .

أحسستُ بشعورٍ سيء ، هذه المرة الثانية التي أتأخر فيها ، و قبلها قد تسببت في كسرِ أربعةِ من زجاجاتِ الشراب الغالية الثمن ! .. لا أريد أن أخسرَ وظيفتي هذه ، لا أريد أن أتوه من جديد أو أن أعود أدراجي دون دراسةٍ و لا عمل .

صاح بي :

- أغربي الآن لعملك .

استدرتُ عنه خجلةً و متألمة .. و قد كان ذلكَ بادٍ على وجهي ..
ذهبت عند الاستقبال ، فقالت لي زميلتي ( غلوريا ) مواسية :

- لا تأبهي كثيراً ، و الآن اذهبي و انظري ذلكَ الرجل على الطاولةِ رقم عشرة .
- حسناً .

ذهبت حيث أمرتني ، و أخذت طلبَ الزبون و أنا قاطبةُ الجبين ، و بقيت طيلةَ ساعات عملي حادةَ المزاج .. أريد أن أنهي عملي و أغادرُ فوراً إلى فراشي .. علّني أحظى بقليلٍ من الراحة .

مضى الوقت أخيراً و صارت الساعة الواحدة .. غادرَ غالبية الناس المطعم ، عدى واحداً .
بدأنا بترتيب المكان و تنظيفه ، و حينَ انتهينا .. همست لي ( غلوريا ) و هي تنظر إلى الرجل :

- اطلبي منه المغادرة ، سنغلق الآن !

نظرت إليه من بعيد ، يبدو في الأربعين من عمره .. خالط البياض شعره ، ساكن الملامح .. يجلس في هدوءٍ شديد ، و بيده سيجارة .

اقتربت منه و وقفت عنده قائلة بلطف :

- سيدي !.. سنقفل المطعم الآن .

رفعَ بصره إلي ، و استقرت عيناه الزرقاوتين عند عيني .. نظر إليّ ملياً .. ثم قال بهدوء :

- سأنتظركِ خارجاً .

و همّ بالنهوض ..
تعجبتُ من قوله !.. حسبتني لم أسمعه جيداً فقلت بتركيزٍ أكثر :

- عفواً ؟!

نظر إليّ و أعاد قوله :

- سأنتظركِ خارجاً .

و ابتعد .. و وقفت بتعجبي للحظة ، ترى ماذا يريد مني ؟!

=========

أغلقنا المطعم و غادرناه ، و توقفنا جميعاً حينَ وجدنا الرجل واقفاً ينظر الثلج المتساقط من السماء .

تحرك كل زملائي مبتعدين .. إلا أنا .
استدار إلي ، فاقتربت منه قائلةً بفضول :

- هل لي أنْ أعرف ماذا تريد ؟!

لم يتكلم سريعاً ، كان يحملق في وجهي و كأنه يفكر .. ثم بدأ الكلام :

- قد تستغربينَ طلبي أيتها الفتاة ، لكني وجدتكِ الفتاة المناسبة ..

اتسعت عيناي ، الفتاة المناسبة ؟!.. لأي شيء !؟
بينما تابع :

- ما اسمك ؟
- ( كريستينا ) .. لكن ، لأي شيءٍ يمكن أن أكونَ مناسبة ؟..

و أضفت ضاحكة :

- هل هناك عملٌ ما ؟
- تتمنينَ ذلك ؟!..

صمتت و قد شعرت بالإحراج ، ثم قلت بصوتٍ منخفض :

- كنتُ أتساءل فقط !
- أريد الزواج بكِ .

اتسعت عيناي من جديد دهشةً .. و قلت غير مصدقة :

- الزواج بي ؟!
- نعم .

ضحكت بسخرية ، و نظرت إليه ملياً دونَ أن استوعبَ جديتهُ في الأمر .. فسألني بذات الهدوء

- كم عمرك ؟
- مازلتُ طالبةً في الجامعة .
- جيد .. يبدو عليكِ ذلك .

اعتدلتُ في وقفتي و سألته بجديةٍ أكثر :

- أصدقني القول ، ماذا تريد مني ؟

ابتسمَ ابتسامةً وقورة و قال

- الزواج و حسب ، و سأهديكِ الحياة الكريمة .

علاني السكون فجأةً ، الحياة الكريمة !
أتراه لاحظَ معاناتي و غضبي ؟.. أم سمعَ ذاكَ المتزمت و هو يصرخ بي ؟!..
تمعنتُ إليه جيداً ، يبدو ثرياً من ثيابه و معطفة .. و من جودة السيجارة التي كان ينفث دخانها منذ قليل .. لكن لما يرغب بالزواج مني ؟!

قطعَ أفكاري ، و قال معرفاً عن نفسه و كأنه فهمَ تساؤلاتي :

- اسمي ( إدوارد ) ، أعمل طبيباً جراحاً و أملك عياداتي الخاصة ، أبلغ من العمر خمساً و أربعين .. لم أتزوج من قبل ، لسبب انخراطي في عملي ، و لسببِ أني لم أجد الفتاة المناسبة .

قد أثارني هذا الرجل !.. إنه كبيرٌ جداً مقارنةً بي !
رغمَ وسامته و قامته ، و هو طبيب !.. ذلكَ يبدو .. مناسباً لي ، فكم تمنيت أن أحظى بالمال الكافي بدل العناء و العمل في مثل هذا المكان .

لاحظَ صمتي و تفكيري ، فقال :

- لا تقلقي بشأن دراستك ، ستتابعين الدراسة حتى التخرج ، سأساندك .

قلت بتساؤل :

- لماذا أنا دونَ غيري ؟.. أعني .. رجلٌ ثري كما هو واضحٌ عليك .. لما لا يتزوج من فتاةٍ من طبقته ؟!
- أحبُّ الفتياتِ العفويات .. اللاتي لا يهتممنَ بالعلامات التجارية و الحفلاتِ و التسوق .. مظهركِ لا يدل على ذلك ، لا تبدينَ من ذلك النوع .

و أضاف و هو ينظر إلى عيني :

- كما أنَّ لكِ وجهٌ جميل .

اكتسحني بعبارته الأخيرة فخجلت .. و أنزلت عيني دونَ أن أعقب ..
فقال :

- ماذا قلتِ ؟

رفعتُ عيني إليه ، و همست :

- احتاج للتفكير .

أخذَ نفساً و قال :

- لكِ ذلك ، سأكون بانتظار جوابكِ .

و أخرجَ بطاقةً من جيب معطفه و أعطاني إياه قائلاً :

- سأنتظر اتصالكِ ، رقمي الخاص هنا ، و كذلكَ رقمي في العيادة ..

و قال مشدداً :

- أنا .. أنتظركِ .

التقطتُ البطاقةَ منه ، فاستدار عني و ذهب إلى سيارته الفارهة و غادر .
تمعنت في البطاقة ، و نظرت لما كتب ، و إلى أرقامه .. ثم ابتسمت ، و فكرتُ في داخلي .. يبدو أنّ الحظَ ابتسمَ إلي ..

أعد النجوم 10-12-18 01:58 AM

مرجانة

قصة جميلة جدا

في انتظار الاجزاء القادمة



تحيه لك

ام أسعد 10-12-18 10:16 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة


ننتظر الأجزاء الباقية عزيزتي

ام سارونا 10-12-18 10:53 AM

رغم اني من محبي أجاثا وجون وووو
من الروايات البوليسية والألغاز والجرايم
والمصائب ووووو ههههههه
لكن بداية قصتك جذبتني
بداية جميلة
متابعة لك مر مر

:MonTaseR_222:

مرجانة 10-12-18 10:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أعد النجوم (المشاركة 1830358)
مرجانة

قصة جميلة جدا

في انتظار الاجزاء القادمة



تحيه لك

من ذوقك يا أعد النجوم
و إن شاء الله الأجزاء القادمة بتكون أجمل و شيقة أكثر

راح تسعدني جداً متابعتك
شكري و امتناني ..


الساعة الآن 06:18 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا