11-19-18, 07:51 PM | #1 | |||||||||||||||
|
جدائل تلك الطاهرة . • إشتقتُ كثيرًا لِـ تلك الأيام . كُنت أحب الجلوس في منزلها أكثر من منزلنا . فَـ منزلنا لا أعرفه إلا وقت النوم و بِـ أمرٍ من أمي . كُنت أحتمِي بها من أبي ، عندما أخطئ لا أخاف . لأنني أعلم أن هُناك من سيُدافِع عني . جدائل شعرها و مشطها ، رائِحتها ما زالت تُداعب أنفي . لم أنسى عندما كانت تطلب من جدي شراء اللبن و العصير و يأتي به و يقول : خُذي جعله سمّ في بطنك ! كُنت أكرهه و أكره قسوته . لم أنسى ذلك اليوم عندما علمنا بِـ مرضها . لم أنسى عندما إِقتربت منها لإحتضانها كيف أبعدتني عنها ! لم تكُن تُريد لي الإصابة بِـ المرض و لكنني لم أكن أعلم بِـ مقصدها في ذلك الحين . لم أنسى تلك الأعياد ، عندما نذهب قبيل العيد لإحضارها من المستشفى لِـ تشاركنا فرحتنا . لم أنسى تلك الهدايا التي تُحضرها لي عند إنتقالي من صفٍ لِآخر . لم أنسى آخر عيد لها معنا ، كانت تودعنا على غير العادة ، إحتضنتني لأول مره بعد إصابتها بِـ المرض . أوصتني بِـ نفسي و بِـ دراستي ، أخبرتني أنني الوحيدة من بين جميع أحفادها أشبهها و أنها تُحبني كثيرًا . لم أنسى تلك الأريكة ، عندما أتت أُختي لِـ إيقاضي : بنت ميم ، جدتي توفت ! لم أنسى ردي عليها في ذلك الوقت : ليت جدي اللي توفى مو هي . أستغفر الله ؛ لم يكن ذلك إعتراضًا على قدر الله ، لكني لم أستوعب ذلك الحين . لم أنسى عندما دُفنت في مكة أطهر بقاع الأرض و لم أنسى أني ذلك الوقت لم أودعها . لم أنسى وجه أبي أيام العزاء ، كانت المره الأولى و الأخيره التي أرى بها إنكساره ، أرى الدموع تذرفها عيناه . لم أنسى جدي و نحيبه ، كُنت أتسائل كيف غادرته القسوه ذلك الوقت ! و لم أنسى عمتي عندما كانت تُصلي و رن هاتفها و هي راكعة فَـ ردت على المتصل : جالسة أصلي و أنهارت بِـ البكاء ، لم تكن في وعيها ذلك الحين . رحلت رحمها الله بعد أن تركت جُرح كبير بيننا و جرحٌ أكبر في قلبي . رحم الله تلك الروح الطاهرة وغفر لها و أسكنها فسيح جناته و جمعني بها في الفردوس الأعلى بِـ إذن الله . | |||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||