العنوان
(( أم الدلع ))
عنوان عام بمعناه متطبع باللهجة الخليجية وبيئتها ’ خاص للشخص الموجه له ’ فهي لصاحبة الدلع ’ تلك الصفة التي تميزها كخصلة اجتاحت كل خصالها الأخرى ’ ذلك الغنج الأنثوي قد فاض فارتسمت به ملامح الشخصية التي بلا شك بها العديد من الملامح ’ لكن تلك الصفة كعلامة فارقة ’’ جاء كعنوان ’’ وجاء في مقدمتك في حوار موجه لها ’’ مما يدل على تأكيد تلك الصفة ’’ التي سنتوقف معها في محطتنا الأولى ’’ عنوان جميل ’’ وخفيف مختصر ’’ دال على الآتي بعده ’’ لتلك لصاحبة العنج والدلال ’’ فلنقف معها ومع محدثها شاعرها ’ قلم خطها وكتبها وسكبها أبياتا ’’ جميلة ’’
الجزء الأول :
(( المقدمة ))
(( 1 ))
(( دلع ملهم ))
يا أم الدلع وأرقى وأسمى معانيه
يا فاتنة كل العذارى تباريك
(( 2 ))
يا ملهمة شاعرك بأحلى قوافيه
قام يتغنى في محاسنك يطريك
مقدمة توجه دفه الحوار لها ’ تناديها بما يميزها (( أم الدلع )) أي صاحبته ’’ وتراها خير من يمثله بمعناه المتجسد الحسي بها ’ بل أنها تعتلي صوره جميعها بشكل راقي وسامي ’ شكل ليس به ابتذال ’ نرى هنا أن الدلع يناسبها ’ مما أوردته فهي جديرة بها ’ ونجد من خلال السياق المجمل ’ إن ذلك الدلع لربما كنت أنت سببه ’ حيث هي أترفت من دلالك لها ’ فوجدت مكانة عالية متفردة لديك ’ تجعلها تمارس أنواع الدلال بذلك المسمى بدلعها بكل أريحية ’ ولربما تجاوزت وجاوزت الحد ’ ولم تلحظ هي ذلك دام أن المستقبل والمتلقي المتمثل بك ’ يراه أمر يناسبها وخلق لها ’ ويأتي الشطر الثاني ليؤكد سر الدلال ’ فهي فائقة الجمال ’ وهي في وضع يجعل الأخريات يتنافسن لمحاولة الوصول لمقامها ’ لكن من سياقك ترى ذلك بعيدا عليهن ’ هنا ترسم التفرد بشكل جمالي بل فائق الحسن ’ أحسنت ’’ ولنجد في البيت الثاني روعة معنى فصاحبة الدلع ’ ذات الجمال الفتان هي من توحي إليك بتلك القريحة الإنتاجية ’ هي مصدر إبداعك الشعري ’ فالشاعر مصدر تعبيره فوافقيه ’ والفكرة تتولد من حيث هي ’ هنا نرى إن كل شعرك سُخر لها ’ فأدواتك الإنتاجية ’ هي مصدر تحريكها على شكل قوافي منسكبة على أوراق شاعر ’ فذاك القلم قلم شاعر ’ حُركت مشاعره من قبلها ولها لأم الدلع ’’ وماذا خط ذلك القلم ؟؟؟ خطها هي ’ وكأنه يترنم على أنغام تلك الخطوط المتغزلة بها ’ (( فالتغني )) يناسب أجواء الطرب والبهجة ’ فأنت كذلك وأنت تخطها عبر أبيات القصيد ’ فأنت كشاعر يطربك التغزل بمحاسنها التي وصفتها بالفاتنة ’ ويحب ذلك الطاري رائع هنا ’’
الصور والمحسنات والأساليب :
(( يا أم الدلع )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه نداء ’ غرضه : بيان الصفة التي تميزها بذلك الغنج المجاوز للحد ’’
(( أسمى معانيه )) : كناية عن تمثيله أي الدلع بشكل راقي ’’
(( يا فاتنة )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه نداء ’ غرضه : بيان حسنها الآسر لمن يهواها
(( كل العذارى تباريك )) : كناية عن تفردها بصفات تجعل غيرها يهواها منافستها عليها
(( يا ملهمة )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه نداء ’ غرضه : بيان أن سر تولد أفكارك الشعرية فاتنتك ’’
(( يتغنى )) : كناية عن الطرب الممتع المتمثل هنا بالتغزل بها ’’
روعة الصور ’’
(( غنج ونقاء ))
(( 3 ))
خلي الثقل يا غايتي لا تجاريه
أما شوية عنج وأنا بجاريك
(( 4 ))
قلبك نظيف وأغلب الناس تغليه
إلا الذي ما شاف فعلك جهل بك
نأتي لأبيات تلك الأبيات مقدمتها ببيان دلال أتعبك ’ فأنت ترى الدلع يلق بها ’ ولكن الكمية المفرطة منه جعلها تحيط نفسها بالثقل الكبير ’ ذاك الثقل الذي يخلق الحاجز بينكما ’ فأنت تريدها مجارية لك ’ تجاذبك الأحاديث كما تجاذبها ’ وهذا الثقل لا يعجب من يهواها ’ فتطلب عنها عدم مجاراته والسير على تلك المنهجية ’ فالتخفف من ذلك الثقل ’ ومع ذلك لا تطالبها بنفي صفة الدلع تماما ’ أنت ترى الغنج والدلع يناسبها هنا تشير لها ليكن ذلك الدلع في الحد الذي يسمح لك أن يكون كأداة بين يدك لتنطلق نحوها ’ لتدللها بما يناسبها من الدلال ’ كباب للتغزل بها ’ وباب يشعرها بقيمتها الفعلية دوم ذلك الحاجز ’ جميل ’ ثم تأتي للبيت الذي يليه لتؤكد على صفاتها الجميلة الأخرى ’ صفات غير الدلع فهناك كنوز أخرى يجهلها من لم يعرف محبوبتك عن قرب ’ لدينا بالعامي يقال (( اللي ما يعرفك ما يثمنك )) وأيضا يقال (( تعرف فلان قال أعرفه ’ قال عاشرته قال لا قال أذن أنت ما تعرفه )) هنا ذلك ينطبق على محبوبتك ’ فهي ذات قلب نقي ’ وقلب من عرفه لا بد أن يغلي صاحبته ويحبها ’ فمن عرفها سيدرك ذلك القلب النقي بطهارته النقية ’ ومن ثم تستثني من لا يعرف حقيقتها ’ فالعشرة هي من تثبت للآخر نقاء المعدن ’ وأصالته أبدعت في المعنى هنا ’’
الصور البيانية والمحسنات والأساليب :
(( خلي الثقل )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه أمر’ غرضه : طلب الابتعاد عن الدلع الذي يصل لمرحلة التغلي على المحبوب فهو حاجز بينكما ’’
(( شوية عنج )) : كناية عن القليل من الدلع الذي لا يضر علاقة المحبين ’’
(( قلبك نظيف )) : استعارة ’ شبهت القلب كمكان قابل للنظافة ’ الغرض منها بيان مدى نقاء السريرة لديها ’’
جميلة الصور بتنوعها ’’