02-15-19, 06:46 PM | #1 | ||||||||||||||
|
بناتُ البنادق..
هُنا حيثُ أقفُ شاهِقٌ مُمتَد العُنُقِ حد السماء كُنتِ ، لكن.. شيءٌ ما تغيَّر ، لم يَعُد كما كان بالسابق . بينما كانت أصواتُ الأطفالُ بالماضي تُثيرُ ضجةً عارمة ، أصبح الآن للبنادِقِ حناجرٌ تَصدَحُ ليلَ نهار دونما توقف ، لا صوتٌ آخر يطغى على صوتِها ، وإني -يا عزيزتي- لأفتَقِدُ لِشَغَبِ الصِغارِ كثيراً ، ضجةُ أطفالٍ من حولي لا تؤذي بِقَدرِ ما أذتني البنادِق . أتعلمين ، أولئك الأطفال لطالَما مَقَتُّهُم ، أشتمهم في سرِّي كُلما اعتبروا ظهري مرماهم ، كلما ضربتني الكُرة خاصتهم كنتُ أَشتمهم ، لكن الكُرة لَم تختَرِقني أبداً ! ! ، لم تُحاوِل قتلي . أفتقدُكِ أنتِ أيضاً .. كُنتُ أَمقَتُ كثيراً أوقاتَ ققزَكِ بالحَبل ، صدقيني ، ذلك كانَ أشبَه بطِفلٍ يتأرجح برِحمِ أُمه من ثُم يوجه لها ركلاته ، لكنكِ أيضاً لم تُحاولي قتلي ! ! . قَطَفتِ من زَهري مِراراً ، لكن لا يَهُم ، ما زِلتِ لا تُحاولين قتلي . الآن .. تَرشقني بناتُ البنادِقِ من كُلِّ حَدَبٍ وصوب ، تُؤلِمُني كثيراً يا وَجعي ، فتارَةً تخْدُشُ وجنتي ، و تارةً أُخرى تختَرِقُ جبيني ، وتارةً تَسقطُ ولا تُصِبني ، فأتنَفَّسُ الصعداء ، وتتهاوى طاقتي ، أودُّ حينها أن أصرُخ : لم أعُد أحتمل ! ! . بالمُناسَبة ، بالأَمسِ اخترقت احداهُن زُجاجَ جاري ، و أودَت بحياةِ جُزءٍ منه ، و ما أَخافُ إلا على أجزاءٍ بداخلي قد احتموا بي ، أَفَيَخذلهُم بنائي المتينُ الباسِق ؟ ! . [عبق] | ||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||