|
:: تنويه :: |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-11-19, 05:59 AM | #1 | ||||||||||||
|
فصول من حياتي
السلام عليكم § ها أنا ذا أعود مجددا و لا أعلم كم تغيبت هذه المرة .. أحببت أن أتقاسم معكم فصولا من حياتي ، لقطات من بعض الأيام التي عشتها أرجو ألا تكون ثقيلة على قلوبكم ♥ أحبكم - أيامي بالإعدادية : =============== الساعة تشير إلى الثانية زوالا إلا ربع ، منزل جميل و هادئ يعطي انطباعا على أن أهله من طبقة متوسطة، فلا أثر للوحات فنية تزين حائط الصالة ، و لا قطع أثرية تملؤ تلك الفراغات القابعة هناك بجوار كل من المطبخ و الدرج . من يدخل المنزل سيحسبه خاليا أو مهجورا حديثا ، لكن سماع الأنغام الهادئة التي تنبعث من جهاز الراديو هناك بإحدى الغرف سوف يجعلك تغير رأيك بسرعة . - حسن ! تعال بسرعة سوف تتأخر عن دراستك .. حسن !! صوت ندي رقيق يأتي من جهة المطبخ يقطع ذلك الهدوء الفظيع ، كان ذلك صوت أمي الحبيبة تناديني كعادتها، و لم يكن صمتي و عدم إجابتي ليمنعها من أن تكرر الجملة ذاتها مرة و مرتين ، و أن تضيف عليها أحيانا شيئا من اللحن الدرامي الذي تجيده كل الأمهات في حينا من قبيل : "أنظر إن الساعة تشير إلى الثانية إلا خمس دقائق ، انزل من عندك بسرعة" . حسنا، سوف أعترف بذلك ، رغم أنها خدعة قديمة و قد تجرعتها مرارا حد الثمالة إلا أنها لا تزال تنطلي علي في أحيان عدة ، أما في السواد الأعظم من الأحيان فأتظاهر بالانخداع بذلك و أنزل في عجلة و أمازح والدتي و أخذ برأسها الزكي أقبله ♥ ، بعد أن أخذها طبعا إلى الساعة الحائطية و أطلب منها في غضب مصطنع أن تعيد علي ما قالته آنفا لما كنت بغرفتي لتجيبني في براءة يرق لها قلبي في كل مرة حد البكاء : "أنا أخاف فقط أن تتأخر عن دراستك اعذرني، فأنا لا أجيد قراءة الساعة جيدا، فقد رأيت العقرب الصغير مائلا في اتجاه الثانية ... " فأهم بطبع قبلة على رأسها قبل أن تنهي كلامها حتى . هذه المرة أجيب و أنا أهرول نازلا في الدرج و خيوط حذائي لم تربط بعد : - "اصبري يا أماه أنا آت في الحال " -"هل أعددت لوازمك ؟ لا تنسى أن تأخذ معطفك فقد تمطر في عودتك"، تجيب أمي منتبهة لقدومي و هي تضع الطعام على المائدة . توجهت إلى المغسل و هممت بغسل يدي بسرعة البرق ، فقد كان في جوع لا يقاوم و أعانته رائحة الطعام الزكية التي تعم أرجاء المنزل في النيل مني . جلسنا معا لمائدة الغداء أنا و أمي : - هيا كل على مهلك ، لا تستعجل - ماذا عن أبي ، ألن يأكل معنا ؟ - لا، لقد انتهى من طعامه للتو ، و تناول دواءه ، و هو الآن يغط في النوم و هكذا كانت تمر معظم وجبات غدائنا ، فمنذ أن وقع أبي طريح الفراش ، و كشفت التحاليل الطبية عن مرضه بالسكري ، صارت أمي تعد له وجباته الخاصة التي تتناسب و حميته التي وصفها له الأطباء ، و لم يكن سؤالي ذاك إلا للاطمئنان عليه .. - حسنا، علي الذهاب الآن و إلا فسأتأخر - تعال أنت لم تتناول شيئا ، سوف تحس بالجوع سريعا على هذه الحال، لقد غدوت نحيلا جدا هذه الأيام ، هل تتناول "مأكولات الشارع" تلك أم ماذا ؟ -لا عليك يا أماه، أنا لا أتناول أي شيء من ذلك، أنا مستعجل الآن فلدي اختبار هذا المساء، هذا كل ما في الأمر - حسنا يا بني، ليرضى الله عنك، و يرزقك التوفيق و النجاح، سأترك لك غذائك لحين عودتك، اهتم بنفسك، و لا تتردد على محلات الوجبات السريعة تلك أو تقترب منها فكلها وسخ و تسمم، ولا تفتعل أية شجارات مع أحد، ليبعد الله البأس عن طريقك لا ... - اللهم آميين يا أمي، سأرجع في السادسة .. أجيب في عجلة من أمري و يدي اليمنى تلتقط المحفظة الموضوعة على الأرائك هناك قرب مائدة الغداء، و في يدي اليسرى كتب . قبلة على رأس أمي، بعض دعوات بالسلامة و نصائح بالابتعاد بنات السوء و أبنائه كلها تنتهي عن مسامعي حال إقفالي باب المنزل . لم تكن الإعدادية بعيدة عن بيتي، كانت بضع دقائق تكفيني للوصول، فقد كان بوسعي سماع صافرة الجرس في طريقي، و وكنت أبصرحشود التلاميذ تنكب على باب الإعدادية، فصرت أمشي في خطوات ثابتة حتى اختلطت بالحشود البشرية تلك إلى أن اختفيت وسطها تماما .. | ||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة أهازيج الحرية ; 04-11-19 الساعة 06:07 AM
سبب آخر: خطأ في ترتيب بعض الكلمات
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||