عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-16, 03:10 PM   #4
إحساس شاعر

الصورة الرمزية إحساس شاعر

آخر زيارة »  اليوم (12:13 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أهلاً .. مساء الخير

بالنسبة للعنوان فأدركت يقيناً أن الموضوع جميل كجمال منتدانا الذي استمد جماله من جمال أخلاق أعضائه ..

ولكنني أقف وفقة قد تكون خارجة عن الموضوع ولكنها مرتبطة بشكل أو بآخر

اختيارك للعنوان جميل وفيه إثارة وتشويق وهذا مما يقوي الموضوع عادة .. ولكن :-
هناك من العبارات الشائعة التي تحدد استخدامها في مجال معيّن بالرغم من طبيعيتها ومن احتمالاتها المتعددة . ولكن الأغلب اعتاد أن يستخدمها في الخصومة مثلاً او في السب أو ما إلى ذلك .. فأصبحت بفضل الاعتياد مختصة بهذا المجال .. وحينما تستخدم هذه العبارة على ظاهرها وفي غير مجالها فأول تأويل لها هو المجال المعتاد مما قد يتسبب في سوء الفهم وبالتالي سوء الظن ...

ولعلني أخلص من ذلك إلى أن سوء الظن قد ينتج بفعل مشترك بين أفراد المجتمع وشيوع بعض التصرفات التي تحتمل الأمرين .
كثرة المزاح والنكت والطرائف والقصص والتمثيل وكل ما يخالف الواقع الحقيقي له أثر كبير في بناء سوء الظن عند الأغلبية والامور التي لم تعرف في زمن أسلافنا ذلك الزمن الذي اتسم بحسن الظن والالتزام بالكلمة وعدم الغش والخيانة والبعد عن الغدر حتى في ميادين القتاال .
ولكن في هذا العصر حينما تفوّه شخص ما بقصة وروايات في المجالس يرصعها بالقيم والمبادئ ويتمثل بأبيات الحكمة .. وحينما تفتش عنها ترى أنها مجرد رواية لا أصل لها .. وأن ذلك القاص أبعد ما يكون عن ما تمثّل به ..
من هنا تتولّد إساءة الظن .. بل أن المصيبة هي أن الأولى بسوء الظن في حياتنا هو الجدير بحسن الظن فيه ,., فصاحب ا لمعروف والشهم والسباق في الكرم والنجدة يساء فيه الظن ويقال عنه منافق أو مرائي او مهايط
.....

---
ومن جانب آخر وللأسف وأقولها بحرقة ناظر للمجتمع متعايش فيه - حينما تحسن الظن في كثير من الأمور سترمى بألقاب الضعف و السذاجة وترمق بنظرات استشفاق وعطف ؛ وذلك مما قاسوه من نماذج عدة أحسنوا الظن فنكبوا واستغلوا حتى استغفروا وتابوا من انسيابية الظن وسياق المعاملة دون تدقيق وتفتيش وتنقيب و العمل على الاتهام أولاً حتى تثبت البراءة فالآخر متهم حتى تثبت براءته ..

** ولست ممن يسيء الظن في الآخرين بداهة بل التمس له كل طريق لحسن الظن مع محاولة أن ارتقي به عن المعاملة السيئة وأبرر له بعض التصرفات التي قد تجرفني لإساء الظن فيه وأنبهه عليها بطريقة مقبولة حتى يعلم أن التعامل السوي مع الآخرين يجنبه السب والإساءة عموماً .
وإذا تعذر المسلك إلى حسن الظن فالأولى من ذلك كله التجنب وإهمال الموضوع برمته. والعمل على النصيحة ما استطعت إلى ذلك مهما كان حجم الخطأ والإساءة وأيا كان نوعها ,.

ولعل من أسباب سوء الظن اتحاد الثقافات ودخائل مجتمعات أخرى عن طريق ما يعرض في القنوات وغيرها تحت مظلة أهداف بعيدة المدى .
كالتحذير من الأقارب وسم العقارب .. والهمز واللمز برجال الدين ورجال الأمن وإبراز أخطائهم وتجسيدها ووضعها تحت المجهر حتى ترتوي بها الأعين وتستيقن بها النفوس فيتم القياس على باقي الناس فنسيء الظن في كل تصرف مشابهٍ لما تقدم ..

أضف إلى ذلك البعد عن الدين وتعاليمه الذي ينهى عن ذلك ويحث دائماً على التكاتف وحسن الظن والتفاؤل .

وربما قاد البعض إلى سوء الظن البحث عن السلامة والتعلق على شماعة الاتهام حتى ينجو من أمر قد يترتب على حسن الظن .. كما يقال قديما :
( حسن الظن ورطة وسوء الظن عصمة ) أي من أحسن الظن في كل الأمور تورط فيها ومن أساء الظن وعمل على أخذ الحيطة والحذر والاتهام أولاً نجى وعصم من الورطات والمهالك .

ولكي نتوسط في الرأي ولا نجازف في أحدهما . لا بد مراعاة أمرين اثنين :
1- يجب أن يكون في الإنسان مستشاراً ودالاً ومرشداً يوجهه إلى معرفة الناس ويستقرئ طبائعهم وأخلاقهم . ولا نعمم صورة موحدة إلى كل شخص فهناك الصالح والطالح والطيب والسيء . فأسلوب التعميم صفة الجاهل الاحمق الساذج الذي لا يمتلك القدرة على إدراك الفروق بين الناس ولا يستطيع التمييز بينهم فإما أسود وإما أبيض . هؤلاء عمي الألوان بل عمي البصائر احذر أن تكون منهم فتقع فيما فررت منه .

2- دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ,.. لسنا مكلفين بالناس جميعاً ولسنا مناطين بفحصهم واختبارهم وتحليل أقوالهم وأفعالهم . ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه . كما قال صلى الله عليه وسلم ..
.

هذا ما لدي الآن حول هذا الموضوع
وأشكر لك طرحك وجمال موضوعك

تحيتي
إحساس شاعر