عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-16, 08:13 AM   #1
مطر الفجر

الصورة الرمزية مطر الفجر

آخر زيارة »  01-12-18 (03:05 AM)
سحقاً لقوم يقولون مالا يعلمون
و بئساً لقوم يحكمون بما لا يعرفون
و تباً لقوم في الجهالة يستمرون
_____
ان بعض القول فناً
فاجعل الاصغاء فناً

 الأوسمة و جوائز

افتراضي معلومات مفصلة دقيقة عن إنقراض الديناصورات





اروع معلومات مفصلة دقيقة عن إنقراض الديناصورات
تم كتابته على الإطلاق). (الترجمة *******).
تحذير !! هذا المقال المطَوَّل جداً للقارئ المهتم فقط.
موضوع قوي و مثير جدا

____________

(خيال فنان يصور إقتراب الكويكب من الأرض
كما يشاهد من الفضاء.)


المقدمة :
كانت الديناصورات تسيطر على كوكبنا في الماضي
. ولفترة طويلة جداً ، ١٦٠ مليون سنة.
كانت تسير حيث نسير نحن الأن ، وكانت تشرب نفس المياه ، وكانت تتنفس الهواء عينه ، وكانت تتقاتل على نفس جبهات القتال.
لكنها واجهت بعد ذلك يوماً لا يستطيع تخيله إلا نحن.
بعض أكثر الساعات خطورة في تاريخ الحياة على الأرض.
يعتقد العلماء الأن أن هذه هي قصة آخر أيام الديناصورات على الارض.
الأرض منذ ٦٥ سنة مضت ، كانت أكثر دفئاً مما هي عليه اليوم. فيما يعرف الأن بالشمال الغربي لساحل المحيط الهادئ في أمريكا الشمالية ، تشمخ الجبال فوق وادٍ نضر تغطيه الغابات. هذه منطقة أعظم أشكال التطور لما قبل التاريخ ، الديناصورات.
القصة المُفَصَّلَة :
منذ ٦٥ مليون سنة مضت ، كارثة ضربت كوكب الأرض. كويكب بقطر ١٠ كيلومترات كان متجهاً إلى كوكب الأرض.
٢ ترليون طن من المواد الحجرية متماسكة مع بعضها بواسطة الجاذبية المتبادلة متجهة إلى كوكب الأرض.
على بعد ٣٨٤,٠٠٠ كيلومتر يقع أخر أمل للدفاع عن الأرض. القمر.
لقد أنقذ القمر الأرض قبل ذلك ، إن سطحه المغطى بالحفر والفوهات التصادمية يحمل جروح التصادمات النيزكية اللامعدودة ، ٨٠ الف منها كبيرة الحجم.
لكن القمر نادراً ما يكون في المكان المناسب في الوقت المناسب. لا شيئ يستطيع إيقاف الصخرة المندفعة الأن نحو الأرض. لقد مرت بجانب القمر من غير أن تصطدم به.
لقد قطعت المسافة بين القمر والأرض في خلال ٦ ساعات ونصف.
لحظات قبل الكارثة ، شاهد الديناصورات على الأرض حدث كوني ، دش من الشهب.
كل خط من الضوء هو شظية صغيرة من الكويكب تحترق عند دخولها الغلاف الجوي للأرض. ولكن هذه ماهي إلا ملحقات لصاروخ أكبر بكثير ، الكويكب المتجه للتصادم مع الأرض.
مع إقتراب الكويكب من الأرض ، تزداد جاذبية الأرض وبالتالي تزيد من سرعته بحيث يتسارع بمقدار ٩,٨ متر في الثانية كل ثانية حتى تصل سرعته إلى أكثر من ٧٠ الف كيلومتر في الساعة.
والتسارع مضروب في الكتلة يساوي القوة.
مع مواجهة الكويكب للغلاف الجوي يحوِّله الإحتكاك إلى كرة رهيبة من النَّار.
وتستغرق كرة النَّار ٤ دقائق فحسب لتعبر المحيط الأطلسي في طريقها إلى المكسيك والديناصورات.
وتضغط وتسحق هذه الصخرة ، أثناء تحركها ، الهواء حولها وترفع درجة حرارته بسرعة محولةً الهواء وحطام الشظايا المصاحب للصخرة إلى غاز بلازما ساخن جداً.
عندما تصل حرارتها الى ٢٠ ألف درجة مئوية فإنها تحترق وتسطع عدة مرات أكبر من سطوع سطح الشمس.
كان خط سير الكويكب ضحلاً ، كان يسير بزاوية ٣٠ درجة مع سطح الأرض ، هذا يعني أن الزخم الكلي للإصطدام سوف يُقذف إلى أمام نقطة الإصطدام.
وحتى قبل أن تلامس كرة النار سطح الأرض ، فإن بريقها في السماء لا يمكن تخيله.
فعلى بعد ٨٠٠ كيلومتر من موقع الإصطدام ، أصبح الضوء من الشدة بحيث أنه جعل جلد الديناصورات يبدو شفافاً !! ونَحَتَ الضوء - من شِدَّتِهِ - صوراً من ظلال الديناصورات على الأرض وكأنها رسومات محروقة !!
هذا الضوء المتوهّج أحرق مقلات عيون الديناصورات في الحال. وأصبحوا لا يَرَوْنَ الكارثة القادمة اليهم ، ولكن كانوا يشعرون بها.
وإستغرقت كرة النار فقط ٥ ثوانٍ لتخترق الغلاف الجوي ، وبدا التصادم لحظياً.
لقد ضرب الكويكب الأرض بقوة متفجرة تبلغ ١٠٠ تريليون طن من بارود الديناميت (تي . إن . تي) ، أكثر من مليار مرة قوة القنبلتين الذريتين التي ألقيت على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية.

(خيال فنان يصور إصطدام الكويكب مع الأرض تظهر في الصورة الموجة النبضية وهي تنتشر على شكل دائرة.)


لو حدث إرتطام الكويكب بالأرض في مياه المحيط العميقة ، لكانت بعض قوته إمتُصت بواسطة المياه ، ولكن بدلاً من ذلك فقد إرتطم بمياه خليج المكسيك الضحلة مسبباً تبخرها الفوري . وفي جزء من الثانية تفتت كل الكويكب داخل الأرض.
وإندفعت الصخور والأتربة والشظايا بإتجاه السماء بسرعة ١٦٠ الف كيلومتر في الساعة . وخَلْفَهَا ، أكثر من ٣٠٠ الف كيلومتر مكعب من قشرة الأرض إنخلعت من الأرض !!
على بعد ٨٠٠ كيلومتر من موقع التصادم ، بلغت درجة حرارة الهواء ٣٠٠ درجة مئوية !! وهذه الحرارة من الشدة أنها أدت إلى غليان الدم داخل عروق الديناصورات وإندفاعه على شكل بخار من جلودها !!
إمتص الإنفجار الناري حرفيَّاً كل نقطة رطوبة من النباتات المحيطة.
أي شيئ كان مكشوفاً أمام الحرارة الحارقة ، ببساطة إحترق وهو مازال حيَّاً !!

(خيال فنان يصور أكبر عملية تبخر للمياه المندفعة ، بعد الإصطدام ، في التاريخ كما يشاهد من الفضاء.)


١٠٠ ثانية فقط بعد الإصطدام في خليج المكسيك ، شوهد تدفق خطوط لامعة من الصخور المتبخِّرة المتوهجه عبر السماء في الشمال الغربي لساحل المحيط الهادئ.
وأمتدت سحابة الإنفجار والمُحمَّلَة بالصخور المُفَتَّتَة المحترقة إلى إرتفاع ١٥٠ كيلومتر فوق منطقة الإصطدام خارج الغلاف الجوي وإلى الفضاء. وكان الإرتفاع والتوهج كبيرين لدرجة أنها كانت تُشاَهَد من على مسافة ثُمن محيط الأرض !! (٥٠٠٠ كيلومتر)

(خيال فنان يصور إقتراب الكويكب من الأرض كما يشاهد من الأرض.)


قريبا من موقع الإصطدام ، أصبح عدد الجثث مهولاً. والمفاجأة ، أن هناك ناجون !! هؤلاء المحظوظين القليلين الذين كانوا وراء الجبال ، فقد أُعفوا من أسوأ ما جلبته موجة الضوء والحرارة الرهيبتين.
ولكن مازال هناك ثلاث موجات من الدمار قادمة.
عند لحظة التصادم ، دُفعت صخور بحجم المباني إلى الهواء بسرعة أكبر من سرعة الصوت. وما يرتفع إلى الأعلى ، لا بد أن يسقط ثانيةً.
وتساقطت هذه الصخور من الأعلى كالقذائف على الدينصورات الناجية المتبقية. ثم ضربت موجة ثانية المتبقي من الديناصورات الأحياء من الأسفل.

(خيال فنان لما كان يبدو عليه عالم الديناصورات قبل الكارثة.)


زلزال ضخم بقوة ١١ على مقياس ريختر للزلازل أقوى بستين مرة من أي زلزال شاهده إنسان. وتحركت الأرض تحت أرجل الديناصورات بقوة بسبب مرور الموجات الزلزالية الرهيبة خالعةً ودافعةً معها عظام أرجل الديناصورات إلى الأعلى ، كالسكين ، لتخترق بُطُونِهَا ومَعِدَاتِهَا !!
وأخيراً أتت الموجة الثالثة ، موجة نبضية متفجرة لافحة قاسية منبعثة من الإنفجار تنتشر على شكل دائرة كاملة في جميع الإتجاهات تنتقل قوتها في الهواء بأسرع من سرعة الصوت تضرب المتبقي من الديناصورات نازعةً معها الجلد من اللحم !! وتكفى هذة القوة ، بسهولة كبيرة ، أن تقذف ديناصورات بوزن ٣٠ الف كيلوجرام في الهواء عشرات الأمتار !!
بعد الإصطدام بخمس دقائق فقط ، قُضي تقريباً على أجناس كاملة من الديناصورات في المكسيك ، وكذلك العديد من أنواع الحيونات الأخرى في المنطقة شاركت نفس المصير.
معظم بيضها دُمَّر أيضاً ، ولكن الأرض تعتبر حامي قوي وبعض البيض المدفون في الأراضي الباردة نسبياً قد نجا !!
ولكن القادم مازال أسوأ !!
في الجانب الأخر من الأرض لا يوجد أي أثر للمشاكل.
تبعد منغوليا أكثر من ١٢ الف كيلومتر عن موقع الإصطدام. كانت هذه البرية تؤمن إحتياجات مئات الأجناس من الديناصورات.
في الجهة الأخرى من الأرض ، في المكسيك ، ٨ دقائق بعد الإصطدام ، إرتفعت كرة النار الضخمة إلى إرتفاع ١٥٠ كيلومتر عن موقع الإصطدام. أكثر من ٦٠ مليار طن من الحجارة المسحوقة والتربة ملأت طبقات الغلاف الجوي العلوي بسحابة من الغبار والزجاج المجهريين ، وتنتشر بسرعة رهيبة. هذه هي سحابة المقذوفات ، وعندما تنتشر بسرعة في طبقات الجو العليا ، تدخل تريليونات من الجزيئات الصغيرة الغلاف الجوي مرة أخرى. ويولد الإحتكاك حرارة كثيفة ، سحابة غبار حرارتها ٨ الآف درجة مئوية تُسَخِّن كل شيئ تحتها.
عندما إصطدم الكويكب بالأرض إنحرفت معظم طاقة الإصطدام إلى الخارج وإلى الأعلى. فقط ١٪ من قوة الإصطدام إنتشرت داخل الأرض إلى الأسفل ، ولكنها كانت أكثر من كافية لتدق الأرض كالجرس !!
إنتشرت الموجات الزلزالية عبر الأرض وخلال الأرض. وفي خلال ١٦ دقيقة و ٤٠ ثانية ، وصلت الموجات إلى الشمال الغربي لساحل المحيط الهادئ قادمة من المكسيك.
إهتزت الأرض بفعل الموجة الزلزالية وقوتها البالغة ١١ على مقياس ريختر عندما مرت عبر الأرض.
في تلك الأثناء ، كانت سحابة المقذوفات تقترب بسرعة ١٦ الف كيلومتر في الساعة وهي تخبز الأرض بحرارتها الحارقة.
وشحنت ملايين الفولتات من الكهرباء الساكنة السحابة مثل البطارية الضخمة مولدةً عاصفة كهربائية مهولة. وتساقطت الصخور الحارة على الوادي كالبَرَد الحارق. وتمكنت بعض الديناصورات الطائرة الناجية من الزلزال المدمر الطيران ، ولكن لا سبيل من الإختباء من مطر النَّار.
قبل ٤٥ دقيقه مضت كانت أمريكا الشمالية جنة للديناصورات والأن هي جحيم حي.
لقد أصبحت مئات الأجناس والأنواع من الديناصورات جثثاً ملقاة ومبعثرة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية.
تتابع سحابة المقذوفات الإنتشار حول العالم ولكن الآثار التي تتركها علي الأرض تختلف بشكل جذري.
على بعد ١٢ الف كيلومتر، في منغوليا ، تستمر السحابة في الإقتراب بهدوء من جهة الشرق.
وتبدأ درجات الحرارة على الأرض بالإرتفاع تِبَاعاً ، عدَّة درجات كل ثانية. لا يوجد إنذار مسموع للكارثة القادمة للمخلوقات هنا ، فقط الحرارة المتراكمة. عندما تصل الحرارة إلى ٥٠ درجة مئوية ، فإن أمل الديناصورات المتبقية هو الإختباء من الحرارة اللافحة في الكهوف. وعندما تصل الحرارة إلى ٧٠ درجة مئوية ، فإن البقاء على قيد الحياة يقدر بدقائق معدودة. وعند ٩٠ درجة مئوية يقدر بثوانٍ معدودة.
٩٠ دقيقة بعد الإصطدام ، إرتفعت درجات الحرارة على الأرض في مانغوليا إلى ١٥٠ درجة مئوية !!
ولكن ليس كل ديناصور يُطهَى حياً. فالجو الُمصَغَّر اللطيف نسبياً داخل الكهوف يُبقي قلة قليلة من الديناصورات الناجية باردة بما فيه الكفاية لتتنفس بصعوبة بالغة.
بالعودة لأمريكا الشمالية ، نجت جيوب صغيرة من الديناصورات في بعض الأماكن المحمية مثل الوديان المغطاة بالضباب الكثيف والتي حمت الديناصورات من الحرارة الرهيبة.
ولكن معظم المخلوقات التي واجهت سحابة المقذوفات مباشرةً لم تكن محظوظة هكذا.
ولكن تأثيرات ما بعد الإصطدام مازالت في بدايتها للتَوِّ !!
في أعلى الوادي وعبر أمريكا الشمالية ، إشتعلت حرائق هائلة بسبب الحرارة الشديدة لسحابة المقذوفات ، وهذه الحرائق كانت من الشدة بأنها ولدت رياحها الخاصة. وفي أسفل الوادي ، إنهار الضغط الجوي بسرعة مولداً فراغاً هائلاً شفط كل اللهب إلى الوادي. إشتعلت النباتات الجافة على الفور صانعةً جداراً من النار. وتحترق مُقدِّمَة اللهب بحرارة أكبر ، وتتقدم مُقدِّمَة اللهب بسرعة أكبر عبر الوادي تعادل ١٥ كيلومتر في الساعة. وأصبح حوض الوادي الأن عاصفة من النار تحترق بحرارة ١٠٠٠ درجة مئوية ، إنها حارة جداً بما يكفي لإنصهار الألومنيوم. بعض الحيوانات الصغيرة المحظوظة جداً ، كالحشرات والفئران والديناصورات الصغيرة جداً ، إستطاعت الهروب تحت النيران في الجحور ، أما الحيوانات والديناصورات المتوسطة والكبيرة فلم تجد مكاناً للهروب من هذا الجحيم.
إستطاعت الحيوانات والديناصورات التي تستطيع الطيران من النجاة من النار الملتهبة ولكن لم يبقى لها أي أماكن للهبوط ، ولو وجد فلن تجد فيها أي شيئ يؤكل.
من الأعلى ، ما كان في السابق وادٍ نَضِر أصبح الأن جحيماً مستعراً.
لقد فقدت سلسلة الطعام في كوكب الأرض ، والتي كانت كافية لتغذي الحيوانات العملاقة ، فقدت جزءً غاية في الأهمية وهو النباتات.
خمس ساعات بعد الإصطدام ، وفي تلك الأثناء في منغوليا ، بدأت الحرارة في الإنخفاض. وبقيت بعض الحيوانات والديناصورات صامدة في أمان الكهوف النسبي.

بدأت سحابة المقذوفات بالإنقشاع ، ولكن التغير المفاجئ في درجات الحرارة قد ألقى بنظام الطقس على الأرض في دوَّامة من الإضطرابات الرهيبة. جمعت الرياح القوية مليارات الأطنان من الغبار والرمال. وعندما يرتفع الهواء الساخن ، تتكون عاصفة رملية تستمد طاقتها من حرارة الرمال نفسها. الحرارة الرهيبة التي خبزت مانغوليا والتي بلغت ١٥٠ درجة مئوية ، حولت ظاهرة طبيعية عامة إلى عاصفة رملية عظمى.
الحيوانات والديناصورات الصغيرة إستطاعت الإنحناء والإختباء في الكهوف وحتى تحت الرمال ، ولكن الديناصورات الكبيرة فهي مكشوفة كليةً بالكامل ، وضربت الرمال أجسادها باريةً جلودها. وكلما حاولت أن تسرع لتجد ملجأً ، وقاومت العاصفة أكثر ، وكلما حاولت التنفس بصعوبة بالغة ، كلما إمتلأت رئتها بالرمال ، إلى أن أصبحت لا تستطيع التنفس على الإطلاق.
يوم واحد بعد إصطدام الكويكب ، غلَّفَت عاصفة رملية مهولة وأحاطت بمعظم قارة أسيا.
الأن فقط بدأت الرياح تهدأ.
في مانغوليا ، بعض المجموعات الصغيرة من الديناصورات الكبيرة المتبقية في الكهوف بقيت على قيد الحياة. وبعض الحيوانات والديناصورات الصغيرة والتي إستطاعت الإنحناء والإختباء بقيت على قيد الحياة أيضاً.
بعد إسبوع واحد من إصطدام الكويكب ، أصبح الطعام شحيحاً جداً عبر الكرة الأرضية. ولكن الحياة كانت أصعب بكثير على الديناصورات آكلة النباتات.
أما الديناصورات آكلة اللحوم فهي أكثر حظاً حتى الأن لأنها تستطيع أكل الديناصورات آكلة النباتات.
وأخذت الإنظمة البيئية حول العالم في التغير بسرعة كبيرة.
في الغابات الإستوائية الممطرة في آسيا ، إكتشفت الديناصورات آكله النباتات والمتبقية على قيد الحياة أن مصدر طعامها الغني في السابق ، والذي مازال موجوداً ، أصبح غير صالح للأكل. فقد تحول موطنها من الغابات الإستوائية ضدها بفعل كيمياء إصطدام الكويكب.
عندما ضرب الكويكب الأرض ، أطلق سلسلة من التفاعلات. لأنه في أثناء دخوله الغلاف الجوي وقبل الإصطدام ، أدمج سطحه الملتهب جزيئات الأكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي مكوناً غاز أكسيد النيتروجين. وبعد ذلك إصطدم بالأرض بقوةٍ حارثاً قاع خليج المكسيك المكون من الصخور الرسوبية الكلسية الغنية بالكبريت. فكانت النتيجة أن أكثر من ٦٠ مليار طن من الصخور الكبريتية المطحونة إندمجت مع ملايين الأطنان من غاز أكسيد النيتروجين ، بالإضافة إلى أكبر عملية تبخر للمياه في التاريخ من جراء حرارة الإصطدام ، كل هذا نتج عنه إثنين من أكثر المواد الآكلة في الطبيعة ، حمض الكبريتيك و حمض النيتريك. وغذَّى هذه السحابة السامة الدخان وغبار الغابات المتفحم الناتجتين من الحرائق الضخمة وأدي إلى إنهمار الأمطار الحمضية الغزيرة.
وعندما إمتصت النباتات هذه الأمطار الحمضية ، فإن هذه الأحماض تأكل النباتات من الداخل مرورا إلى الخارج قاتلةً معها مصدر الغذاء الكبير الذي كان يعيل جميع آكلات النباتات الضخمة.
في الشمال الغربي لساحل المحيط الهادئ ، وصل الدمار إلي ساحل البحر. إلا أن بعض المناطق نجت من الدمار الشامل.
هناك جزيرة يبدو عليها أنها لم تمس بأحداث الكوارث المتتابعة قد تستطيع هذه الجزيرة تأمين الطعام لبعض الحيوانات والديناصورات الصغيرة.
ولكن الوضع ليس مسالماً كما يبدو.
تحت سطح المحيط وفي الأعماق ، إهتزت الأرض وتأثرت بالإصطدام الأولي للكويكب.
وتحت تأثير الإجهاد المستمر لمدة إسبوع ، بدأت الصخور الرسوبية المكونة لقاع المحيط بالإنهيار من الأعماق إلى قرب السواحل على عمق مئات إلى عشرات الأمتار. على سطح المحيط ، فإن مستوى الماء إضطرب وأختلط صانعاً إنتفاخاً متورماً ساحباً معه المياه إلى الوراء بعيداً عن الشواطئ مئات الأمتار كاشفاً مساحات شاسعة من قاع المحيط. وأصبح فجأة الطريق إلى الجزيرة ممهداً وناشفاً للديناصورات المتبقية الناجية.
لقد أيقظ الكويكب أكثر قوة مدمرة للمحيط ، موُّجَة مَديَّة هائلة (ميجا تسونامي) ، حائط من المياه بإرتفاع ١٠٠ متر. في خلال ثوانٍ غُمرت الأرض بفيضان هائل ودُمرت الجزيرة. وبالسرعة التي جائت بها هذه الموُّجَة المَديَّة ، ذهبت وعادت للبحر مرة أخرى.
ولكن هذه الموُّجَة المَديَّة الهائلة ما هي إلا واحدة من جيوش من الموُّجَات المَديَّة الهائلة والتي أُطلِقَت بلا رحمة على أكثر من ٢٠ الف متر من خطوط السواحل حول العالم. أجزاء ضخمة من الشواطئ والأراضي القريبة منها ، ببساطة ، أصبحت تحت مياه المحيط. وقد تركت هذه الموُّجَات المَديَّة الهائلة أعدادً لا تُعد ولا تحصى من الديناصورات النافقة ورائها.
وهذه ماهي إلا الموجات الأولى من الكوارث. وكأنها ظواهر خارجية للكوارث الدفينة الوشيكة الحدوث الأتية.
حول العالم ، مازالت هناك الآف الأعداد من الديناصورات الناجية تسير في جميع أنحاء الأرض. ولكن أنوعها وأجناسها قد ماتت بالفعل ، وذلك لأنه ، لكي تعيش وتتكاثر وتنتشر أنواع وأجناس الحيوانات ، فإن أي نوع أو جنس يحتاج إلى المحافظة على حد أدنى من الأعداد. وإذا قَلَّت هذه الأعداد تحت هذا الحد ، فمن المستحيل أن تُبعِد وتحمي نفسها من الإنقراض المحقق.
قد يكون المسمار الأخير في نعش الديناصورات مازال بعيداً نسبياً ، ولكنه مؤكداً سيأتي.
وسيبدأ من داخل الأرض.
عندما ضرب الأرض كويكب بقطر ١٠ كيلومتر وبسرعة تزيد عن ٧٠ الف كيلومتر في الساعة ، فإنه أطلق وأفرغ مليون ميجا طن (ترليون طن) من الطاقة الحركية داخل الأرض فوراً باعثاً الموجات الزلزالية التصادمية تتموج داخل الأرض. وإستمرت موجات ما بعد الصدمة الزلزالية لمدة شهور بسبب تحرك وتمزق صفائح القشرة الأرضية. ومن أعماق الأرض ، أجبرت هذه الموجات الزلزالية الصخور المنصهرة في باطن الأرض لتندفع نحو الأعلى عبر الشقوق المتكونة حديثاً ، لتنفجر في النهاية من قشرة الأرض على هيئة إنفجارات بركانية عنيفة جداً. لقد أيقظت هذه الموجات الزلزالية التصادمية البراكين الخامدة حول العالم لتَكوي الأرض بجحيم نيرانها ، وأضافت هذه الإنفجارات البركانية حول العالم كمية مهولة من الدخان والرماد إلى سحابة المقذوفات الممتلئة أصلاً بالغازات السامة والأتربة والغبار والتي تخنق الأرض أصلاً من قبل.
وبلغ عمق هذا الغطاء الكثيف كيلومترات عديدة ، بطّانية كثيفة جداً تمنع الضوء والدفء من الشمس أن يصل إلى ىسطح الأرض.
لقد إنغمر الكوكب في شتاءٍ نووي !!
في الأيام والأسابيع اللاحقة ، الشيء الوحيد الذي نمى وإزدهر بشكل كبير هو الفطريات التي تعيش على البقايا العَفِنَة.
في منغوليا ، يوجد الأن علامات قليلة جداً على أنها كانت مَسكَّن للديناصورات. وبدا المستقبل قاتماً للديناصورات القليلة الناجية الجائعة. فقد بقيت بجانب الكهوف وبِرَك وبحيرات المياه القليلة.
ولكن هذة الديناصورات الأخيرة الناجية لن تقع ضحية المجاعة.
في جميع بِرَك المياه والبحيرات الصغيرة المتبقية ، خرج من باطنها إلى سطحها أحد أشد وأكثر غازات الطبيعة سُمْيَّةً ، كبريتيد الهيدروجين. أُطلق من أعماق الأرض بواسطة الثورانات البركانية وتجمع خِفيةً في المساحات المنبسطة المستوية مثل قيعان البِرَك والبحيرات الصغيرة. هذا الغاز يَشِّلُ الرئة مما يجعل الهروب مستحيلاً. ثم يقتل بالإختناق. ما كان يعتبر ملجأً في السابق ، أصبح الأن مصيدة للموت.
أخر الديناصورات في منغوليا ماتت.
المكسيك أيضاً أصبحت مقبرة. فعلى بعد ٨٠٠ كيلومتر فقط من موقع الإصطدام ، لقد ضربتها موجة بعد موجة من الدمار الشامل.
٤٠ يوماً بعد الإصطدام ، وفي الشمال الغربي لساحل المحيط الهادئ ، حفنة قليلة من الديناصورات الناجية تمشي على الأرض الرمادية القاحلة الجرداء. ومع إختفاء مصادر الغذاء ، فإن العمالقة الجائعة أُجبرت للقتال من أجل كل وحدة طاقة (كالوري) حتى الموت. هذه الديناصورات القليلة الناجية المتبقية والتي إستطاعت النجاة من سحابة المقذوفات ، وعواصف النار من الحرائق ، والغازات السامة ، في النهاية وقعت ضحية لإحتياجات أجسامها الضخمة.
إن الأحداث الكارثية والتي أشعلها إصطدام الكويكب مع الأرض ، إنطلقت ومرت بلمح البصر.
الصدمة الزلزالية الأولى سببت زلازل مهولة.
صخور بحجم المباني تساقطت كالمطر على الأرض.
تبعتها موجة نبضية متفجرة لافحة قاسية.
كل هذا حدث في الثلاث دقائق الأولى فقط.
ومع وصول سحابة المقذوفات الساخنة إلى مانغوليا بعد ٤٤ دقيقة فقط من الإصطدام ، أصبح كوكب الأرض كله في صدمة.
وفي الأيام التي تلت ، سوَّت حرائق الغابات الأرض.
وقضت عواصف رملية هائلة على الأنظمة البيئية بالكامل على الأرض.
وهطلت أمطار حمضية من السماء قاتلة النباتات المتبقية.
موجات مَدَّيَّة عملاقة حطمت الأراضي الساحلية حول الأرض.
ضع كل هذه الكوارث مع بعض ، تجد أنه من الصعب جداً الإعتقاد بأن شيئاً على الأرض قد نجى.
ولكن من المذهل !! شيئاً ما قد نجى.
تبعد المكسيك ٨٠٠ كيلومتر عن موقع الإصطدام ، وهي أول جزء من الأرض تشعر بقوة إصطدام الكويكب ، وهي منطقة عانت موجة وراء موجة من العنف الغير مسبوق ، ومع ذلك نجد حتى هنا بقيت بعض صور الحياة.
بعض بيض الديناصورات نجا من جحيم الدمار كونه مدفون تحت التربة. وليسوا الوحيدين الذين نجوا حول العالم.
وحول العالم وفي جميع القارات ، إستطاعت جيوب صغيرة من الديناصورات النجاة وهم يحاولون البدء من جديد ولكن الأمراض والتزاوج بين الأنواع المتشابهة أضعف أعدادهم القليلة جداً المتبقية أكثر وأكثر.
وفي النهاية ، وفي خلال وقت قصير ، فإن الأعداد الضخمة من الديناصورات والتي سيطرت على الكوكب ، فقد إنخفضت تدريجياً إلى ديناصور واحد فقط.
ثم ، هو أيضاً ، مات. ومعه ماتت السلالة التي سيطرت على الأرض لمدة ١٦٠ مليون سنة.
إستغرقت الديناصورات ١٦٠ مليون سنة لتصل إلى هذه المرحلة من تطورها ، وتطلب القضاء عليها صخرة واحدة من الفضاء.
في خليج المكسيك ، توجد فُوَّهة تصادمية ضحلة مكان سقوط الكويكب. جرح بسيط على وجه الأرض لكارثة مميتة للحياة على الأرض.
قطر الفُوَّهة هو ١٨٠ كيلومتر.
عمق الفُوَّهة هو ٢٠ كيلومتر.
اليوم إسمالفُوَّهة هو تشيكسيلوب.
ولكن الديناصورات لم تكن المخلوقات الوحيدة على كوكب الارض. كانت هناك مخلوقات أخرى. فقد عاشت مخلوقات وضيعه أكثر في ظل الديناصورات لوقت طويل جداً.
وعند حدوث الفيضانات والحرائق وعواصف النار ، إختبأ البعض منها في أعماق الأشجار والنباتات. بينما لجأ غيرها الى جوف الأرض.
الثدييات الصغيرة نجت وصمدت بالركض إلى أوكارها. وحُميت تحت الأرض من أسوأ ما يمكن أن يرميه الكويكب بها.
وورثت الأرض حيوانات بارعة في الإختباء.
حُميت الأسماك تحت الماء.
وكذلك الزواحف المائية.
الطيور ولاسيما الطيور الغاطسة منها ، نجت بالغطس تحت المياه أو بالإختباء في الأوكار.
وستمر سنواتٍ عديدة قبل أن تستطيع أشعة الشمس أن تصل إلى الأرض مرة أخرى.
ولكن السحابة الثقيلة بدأت تنقشع ببطء.
ومن الأطلال ، إنطلقت طبيعة الحياة مرة أخرى.
مخلوقات بسيطة كالعَفَن والفطر سيطرت على الأرض المحروقة المتعَفِّنَة. ثم ظهرت نباتات جديدة ، نبتةٌ واحدةٍ بالتحديد ، السرخس.
هذه النبتة القوية المقاوِمَة بدأت في الإنتشار بسرعة وغطت الأرض ببساطٍ أخضر كثيف. وتطلب الأمر ألآف السنيين ، ولكن في النهاية فسح السرخس المجال للغابات التي ضَخَّت الأكسيجين والحياة مرةً أخرى للأرض مُعِدَةً الأجواء لعصرٍ جديد.
وكانت تنتظر على الجوانب مخلوقات خَنَقَت الديناصورات تطورها لفترة طويلة. الثدييات.
إن الثدييات تتناسل بسرعة وتتأقلم بسرعة وبشكل متميز ، تتضاعف أعدادها وتتنوع.
حوالي ١٠ الآف نوع إنتشرت على ظهر الأرض.
ولم يكن أيٍ من هذا ممكناً لو لم يكن هناك كويكب إرتطم بالأرض وحكم على الديناصورات بالإنقراض منذ ٦٥ مليون سنة مضت.
فقط لأنهم ماتوا في ذلك الوقت ، تمكن الإنسان من العيش الأن.

(خيال فنان يصور أخر الديناصورات النافقة.)