عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-16, 04:47 PM   #1
رويدا محمد

الصورة الرمزية رويدا محمد

آخر زيارة »  11-27-20 (12:50 PM)
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تملأ خزائن الله نوراً ، وتكون لنا فرجاً وفرحاً وسروراً.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه وطريقة التعامل معها



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...!



واحد من أصعب النماذج التي يمكن أن يصادفها أي مدرّس داخل بيئته الصفية، هو ذلك الطالب كثير الحركة عديم الانتباه، ولا أقصد هنا من يشاغب للحظات ثم يعود لرشده بعد تقديم النصيحة له، بل التلميذ الذي يعاندك ولا يستجيب أبداً لأي محاولة منك لتعديل سلوكه؛ كي يلتزم الهدوء ويكف عن حركته الدائبة داخل الفصل.

يُعرف هذا النوع من الاضطرابات، باسم اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه وهو من واحد من أكثر الاضطرابات شيوعاً لدى الأطفال، ومشكلة تؤثر على نحو 7% من أطفال العالم حيث يستمر هذا الاضطراب في أكثر من 60% من المصابين إلى مرحلة الشباب.

ويُذكر أن نسبة الإصابة بهذا الاضطراب عند الذكور أكبر منها عند الإناث، وغالباً ما يتمّ تشخيص الأعراض بشكل خاطئ أو يتم تجاهلها بوصف شخصية الطفل بأنه غير مهذب أو متمرد.

– اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه


خلل كيميائي عصبي يؤثر على سلوك الطفل المصاب به، ويتجلى هذا الاضطراب في واحد أو أكثر من ثلاثة أعراض: نقص أو تشتت الانتباه، النشاط الزائد أو فرط الحركة، الاندفاعية.

أسبابه


لا يوجد سبب واحد لهذا الاضطراب، بل هي مجموعة من العوامل، إذ يلاحظ أن الاضطراب يزيد في بعض العائلات وأن بعض الجينات الوراثية تلعب دوراً في حدوثه.

كما أن عوامل بيئية مختلفة قد يكون لها أثر في فترات حرجة من تطوّر الطفل، كما أن فترة الحمل وما يتعرّض له الطفل فيها من أخطار مثل تعاطي الأم للخمر وبعض الأدوية، قد تساهم في ظهور هذه الحالة.

ويُلاحظ أيضاً أن الأطفال المولودين بشكل مبكر أو تعرضوا لنقص الأوكسجين أو لنسب عالية من الرصاص، كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، ويربط البعض السبب بتناول مأكولات معينة والإكثار من السكريات ولكن هذا أمر لم يُثبت علمياً.

من أعراض اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه

يجد الطفل صعوبة في تنظيم واجباته ونشاطاته.
يميل الطفل إلى الركض أو التسلّق، وأحياناً كثيرة يقوم بهذه التصرفات بشكل مبالغ فيه.
يميل الطفل إلى نسيان بعض الأمور، وكثيراً ما تضيع منه حاجاته و كتبه وألعابه.
يتحرك الطفل بعصبية، حتى وهو جالس أو واقف يجرك جسمه.
يُظهِر الطفل التبرم وعدم الارتياح.
يميل الطفل إلى التحدث بصورة مفرطة.
الفوضوية
التصرف بسذاجة
افتقاد المهارات الاجتماعية كالتحية والسلام على الآخرين.


هل هذا الطفل متخلف عقليا؟


من الهام أن تعلم أن قدرات هذا الطفل الذهنية طبيعية أو أقرب إلى الطبيعية، ولكن العبء الذي يواجهه في السيطرة على انتباهه وتركيزه، ومن ثم عدم الاستفادة من المعلومات من حوله، هو ما يتسبب بفشله دراسياً، إضافة إلى أن سلوكه الفوضوي والاتكالي وعدم إتمامه للمهام المطلوبة منه قد توحي لنا أن هذا الطفل معاق ذهنياً.

الدعم والعلاج

يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى المساندة الإيجابية في البيت والمدرسة ليحققوا النجاح في كافة نواحي حياتهم العلمية والاجتماعية، وهم في خطر متزايد إذا ما تم علاجهم أو الاهتمام بحالتهم.

الأمر الذي يؤثر على مستقبلهم كالانسحاب من المدرسة والإدمان ومواجهة صعوبات في النضوج. لذا فمن المهم أن يوضع برنامج خاص للطفل ينفذ في البيت بالتعاون مع الأهل، وفي المدرسة بالتعاون مع المعلم، ويعتمد على نظام التعزيز للتصرفات الجيدة.


من المهم العمل على تقسيم وقت الدراسة، فالطفل الذي يعاني من فرط الحركة لن يستطيع الجلوس طويلاً دون التحرك، وعلى الوالدين تَفهّم هذا الأمر وتدريب الطفل تدريجياً على الجلوس وذلك عن طريق تدريس الطفل لمدة عشر دقائق مثلاً ثم إعطائه وقتًا للاستراحة واللعب لا يتجاوز الخمس دقائق. ثم العودة للدراسة مجددًا، وبعد عدة مرات يجب زيادة هذا الوقت المخصص للدراسة إلى 15 دقيقة، وهكذا.


الثناء والدعم الدائم لأي سلوك إيجابي يقوم به الطفل، والابتعاد عن السلبية ونعت الطفل بأنه كثير الحركة أو مشاغب أو مضطرب وغيرها من الألفاظ السلبية التي تؤثر على نفسيته.


كذلك تعد استشارة مختص في علاج هذا النوع من الاضطرابات من أكثر الطرق فعالية، وعادة ما يبدأ الخبير العلاج على مرحلتين أولهما العلاج النفسي، ومن ثم العلاج الكيميائي، ويتم في مرحلة العلاج النفسي إخضاع الطفل لعدة جلسات يتم تعليمه فيها كيفية التركيز والإنصات والجلوس بهدوء، وتتم فيها تنمية قدرة الطفل على التحكم في حركته المفرطة.


أما العلاج الدوائي فلا يتم اللجوء إليه إلا بعد إخضاع الطفل للعلاج النفسي وفي حال لم يبدِ الطفل أي استجابة للعلاج النفسي وذلك في المراحل المتقدمة من فرط الحركة، فإن الطبيب عادة ما يشرف على إعطاء الطفل جرعات صغيرة ومحددة من الأدوية.


نصيحة لكل مدرس


إن كنت تعمل في حقل التعليم، لابد وأنك قد واجهت هذا النموذج من الطلاب، ذلك التلميذ الذي قد يحيل حصتك إلى كارثة، إن كنت لا تملك المعلومات الكافية لكيفية التعامل مع هذا النموذج من الطلاب.

لذا من النصائح التي يسديها المشرفون التربويون والأخصائيون النفسيون:

تجاهل تصرفات هذا الطفل السلبية وليس المقصود هنا إهمال حالته.
تكليفه بمهام توظف فيها حركته الدائمة كمحو السبورة أو توزيع الأدوات أو المهام.
تشجيع الطفل.
توفير مقعد ملائم للطالب يمكنه من التركيز أكثر.
دمج الطالب في أنشطة ممتعة والتواصل مع والديه.
تكليف طالب آخر يساعده في تذكر المهام المطلوبة منه.

كتب حول اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه