حتى الغبارَ العالقِ فيك
صرخَ

انفُضنِي !

و الشمسُ عند بزوغِها صدتْ
لا تنظُرني !

و القمرُ عندَ طلوعهِ
هربَ .. لا تراقبني !

كلٌّ يروحُ إلى الغياب
حينَ انجلائكَ في الفضاء

حتى أنا ..!
ما عاد يرضيني حضورك
هللا غربتَ إلى الغياب ..
.
.
.
و تنادي ملهوفاً
إني إليكم قادمٌ مشتاق !
.
.
بعد الغيابِ قادمٌ أنت !؟
بعدَ الغياب ..؟!

بعدَ أن برحتَ المكان !
و خلا المكان
و صرتَ تجوبُ في القلبِ و الذكرى
تنهشُ الصدرَ بالرحيل !
.
.
.
عليلةٌ كنت
غادرتُ فرحي
غادرتُ أحلامي و مناي

حتى مناي صار أن أتمنى أن لا أتمنى!
و أن تصومَ الذكرى عما اعتصى معها الإمساك
.
.
.
و بعدَ الصيام
بعدَ تحققِ الأمنيات
بعد استرجاعي الفرح
بعد أنْ تعافيتُ من المرض

عدتَ من الغياب !

تجثو في قاعِ الهوى
ترجو اعتلاءَ قممِ الهوى !
.
.
بعدَ الغياب !

بعدَ أن جفت ينابيعُ الإشتياق
بعدَ أن ولَّى الحنين
بعدَ سكوت أنينِ الفراق

ترجو اعتلاء قلبي من جديد!
.
إلى الغياب غِب
أو لا تغيب!

أنا سأدنو للمغيب !
و أنتَ تجثو في قعرِ الندامةِ باكياً

لا ..
ما من سبيل !
جفت ينابيع الحنين

لا حبَّ باقٍ
لا شوقَ عارم

غابَ بالأمسِ الجميل ..
و كلنا عنكَ
ننوي الرحيل .

.
.
.

بقلم •مَرجانة•