سيدتي ـ ملاك ملوكة : الجمهور لا يعني ذلك العدد والكم الهائل والشعب الغفير من الناس والذي يهتف كالببغاء ويهرف بما لا يعرف ، بل الجمهور هو ذاك الانسان العارف العالم بما يقول المتذوق لحقيقة ما يقرأه ويمتسمّعه عندما يسمع ولو كان أحداً من الناس لا غير ، فهو الجمهور الحقيقي ، خصوصاً اذا عاشت تلك الجمهرة الحقيقة المرّة للحياة ، وتذوقت طعم الغربة والجفاء المضاد للاحتفاء من قبل من ظنهم الاوفياء يوما ما ، فذاك هو حقيقة الجمهور الذي نستطيع ان نسميه الجمهور الحسّاس الواقعي الحاضر والمتحضّر بنفس الوقت ، باختصار أنت جمهوري ، ما أن أفيق على اثر مرورك وآثار قلمك ، حتى أحيا من جديد ، وابحث عما يرضيك ويرضي تذوّقك ، ولكني أخشى أن أفشل في ذلك يوم ما ، فأفتقد ذلك القلم الملهم والمهم ، ذاك القلم الذي لا يعرف طريق اليأس كما عشته انا ، القلم المقاوم كالحديد المقاوم ، لقد طوعني الزمان بعد ان كنت كيانا قائم بذاته ولكل الناس ، فأصبحت وحيداً ثائرأ على من حولي ولم أبقي حتى على نفسي الشقية ، ولكني أتجمل بالصبر لعلني أصل الى نهاية كريمة ، تعيد لي كرامة قد استبيحت بغير وجه حق ، سلامي لك وأحترامي ايها القلم الملهم تحياتي لقامتك القامة التي يتطأطأ لقلمها كثير ممن كتب ونثر وبيّح المكنون الى درجة الجنون ، عيشي يا سيدتي قرناً من الزمان لعل أيامنا القادمة يكون فيها الكثير ممن يحتاج الى قلمك ويسعد بخطوطه العريضة الملهمة لمن يحتاجه لحظة هروب الآخرين دمت بود يا غاليتي ـ القارظ