الموضوع: رفيقُك الوحيد!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-16, 01:11 AM   #1
Designer

الصورة الرمزية Designer

آخر زيارة »  12-03-16 (11:55 PM)

 الأوسمة و جوائز

Icon N13 رفيقُك الوحيد!!






بسم الله الرحمن الرحيم {



رفيقُك الوحيد !!


ظلام دامس لا أرى أي شيء امامي,
هناك خوف يتملكني لم انا خائف..
ما الذي يحدث هنا ؟ اين الجميع واين انا ..؟
كيف وصلت لهذا المكان ,
بل من أنا ؟!
ضوء ..هناك مصدر ضوء يقترب ضوء خافت للغاية ,
"من هناك ؟ "
ما به صوتي لا اسمعه !!
أنادي بهذا الشخص لكنه لا يجيب
ام ان صوتي لا يسمع
تحسست فمي.. يا إلهي ! فمي لا يتحرك,
اشعر انني اختنق ,
فكاي يطبقان على بعضهما حتى شفاهي ترفض ان تفتح
وكأنها ملتصقة ببعضها
اريد ان اصرخ ,
لا أستطيع ذلك ..لا أستطيع.
أنه يقترب, ذلك الشخص يقترب مني
لا ارى أيً من ملامحه..
لكنه طويل , طويل جدا
يقترب اكثر وانفاسي تتسارع
هل انا منفعل , ام خائف !!
لا يهم .. المهم أن هناك احد
انه يقترب بهدوء ..وثقة
خطوات واسعة بطيئة
أرى وجهه بوضوح أكبر
ابتسامة مخيفة ..
يقترب اكثر لتظهر ملامحه
انها مألوفة لكنها مخيفة نظرة مخيفة ينظر بها إلي
مع ابتسامة خبيثة ,انا ارتجف
ما الذي ينوي فعله بي لما ينظر إلي بهذه الطريقة
اين رأيت هذا الشخص من قبل لم وجهه مألوف هكذا ؟!

بدأ يحرك فمه ويتحدث معي لا اسمع شيء ...
لا اسمع شيئا مما يقول
هل أذناي بهما شيء أم انني فاقد حاسة السمع
مد يده في جيبه وأخرج علبة سجائر
مد لي بالعلبة وهمس بشيء ما ,
فهمت انه يعرض علي تدخين سيجارة
هززت رأسي رافضا , أرى ابتسامته تتسع بسخرية
أخرج سيجارة ووضعها بين شفتيه ثم قداحته
قربها من فمه واحطها بيديه وبدأء يشعلها
ما ان أشعلها حتى أستطعت أن أرى ملامحه بشكل أفضل
أنني اعرفه أعرف هذا الشخص جيدا
تحرك ليغادر من المكان ,
"أنتظر لا تذهب.. لا تذهب توقف"
لا شيء يخرج أريد أن أصرخ لكن لا شيء يخرج أبدا
لم لا استطيع الحركة أيضا ؟,
نظرت لصدري إلى يدي وجسدي.. انني مقيد !!
منذ متى وانا مقيد
لا أستطيع التحرك مطلقا ..
حتى يدي التي كانت حرة منذ لحظات هي الاخرى مقيدة
من قيدني هكذا.. ولم يفعل ؟!
ها هو يتوقف هل سمعني ؟ هل شعر بي .. لابد انه فعل ,
" أرجوك فك قيدي.. لا أطلب منك أكثر من ذلك عد بخطواتك للخلف وفكني أنها بضعة خطوات فقط..أتعلم فك أحدى يداي وسأتكفل انا بالباقي يمكنني أن أفك نفسي"
ألتفت إلي ..ملامح وجهه متجهمة
انها مخيفة اكثر.. كئيبة أكثر ..
مشى تجاهي بخطوات سريعة واسعة وبغضب واضح
بدأ يصرخ في وجهي,
لا أسمع ما يقوله لكنه غاضب مني.. ما الذي فعلته له.
بدأت أبكي دموعي تسيل اشعر بها على وجهي
انها حارة ولهيبها يحرقني,
توقف هو عن الصراخ نظر إلي بشمئزاز ثم أعطاني ظهره بسخط
لا اعلم ما سبب بكائي أهو شعوري بالعجز ..أم انني اتألم ,

"لم عليك ان تنكرني, أنا جزء منك!! لطالما كنت جزء منك,
لم عليك ان تعاملني بهذه الطريقة"
ألتفت لي سريعا وتعبير السخرية مرسوم على وجهه ,
همست بها في داخلي للمرة الأخيرة وأنا فاقد الأمل به
"أنا جزء منك.. مهما فعلت بي , سأبقى جزء منك"
..تبدلت ملامحه وأصبحت أكثر قسوة
شيء من الخوف لمحته في عينيه
ألقى بسجارته على الأرض و صرخ بي ,
لا اسمعه لكنه بالتأكيد يصرخ
رفع بسبابته وبدأ ينقر بها على صدري ..مرارا وتكرارا
وهو يصرخ بوجهي , هل يفهم ما اقوله يا ترى هل يمكنه سماعي ؟!

"هل يمكنك سماعي أنا جزء منك ..مهما حاولت دفني
هنا مهما قيدتني لن تستطيع قتلي..
سأبقى هنا وسياتي يوم أفك به هذا القيد"
انه يصبح أكثر عصبية أنه حقا يفهمني
انه يسمع ما اقوله مازالت هناك لمحة من خوف في عينيه
وهو يكرر نفس الأمر بدأت أشعر بألم من نقره على صدري
مرارا وتكرارا ,
لن أتوقف عن الكلام
حتى لو لم اسمع ما اقوله , مادام يسمعني فهذا هو هدفي
"لن تتنصل مني أبدا سأبقى مثل غصة في حلقك تمنعك من الكلام
سأكون عثرة في طريقك تمنعك من السير"
,أن غضبه يزيد انا أبتسم اشعر بشيء من الانتصار
أستطيع التأثير عليه رغم انني لا اسمعني..
هو يسمعني زاد غضبه.. توقف عن النقر ووضع يديه على أذنيه
وصرخ , لكن هذه المرة سمعته سمعته بكل وضوح
(لستَ جزء مني ..لستَ كذلك توقف عن هذا)
أن صوته يرتجف
وكأنه يخرج بمعاناة
(أرحل عني, أنا متعب منك)
لا اعلم ما به ما الذي فعلته له!
مددت يدي أنها تتحرك متى فك القيد عنها
لا يهم وضعت يدي على كتفه لينهار هو على الأرض
قوته وخوفي منه كل شيء تلاشى فجاة
وأصبح ضعيفا, ملامحه القاسية تبدلت ضعف وحزن
أصبح عاجزا تماما
تحركت نحوه بهدوء ..
كل قيودي فكت انحنيت عليه
واحطته بيدي
" لا بأس عليك سأبقى إلى جوارك "
هناك قوة تسري بداخلي وكره تجاهه,
أو ليس كره بل شيء أخر لوم ..وعتب غضب منه
ما أن لمسته وألتصقت به حتى بدأت أشياء لا أفهمها تلوح لي
مثل رؤيا أو ذكرى قديمة ..
وكانني بدأت أتذكر من أكون ومن يكون,
أنني أبتسم بثقة وضحكة سخرية أسمعها مني
" هل أعتقدت يا عزيزي انك ستأسرني بداخلك ..
هل اعتقدت انك ستتخلص من ضميرك بهذه السهولة ,
أنت أضعف من ذلك اضعف من ذلك بكثير
ما كان عليك أن تأتي لتواجهني وتشمت بي,
أن ثقتك المفرطة بنفسك ضيعتك ..كما تفعل دائما
سنبقى إلى جوار بعضنا سأبقى.. رفيقُك الوحيد!!
انهض الأن ولنغادر هذا الظلام لنذهب .. للضوء هناك ,
هيا قم واحملني على ظهرك كمَ كنت تفعلى دائما,
سر بي بين الناس حتى أوجهك في تصرفاتك
فقد تجاوزت حدودك عندما قيدتني وحبستني هنا,
لقد أفسدت الكثير من علاقاتك
هيا أنهض وصحح كل شيء أعتذر منها.. ومنه.. ومنهم ..
أخطأت بـ حق الكثير في غيابي
جرحت كل من حولك,
تصرفت بقسوة همجية ..
وتعديت على كل الحدود , انهض
وتحرك بنا منذ اليوم لن أدع لك القيادة مطلقا
فأنت تفسد كل شيء ..لا أريد ان أسمع أي أعتراض
فأنت مجرد أنسان.. لا قيمة لك بدون ضميرك!! "


انتهى.