عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-16, 11:07 PM   #1
إحساس طفله

آخر زيارة »  اليوم (09:11 AM)
المكان »  بِـ مملكتـي
الهوايه »  آلشِعـــــر ..
- يَآربَ أسآلكَ رآحَه تِستوطِن
- قلوبنآ بعرضِ سمَآئك .!,

 الأوسمة و جوائز

افتراضي " عُمـر آلحِزن مَآ يِدومم ..,






والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا وشفيعنا يوم الدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد


عمر الحزن ما يدوم..عبارة جذبتني كثيرا..فعلا عمر الحزن ما يدوم..فمهما طال ليل البلاء لابد أن ينتهي..ولابد للحزن أن يندثر..وتشرق شمس الأمل..


من الجميل أن ندرك هذه الحقيقة...أنه بعد الشدة يأتي الفرج..وبعد الفرج تأتي الشدة..وهذه هي حقيقة الدنيا..فلو زرعنا هذه الحقيقة في أعماقنا ستكون النتيجة بساتين الرضا والهدوء والسكينة والطمأنينة التي ستملأ حياتنا..


قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ..التوبة 51 ..فما أصابك يا ابن آدم لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك..


واعلم بأنك لو اطلعت على الغيب لما اخترت أفضل مما اختاره الله لك .. فعش بهدوء ورضا وسلام مع النفس ومع من حولك..لا تكن كالجلاد الذي يجلد نفسه طوال الوقت ويحاسبها حتى على أبسط الأشياء ويخنق نفسه بنفسه..وفي نفس الوقت لا تسلم لنفسك زمام الأمور وتعطيها الحرية بأن تفعل ما تشاء بدون رقابة ذاتية ولا حتى محاسبة للنفس..حاول قدر الإمكان أن تختار أوسط الأمور..فمهما كان فأنت إنسان ولست ملاك معصوم من الخطأ..ليس من العيب أن نخطأ ولكن العيب أن نصر على خطأنا..


من يبحر في بحر الحياة لابد له بأن يصادف عواصفها التي قد تقلب مركبه رأسا على عقب..فلو صنع مركبه من مادة خام أصيلة لما استطاعت العواصف مهما بلغت قوتها أن تقلب مركبه..هذه المادة المساعدة على إنقاذنا هي حب الله تعالى والالتزام بمنهجه في حياتنا قلبا وقالبا..فكلما امتلأ قلبك بحب الله كلما أحببت أن ترضيه وتبتعد عن عصيانه وبالتالي ستكتسب قوة تساعدك على تخطي بحر الحياة والوصول إلى بر الأمان والخروج من الدنيا بما يرضي الله..


من دعا ربه بحسن الخاتمة..لابد أن يعمل لها..المنهج الذي تسلكه في حياتك اليومية هو من يحدد كيف ستكون خاتمتك..فإذا عشت حياتك في طاعة الله وإتباع منهجه فأبشر بحسن الخاتمة..والعكس صحيح..فكيف لشخص قضى حياته في اللهو والغفلة بأن يتوقع حسن الخاتمة..فالخاتمة هي منهج حياة عشتها وتختمها كيف شئت واخترت لنفسك..وحسن الخاتمة ليست مجرد قول يقال بل لابد من العمل الجاد المثمر الخالص لرب العالمين حتى تنال شرفها يا ابن آدم..


اعلم بأن الهدف الحقيقي من خلق الإنسان هو عبادة رب العالمين


{ وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56] .. هذا هو الطريق السليم الذي يجب أن تسلكه يا ابن آدم..وما دمت تسلك الطريق السليم فأنت في أمان..وستنعم بالسعادة والراحة النفسية في الدنيا والآخرة..وفي نفس الوقت تأكد بأنك ستنال حسن الخاتمة..أما لو حدت عن الطريق السليم وأبعدت نفسك عن الهدف الحقيقي من خلقها فلا تستغرب من الضيق والاكتئاب الذي ستمر به نفسك..فالنفس لا تأنس إلا بخالقها..فعجبا لمن يشعر بالضيق والاكتئاب ويظن بأن سماع الأغاني هو الحل أو التجول في الأسواق أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات هو الحل..نفسك إن ضاقت فهذا مؤشر لجوعها وإذا جاعت النفس البشرية فغذائها هو عبادة الله..جرب إن ضقت يوما بأن تتوضأ وتصلي ركعتين وفي السجود أكثر من حمد رب العالمين على النعم العظيمة التي وهبك إياك من غير حول منك ولا قوة وأكثر من الاستغفار..وبعد أن تنتهي من الصلاة اجلس على سجادتك وأكمل الحمد والاستغفار وستشعر براحة نفسية لا حدود لها لأنك بهذه الطريقة منحت النفس ما تحتاجه بالفعل وهو عبادة الله..


فكيف لقلب امتلأ بحب الله وقضى حياته في عبادته تعالى..فكيف لهذا القلب أن يدوم حزنه أو ضيقه..



قال تعالى : " (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99].. هذه الآية هي المرشد لمن يبحث عن السعادة والراحة النفسية والصحة والعافية والبركة والخير..ولكل من يبحث عن حسن الخاتمة..



هداني الله وإياكم لصالح الأعمال والأقوال ..



اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي


اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك


اللهم املأ قلبي بحبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك


اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال


اللهم أعني ولا تعن علي وانصرني ويسر الهدى لي..اللهم اجعلني لك ذكارا لك شكارا مطواعا مجيبا تقبل توبتي واغسل حوبتي



بقلم الاخت .. المطروشيه


 
مواضيع : إحساس طفله