الموضوع: ندا من الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-16, 01:48 PM   #1
المحور

آخر زيارة »  يوم أمس (10:28 PM)
المكان »  السعوديه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ندا من الله



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه .
يقول الله في محكم كتابه بدايه سورة الحج أعذوبالله من الشيطان الرجيم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ)
من تفسير الشيخ زيد بن مسفر البحري
الله سبحانه و تعالى نادى الخلق (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) إذاً أحق من يُتقى هو من ؟ هو الله الرب الذي خلقك من العدم ، الذي رزقك ،الذي أوجدك ، فالذي رزقك هذه النعم هو الذي يُتقى ،و لذا قال تعالى في أول سورة النساء [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ] {النساء:1} و لذا يقول بعض السلف لا يمكن للعبد أن ينفك عن التقوى ، فالإنسان إن لم يتق الله أتقى غيره ، فإذا لم يتق غضب الله اتقى سخط المخلوق ، فلا يمكن للإنسان أن ينفك من التقوى فإن لم يتق الله سبحانه و تعالى اتقى المخلوق ، ما هي التقوى ؟ لأن التقوى لها ثمار ، التقوى : (هي أن تتخذ من عذاب الله وقاية بفعل أوامره و اجتناب نواهيه ) و قال بعض العلماء إن التقوى هي : ( الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الرضا باليسير و الاستعداد ليوم الرحيل ) و قال بعض العلماء هي ( أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، و أن تدع معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله )، و قال بعض العلماء إن التقوى( هي ترك الذنوب كليةً)
كما قال الشاعر :
خلّّ الذنوب صغيرها و كبيرها ذاك هو التقى
و أعمل كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرا إن الجبال من الحصى.
و كل هذه التعاريف تنصب تحت التعريف الأول المشهور، وهي (أن تتخذ من عذاب الله وقاية بفعل أوامره و اجتناب نواهيه ) و التقوى لها ثمار كما أسلفنا و ثمارها كثيرة ، لكن من بين ثمارها أن التقوى تقيك من زلزلة الساعة و لذلك لما قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) ماذا قال بعدها ؟ (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) و نادى الله سبحانه و تعالى البشر و وصفهم هنا بأنهم (ناس) لأن الناس مشتقة كما قال بعض العلماء إما من النسيان لأن ابن آدم كثير النسيان فيُذكّر ، و إما أن الناس مشتقة من الحركة بمعنى أن ابن آدم لا يمكن أن يكون منفصلا عن الحركة ، أي متحرك بطبعه ، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله (إن حديث النبي صلى الله عليه و سلم من أعظم الأحاديث التي تدل على أن ابن آدم متحرك بطبعه ) ما هو هذا الحديث ؟ قال صلى الله عليه و سلم ( أصدق الأسماء حارث و همام )

يا عبْد الله كُنْ يَقِظًا، وتُبْ إليه، وتوسَّل إليه ولا تصل مع الله إلى طريق مَسْدود، ولا إلى طريق يستحقّ به الإنسان الزلزلة من الله، فإذا كان خالق الكون يقول: إنَّ زلزلة الساعة شيء عظيم ! فكم هي العظمة !! ومِن صُوَر هذا الزلزال ؛ يوم ترونها تذْهل كل مرضعة عما أرْضَعَت، فهذه السُّوَر مَشْهد مِن مشاهد عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة، وقد قال الله تعالى:

﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21)﴾

والله اعلم


أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا وجميع المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا .
سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الاانت استغفرك واتوب اليك.