الحقيقة هذه ابيات ارسلتها لي أمي الله يحفظها بعد ان منّ عليّ الله تعالى في مساعدة احد اخواني الاشقّاء لظرف يمرُّ به ما كنت أعلم به ، وكانت ظروفي الصحية والمادية ليست جيّدة ولكني أستعنت بالله ثم برضى الوالدة لكي أتجاوز مرض عانيت منه ولمدة تجاوزت به العشرين عاماً ، وهو مرض الأكتئاب الشديد والحرمان من النوم بتاتاً ، فكانت تمر بي الأيام الطوال ، لا اذق طعم النوم بتاتاً ، وكان السبب بذلك عين أصابتني في بدايات طلبي للعلم ، وأقعدتني عن الطلب لمدة عشرين عاماً ، وكانت سبباً لي في الأصابة في الأكتئاب الشديد والحالة النفسية مما أفضى بي الى حالة الوسواس القهري ـ وتذكرت قول المصطفى تداووا بالصدقات ـ وخير الصدقة ، صدقة من إملاق أو كما قال عليه السلام ، وكذلك من السنّة الأقربون أولى بالمعروف ، وعانيت كثيراً في البحث عن علاج ولم أوفّق بذلك ـ لحكمة يعلمها الله ، ولكني ما ان نفّذت ما تتمناه والدتي ـ وآثرت رضاها على حاجتي وحاجت أبنائي وزوجتي ، إلا وانطلق علي النوم فجأة ، وبدأت بقرآءة أول كتاب بعد انقطاع دام عشرين سنة ، ففي ذلك عبرة لمن أراد معرفة قوة رضى الوالدين والانتفاع برضاهم عند الله تعالى .
فأرسلت الوالده حفظها الله هذه الأبيات ، بعد ما قمت بواجبي ، ورديت عليها بعد ذلك ، فقالت أمي :
تستاهل البيضاء ياراع الحميّة ** يا عل رزقـــك طول الايام ممدود
مني لك ارضايه بصبح ومسيّة ** يا رضي الوالدين يا راعي الجود
يفداك عفنن والم بالــزريّــــــة ** ما عز عليه اخوه لو كان مضهـود
فرديت عليها بهذ الابيات فقلت :
أهــلا هــلا بالـقـاف قاف اعنزيّة ** قـــــــاف العجوز اللي بها الجد والجود
أمّي غذتني عــام وعـــام قفيّه ** ثم ابذلت لي بالــــغــــــلا كل مجهود
اهــلا هــلا بـك يا بـعـد كل خيّة ** تـفـداك نـفـسـي والـمـرة وكـل مولود
ويفداك من يقهر عـجـوزه وبـيــّه ** خطو القطوع اللي مـع الناس مجحود
انت رضــــا اللــه والعجوز الرضيّة ** يا علّ زولك دايـــــــــــم الدوم موجود
وانت وصـــــــاة اللـه بسنّة نبيّة ** وبرّك ثــــــــلاث امرار والــرابــــع العود
وانت العزيــزة والــعــزيــزة عليّه ** ومسكين من يجهل احقوقك ومـقـرود
والله قضى بـرضـــــاك جنّة وفيّة ** والجنّة تحت اقــــدامــك إلباغى الفود
واخــويــة حقه عندنا بالـسـويّـة ** وزود على مطلبك نرضي لك ســعـود
وايضا نسيب سعود حقه هديّـة ** نعم النسيب اللي به الطيب مشهود
وياللــــــــه يالمطلوب رب البريّة ** يالــــواحـــــــد المعبود ويا خير معبـود
ياللي لك المخلوق يسجد بنيّة ** عبد طلب رحمتك باركـــــوع واسجـود
الطف بحال اللي حوالـه شقيّة ** وتعطيه بفرحة امّــــــــــه الخـيـر والزود
والحمد لله على فضله ـ رزقنا بعد ذلك بخير الدنيا ، وهي الصحة والعافية والستر ، ونرجو من الله ان نحصل بفضل دعوة الوالدة بخير الآخرة .
القارظ العنزي