منتديات مسك الغلا | al2la.com - عرض مشاركة واحدة

**السهم الأخير** · 05-09-16, 02:09 PM

يبدو بيت كياني مضيئا على غير عادته ولكنه رغم هذا السطوع يبدو غير مرتب وكأنما أحدهم كان مستعجلا فدخل وخرج وترك خلفه هذه الفوضى، حركت فضولي نحو جنبات الفؤاد بحثا عن هذا الشقي الذي سبب كل هذا . لمحت من نافذة التناسي الذكريات والحاضر يعينان بعضهما وقد وقفا ينتظران على الطريق وكلما تعب أحدهما من الوقوف جلس يستظل بظل صاحبه . أسرعت نحو خزانة الذكريات فلم أجد الهوية فما كان مني إلا أن صعدت نحو الضمير أعاتبه . من سمح لك بفتح الخزانة وتسليم الهوية لهذان الشقيان؟ فأشار بيده لزاوية فرأيت صحوة الضمير قد انفصلت عنه وهي تقلب سيرتي غير مهتمة بلحظات عمري وكأن العمر لا يحمل ما يمكن الوقوف عنده. خرجت مسرعا وأنا أقول : سنتفاهم لاحقا .

عندما فتحت الباب رأيت الذكريات والحاضر يعودان أدراجهما وقد وضع كل منهما يده على كتف صاحبه . وقفت بالباب ألمح ذلك التعاون والود .
دخلا البيت ولكن لم يلتفت إلي أحدهما . صرخت فيهما : أنتما ، إلى أين؟
فتوقفا قليلا ثم أكملا صعودهما سلم الأمنيات وكأنهما ينويان إعادة الهويات إلى الخزانة . عندها قلت للذكريات إلى أين تنويان؟ ولماذا عدتما ؟

فنزل نحوي الحاضر قائلا : هو حاول المغادرة والرحيل مرارا وتكرارا وهذه المرة رافقته وبينما كنا نستعرض الأيام معا فاتنا قطار الأمنيات .
فقلت له: سيتكرر كثيرا مسلسل الرحلات المؤجلة .
فقال لي الماضي وهو يكمل طريقه عبر سلم الأمنيات . سنغادر ذات يوم .

اهداء لكل مسلم مغترب في أرضه