عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-16, 01:14 PM   #1
خالــKSAـــد

الصورة الرمزية خالــKSAـــد

آخر زيارة »  05-31-16 (10:04 PM)
المكان »  ارسلي رساله على الايميل

 الأوسمة و جوائز

افتراضي النظام الغذائي الإسلامي



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما ملأ آدمي وعاء" شرآ من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فان كان لا بد فاعلاً؛ فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه ) أخرجه أحمد، والترمذي، وابن ماجة. وإسناده صحيح.
البيان اللغوي والعلمي:
شبّه عليه الصلاة والسلام معدة الإنسان بالوعاء، وكان هذا التشبيه دقيقاً من الناحية الفكرية التحليلية، كون المعدة هي المكان الذي يتوجب على الطعام، وكل ما هو مأخوذ عن طريق الفم المكث والتجمع فيه، قبل امتصاصه من قبل جدار المعدة إلى الدم، ومن ثم توزيعه في أنحاء الجسم.
فضلاً على أن أي وعاء يمكن أن تستقر فيه الأشياء التي توضع فيه وتحجز إلى حين التصرف فيها.
ثم تطورت الحياة والتكنولوجيا، وآلية التصوير الشعاعي، وغيرها من وسائل التنظير والتصوير، لتقدم لنا تفاصيل دقيقة على شكل أجزاء جسم الإنسان، بما فيها الجهاز الهضمي ومنها المعدة.

لقد قبلنا بحديثك هذا يا حبيبي يا رسول الله، وقبل به أصحابك والسابقون من قبلنا، وصدقناه وصدقوه، وعملنا به ما استطعنا، وعملوا به بطريقة أفضل منا، واليوم تأتي التكنولوجيا والحضارة الآلية لتؤكد وتصدق صحة حديثك، وهنا لا يسعنا إلا القول: (لا اله إلا الله محمد رسول الله).
وبالعودة إلى النص نجد أنه عليه الصلاة والسلام نبهنا وحذرنا من خطر ملء المعدة بالطعام، ووصفه بالشر، وذلك لما يجر لجسم الإنسان من متاعب، تبدأ بالتخمة، ومشاكل بالقولون والمستقيم، مروراً بأمراض المعدة؛ كالحموضة والفتق الحجابي، والقلس المرئي، معرجاً إلى مشاكل الكوليسترول، والشحوم الثلاثية في الدم، انتهاءً بأمراض القلب، فضلاً عن عملية ميكانيكية تحدث نتيجة امتلاء المعدة بالطعام، وهي الضغط الذي يحدث على الرئتين، مما يؤدي إلى ضيق النفس.
ثم يبين لنا عليه الصلاة والسلام وبطريقة رقيقة عذبة ما يمكن أن ينفعنا، وذلك بالحد الأدنى، والحد الأعلى، إذ يوضح عليه الصلاة والسلام أن لقيمات قليلة من الطعام تكون كافية لمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بوظائفه اليومية المختلفة، وذلك على مستوى دخل الجسم من هضم واستقلاب، ومن ثم التفكير والتخطيط، أو على المستوى المنظور، كالتحرك والقيام بالمجهودات العضلية.
وبتحليل شيفرة الطاقة اللازمة للجسم نجدها عبارة عن السعرات الحرارية الموجودة في الأغذية التي نتناولها يومياً، والمتوفرة في الطبيعة التي سخرها رب العالمين للإنسان.
إذ يحتاج الإنسان البالغ كحد أقصى يوميا إلى 2200 سعرة حرارية، حيث يستطيع أن يحصل على هذه الطاقة أو هذه السعرات من كميات معتدلة أو قليلة من الأغذية التي نتناولها يوميا.
ولكن أثبتت التجربة العملية اليوم أن 600 سعرة حرارية كافية ليكون جسم الإنسان صحيحاً وقادراً على القيام بوظائفه المختلفة العادية.
وبالعودة إلى حديثه عليه الصلاة والسلام وبالمقارنة نجد أننا نستطيع الحصول على 600 سعرة حرارية من لقيمات من الطعام أو الغذاء، وتكون كافية -إن شاء الله- لتوازن الجسم وذلك من خلال الجدول التوضيحي التالي:
نوع الغذاء: الكمية: عدد السعرات الحرارية:
حليب البقر كوب واحد 157
بيضة مسلوقة بيضة واحدة 79
زيت زيتون ملعقة واحدة 120
موز قرن واحد متوسط 105
تمر حبة واحدة 26
لحم كباب 85 مغ 226
خبز أسمر رغيف 50 ملغ 130
زيتون أخضر 10 حبات 66
وبدراسة بسيطة لهذا الجدول وبالتجربة -لمن شاء التأكد- نجد أن 10 حبات من الزيتون أي 66 حريرة، وهي عبارة عن لقيمات تمد الجسم بطاقة كافية لعدة ساعات من اليوم، وكذلك الأمر بالنسبة ل 7 تمرات = 182 حريرة، أليست السبع تمرات لقيمات أم وجبة دسمة؟ بلى هي لقيمات تقوم بدور الوجبة الكافية لتفعيل البدن، فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبالعودة مرة أخرى للحديث الشريف نجد اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام ورحمته بالإنسان، وذلك من معرفته بالنفس البشرية، وخفاياها، وشهواتها، وذلك مماعلمه الوحي الإلهي، ليبيح للإنسان مجالاً وكمية أكبر من الطعام والشراب مما اشتهت أنفسهم، ولكن ضمن أصول وضوابط بحيث لا نملأ المعدة كاملة بالطعام، بل نحتفظ بقسم للشراب، وهامش لسهولة التنفس. واعتمد هذا التقسيم على مقدار الثلث لكل من الطعام والشراب والنفس؛ وذلك لأن كميات أكبر من الطعام في المعدة إنما تحتاج إلى كميات من الماء ليساعد في عملية الهضم التام، وتجنب أضرار التخمة والغازات، إضافة إلى أن عملية التنفس السليم تؤدي إلى كمية أفضل من الأوكسجين في الخلايا، وبالتالي هضم واستقلاب أفضل.
وإن هذا التقسيم المعتمد على مقدار الثلث من الطعام المقدم للمعدة، يقود الإنسان إلى تقسيم غذائه اليومي إلى 3 وجبات معتدلة، وهذا هو النظام الغذائي العصري المعتمد لدى الكثير من العائلات في العالم، والتي تتمتع بجسم صحي ولياقة جيدة، وهو الإفطار والغداء والعشاء، وهو نظام موصى به من قبل نبينا وسيدنا محمد منذ أكثر من ألف واربعمائة سنة.
فالحمد لله على هذا الدين الحضاري، الذي أنعم الله به على البشرية، والصلاة والسلام على سيد البشر محمد، وعلى آله وصحبه وسلم .
الصيدلاني الدكتور: شادي مصطفى دربالة