عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-16, 09:16 AM   #2
نصف القمر

آخر زيارة »  يوم أمس (09:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور أخرجه مسلم في صحيحه ومعنى: فأعني على نفسك بكثرة السجود، أي بكثرة صلاة التطوع.

قال النووي في شرح صحيح مسلم: فيه الحث على كثرة السجود والترغيب فيه، والمراد به السجود في الصلاة. انتهى.

وقال الشيخ العثيمين في فتاوى نور على الدرب: وأما: أعني على نفسك بكثرة السجود. فالمراد به كثرة الصلاة، والسجود يطلق على الصلاة لأنه ركن فيها وما كان ركنا في العبادة صح أن يعبر به عنها، ولهذا قال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ. وقال تعالى: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين. والمراد بذلك كل الصلاة. انتهى.

وإنما قيدنا ذلك بصلاة التطوع لأن الفرض لا بُد لكل أحدٍ منه، فلكي ينال العبد الفضيلة الواردة في الحديث، فعليه أن يجتهد في صلاة التطوع.

قال الصنعاني في سبل السلام: حمل المصنف -أي الحافظ في بلوغ المرام- السجود على الصلاة نفلاً فجعل الحديث دليلاً على التطوع، وكأنه صرفه عن الحقيقة كون السجود بغير صلاة غير مرغب فيه على انفراده، والسجود وإن كان يصدق على الفرض، لكن الإتيان بالفرائض لا بد منه لكل مسلم، وإنما أرشده صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إلى شيء يختص به ينال به ما طلبه. انتهى.

فإذا اجتهد العبدُ في صلاة التطوع من الرواتب، وصلاة الضحى، وقيام الليل، وسنة الوضوء، وغيرها. رُجي له أن ينال هذه الفضيلة، وهي مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وبقدر الاجتهاد في فعلها، والحرص على الإكثار منها يقوى رجاء العبد في تحصيل هذا الخير، نسأل الله أن يجعلنا وإياك من أهله.

قال الشيخ العثيمين في الشرح المختصر على بلوغ المرام: فأعني على نفسك بكثرة السجود يعني بكثرة الصلاة فدل هذا على أن كثرة الصلاة من أسباب مرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصلاة خير موضوع أكثر منها ما استطعت. انتهى.

والله أعلم.



الاسلام ويب