عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-16, 09:48 AM   #1
يَعْرُب

الصورة الرمزية يَعْرُب

آخر زيارة »  07-14-23 (03:20 PM)
اصبّر نفسي في الهوى أدبا.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حرف ساخر/ بائع الاقنعة



كفتاة كل وجهها -للمتأمل- عينان محزونتان
ولا يشدك حين تنظر إليها سواهما الا للبكاء ..
مستبدتان بوجهها بدون معارضة
وشعر حريري يحيط بكل ذلك الجزع .
مجتمع بلا تكلف كقبيلة عريقة
ومنسدل كله على الكتف الأيسر
يثير في الأيمن الحسد وفي الرائي الشفقة عليه

تعبث بي هذه اللغة
تنظر إلي مستطلعة لا عارفة
متوثبة و خائفة
مثلي أو أبلغ في الرغبة قليلا
يا أهلها ويا اهلي قولوا لها
ترخي قليلاً شدها
يا أهلها قولوا لها
أني اختنقت بها . .

يا أهلها
توقفوا عن العبث بنا
إنه رجل ملّ الكلام
ومل الصمت
ومل هز كل شيء لتسقط جدواه ويراها
ومل الحزن
ومل العالم الذي لا يجد فرقاً "بينهم" وبين أولئك الذين لا يجدون فرقاً بين بوفيّة عاديه بسيطه وبوفيْهْ الإنتر كونتيننتال

يا بائع الأقنعة ألا تبيع قلوبا
أما مللت مثلي كثرة الكذب والجروح
كيف اتناولها
ورائحة الأحلام المحترقة
يا بائع الأقنعة
أريد قناع جساس وهو يرسل لعنته
وقناع كليب والرمح يخترق ظهره
وقناع مرة وهو يستكذب الخبر
وقناع البسوس وهي تنتشي بما لم تتنظر
وقناع الجليلة وهي تتذكر عرش التبّع وتشم رائحة دم بعلها في كف أخيها
أريد أن تبيعني قناع سالم وهو يرمي بزق الخمر ويصب الحقد على أبناء العمومة في كأسه
وحتى قناع همام المتبسم على كل حال كإمّعة

يا بائع الأقنعة أريد تسجيلاً صوتياً لقعقعة السيوف في اليرموك
أعلم أنك بائع أقنعة ولست بائع تسجيلات صوتية
ولكنني كنت أتفرس وجه التاريخ
ثم فجأة تذكرت هذا الحلم الاسلامي الميت كحصان في اسطبل
يا بائع الأقنعة
غيرت رأيي
الزم الأمانة وبعني قناعاً غير مستعمل
فقد شاء الله أن يرحل كل راحل ولا يترك الأمر من بعده كما كان
حتى في عمليات صيد التعب وبيع القلوب كـ سكند هاند
حين يزرعون قلب رجل ميت لرجل شبه ميت
فيعيش ولكن بخيالات الميت
هل ترى
لعنة المستعمل لا ترحم المستقبل
وليس الزمان زمان كليب والقتل غيلة أرحم من السجن

لي صديق حقير وقلبه خائب
والطيور على أشكالها تقع
أعرف جيداً أنه قد وقع ورقة الموافقة على التبرع بالأعضاء بعد الموت
ليبقى قلبه في هذه الدنيا يثير المتاعب للآخرين بعده
وكأنه قلب كليبٍ التغلبي !

واحسرتي عليك يا كليب
أضع اسمك في قوقل فتخرج لي أشياء عن الفيديو كليب
والحق أن قوقل لا يلام فهو يعزز ما تنقره دجاجات العرب على لوحات مفاتيحها
والحقيقة تقول بأنه لا أحد يبحث عنك ولا عن شيء "أعز من كليب وائل" ولا يريده هذه الأيام
ولا أجد من أعتب عليه حين تصفعني الحقيقة
وتنكرك أبجدية العرب

أتغدو يا كليب معي إذا ما
دوام الحزن أنهكه الدوام
أتغدو يا كليب معي إذا ما
إناء القوم يملؤه الكلام
أتغدو يا كليب معي إذا ما
داهمني الأرق !

ويا أهلها قولوا لها
بأنني فقير مشاعر
وأنني لو ابتسمت لها
سيكون جيداً كافيا

يا أهلها قولوا لها
أن العيون الجميلة لا تكفي لرؤية الحقيقة
فربّ ناظر لسعيد يظنه سعيدا
ولحزين يظنه حزينا
يا بائع الأقنعة
عدنا إليك من حيث لا تحتسب اللغة
يا بائع الأقنعة . . الأقنعة قبيحة مثل الحقيقة
أريد قناعاً يسجل التفاصيل
تعبت من ذاكرتي الضعيفة
والتفاصيل مهمة لأكمل مهمة الكتابة
هكذا علموني ولم يرأفوا بحالي

لا أريد أن أرى خصرها وهي تلتفت
وطيّات الفستان تفضحه
كأنه بان تلفف بالورق
أن أتذكر تلك وهي لا تدري أتغار عليها مني أو علي منها
تلك أبسط منها وهي أفصح
تلك التقلب وهي الأرق
تلك ألطف منها وهي أثقل
تلك باندورا وهي دهن معتق
تلك أجرأ منها وهي أرتب
تلك ثورة غجر وهي كبرياء نبلاء

يا أهلها "دستوركم" ماهو .؟.
إني اختنقت بها . . ف أمسكوها ..

والقلب واشٍ للعواذل أنني
أصبحت لا غيم ولا شمس
وضرير بلا أيدٍ
فلا نظرٌ ولا لمس !

قتلتني لغتكم يا أهلي ويا اهلها ..
والمعاني ضيوف ببابي

منتظره تلك أجمل احلام أماني لبوابة مدينة حب مقدسة جديدة


 
مواضيع : يَعْرُب