الموضوع: (أنا) أحاورني ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-16, 03:52 AM   #1
يَعْرُب

الصورة الرمزية يَعْرُب

آخر زيارة »  07-14-23 (03:20 PM)
اصبّر نفسي في الهوى أدبا.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي (أنا) أحاورني ..



قل لي يا انا . لماذا تعشق تحليل نفسك .. تبحث بلا كلل عن تفسير مشاعرك .. تدرس ردود أفعالكَ وتفتش عن دوافعه .. تلوم نفسك على اشياء اقترفتها انت واشياء اقترفها غيرك .. وتلومها أكثر على الكره .. وربما ضاع في خضم مشاعرك في لحظة ضعف .. فترك لها العنان .. لتحب ولتكره وتغضب بلا حساب .. ثم ترجع تعض اصابع الندم .. وبدأ من جديد .. ابحث بصدق عما دعاه لفعل ما فعل .. وهكذا يمضي وقتك .. بين كرٍ وفر ..!
لما تخليتَ عنهم .؟
أليسَ هم تخلوا عنكَ أولاً .!
ما مصيركَ دونهم وما مصيرهم دونكَ .؟

انتَ تحث عن الكمال ؟
أم هو مجرد فضول ؟
أتراه يبحث عن حالة التوزان .. ؟ أيمكن أن يكون هذا ما عليه الامر ببساطه ..! مجرد حالة توازن تماماً كما هي الذرة في اي مركب كيمائي رخيص .. تنفجر .. وتتفاعل .. وتخمد .. وتحترق .. وهي فقط تبحث عن التوازن .. تريد راحة البال .. أيعقل أن يكون الإنسان على تعقيد تركيبه .. ومشاعره وأفكاره .. لا يختلف عن .. ذرة ..!

ايها الفاهم ..

أخبرني إن حدث و تصالحت مع ذاتك ..
لعلي أفوز مثلك يوماً ما .. وسأبقى لك طول الدهر .. من الشاكرين

إنني يا ( أنا ) أحاول أن أنقذ ما يمكن إنقاذه ..
أحمل في يدي لافتة مكتوب عليها ..( كـنـتُ هـنا )!!
إنني الآن أمرر ذكرياتي .. أتسامرُ مع الفراغ ..
أكتب نصوصا لغائبـيـن ..لا يأتون .. لا يأتون أبدا ..
ام تراهم يتجاهلون عمداً .؟
إنني يا ( أنا ) أريد أن أكون ( أنا ) مرة أخرة ..!!
أريد أن أعبر من نفسي لنفسي ، أريد وصلا بنفسي لا بالآخرين ..
ويلي .. أي شقاء أطلب .. وأي مهمةٍ أحمل على عاتقي ..
..
هل تصدق يا ( أنا ) كم أحببت رواية ( احدهم ) لكاتبها ( احدهم)
كنت أريد أن أعيش عذابات أبطالها .. كنت أشعر أنني بحاجة لهذه القسوة ..
كنت أشعر أنني أمر بينهم .. أسمع صوت الألم يتجادل مع دموعهم ..
كنت أبحث في تلك الرواية
عن صوتي الضائع بين صراخهم ، عن الوجوم الذي يتملكني
كلما سمعة نداء من داخلي لداخلي ..

.. لم أعد كراراً يا ( أنا ) بل أنا الفرار .. أنا الفرار ..
قررت أن أفر إلى نفسي .. فلقد تعاهدتُ مع نفسي ألا يخذل أحدنا الآخر ..
قررت أن أحب تلك تلك تلك .. أن أحبها بصدق وأن ادفنها في قلبي تلك التي دفعتني اليها كلما فررت اجدني اعود اليها ..
.. أن أكون رحيما بها .. ولن أجادلها ولن أقترب منها بعد اليوم . سأجعلها تعبر الطريق الذي هيا تريده .. ولكنها ستبقى في القلب .
كلما خلدتُ إلى النوم آخذ في الترديد :

( دائما الحياة أجمل ، ودائما هناك غدٌ أفضل ينتظرني )
..حقا أن حياتي أصبحت بنكهة الحزن ، ولكن هذا لم يغير إيماني بالحقيقة التي تعلمتها من
( القــَـدر صديقي ، وأنا لا أتصادم مع أصدقائي )..
لن اتصادم معهم بعد اليوم ابداً
ليفعلوا مابدا لهم .
ولكنني سأضل اترقبهم بعين لا تهدأ

ف أنا لم تلتئم جراحي بعد، ولم أتصالح مع ذاتي بعد ..
ولكـنني سائر بجد على درب التصالح .. ومن سار على الدرب وصل ..( يا رب )

لا أزعم أنني أحلل نفسي يا ( أنا )
بل أنا ألملم أنقاضي قبل أن يكـنسها الآخرون ،

ألم يقل محمد الماغوط :

أناشدك الله يا أبي ..
دع جمع الحطب والمعلومات عني ..
وتعال لملم حطامي من الشوارع ..
قبل أن تطمرني الريح أو يبعثرني الكـناسون !!

. . .

يا أنا .. ما زدتني إلا مرارة و إشفاقاً على نفسي ..!
أهديتني .. مرآة ً ..!
فرأيتك .. أنا ..!
.
.

يبدو أنك الآن في عين العاصفة يا انت ..!
حيث لحظات التفكر الصامتة ..
والنظرات الخاوية ..
الأنفاس بطيئة ..
رتيبة ..
تملأ رئتيك بـ " الخواء " ..
مشبعاً برطوبةِ الحزن ..

تعتلي منصة المحكمة بهدوء ..
وتشرع في الإستجواب ..
لتحاكم الآخرين غيابياً ..
ثم تسجن نفسك ..!
.
.
وتلك قمة الرحمة ..!
.
.

أتريد يا انا أن تنأى بنفسك .. وتحبها كما لم تفعل من قبل ؟
إذن أضمن لك السلامه ..!
وأضمن لك أيضاً .. حزناً مستديماً ..!
.
لكنك ستنساه .. فلا تيأس ..!
وسيبقى .. فلا تفرح ..!
كندبةِ في الوجه ..
سيذهب ألم جرحها ..
وسيبقى ذِكرها ..
وكأنها بالأمس ..!
.
.

ولربما أتى وقت ..
تحِنٌ فيه للألم .. وللحزن ..!


وستسأل نفسك ..
أأخطأت أم فعلت الصواب ؟
وسيعاودك الحنين مرةً أخرى ..
لأن تخطئ من جديد ..

وإياك ..
إياك
..

فلربما كانت القاضية .. ولا مجال للإحتمالات هنا ..!

فما أصابنا في مقتل .. إلا الإحتمال .. و"ربما"..!
كل ما درسته يا عزيزي عن الإحتمالات .. مجرد خدعه .. إكتشفها إبليس ..!
ليعطيك بصيص أمل ..
ان تعاود الكرة من جديد ..
فقط مرة واحدة ..
لترى ما يمكن أن يصير الحال إليه ..!

وإياك ..!


فكل شيء .. وله ثمن ..!
فلا تقبل المقايضة..

أوتدري ..؟

لا تصدقني كثيراً ..
فلعلي أخدعك .. بقولي : " لا تقبل ..! "

فلقد قبلت المقايضة ..
وكم أود أنني لم أفعل ..!
ولا أدري متى أو كيف سأرتدع ..!

فلا زلت أتأرجح على حبل الزمن ..
محاولاً التوازن ..!
.
.

الفاهم ..
أخبرني إن كنت قد رأيتك في المرآة .. ( أنا ) ؟
أم أنه قد شٌبِه لي ..!
وبحت بما لا يحتمله الحديث ..
فإن كان ذلك ..
فإغفري لي ..

فلقد عاودني الحنين .. لإمكث في تلك الزاوية البسيطة في جوف قلبك

فهل تقبل بي ..!
وإن كنت ضيفاُ ثقيلاً .
.
ومن يملك من أمره شيئاً ..
إن عاود اليه الحنين يا انا ..!

إلى اللقاء يا أنا


 
مواضيع : يَعْرُب