الموضوع
:
ما الذي يُكفِّر الكبائر ؟؟
عرض مشاركة واحدة
11-13-16, 02:46 AM
#
1
اتمنى رضا ربي
الحاله »
رقم العضوية »
14679
التسجيل »
07-10-2016
فترة الإقامه »
2750 يوم
آخر زيارة »
09-23-17 (02:58 AM)
المشاركات »
1,237
ما الذي يُكفِّر الكبائر ؟؟
لابن القيم كلام .. أن عاشوراء لا يُكفِّـر الذنوب إلا مع اجتنباب
الكبائر
.
فما التوجيه ؟
والجواب عن ذلك :
أن في المسألة تفصيل
وسوف أقتصر على ما ذكره ابن رجب رحمه الله وابن القيم رحمه الله
وسوف أبدأ بكلام ابن القيم
قال ابن القيم رحمه الله :
وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم والأئمة على أن من الذنوب كبائر وصغائر .
قال الله تعالى :
( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ) .
وقال تعالى :
( ولَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ ) .
وفى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلي رمضان مكفِّرات لما بينهن إذا اجتنبت
الكبائر
.
وهذه الأعمال المكفِّرة لها ثلاث درجات :
أحدها :
أن تقصُر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الإخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء للضعيف
الذي
ينقص عن مقاومة الداء كمية وكيفية .
الثانية :
أن تقاوم الصغائر ولا ترتقي إلى تكفير شيء من
الكبائر
.
الثالثة :
أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تُكفَّر بها بعض
الكبائر
.
فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة ،
وفى الصحيح عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : إلا أنبئكم بأكبر
الكبائر
؟ قلنا : بلى يا رسول ، فقال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور .
ورُوي في الصحيح عنه : اجتنبوا السبع الموبقات . قيل : وما هنّ يا رسول الله ؟ قال : الإشراك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ، وفى الصحيح عنه أنه سئل : أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلفك . قيل : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك . قيل : ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك ، فأنزل الله تعالى تصديقها :
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) .
وقال أيضا :
قول بعضهم :
(
يوم عاشوراء
يُكفِّر
ذنوب العام كلها ، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر
)
ولم يَدْرِ هذا المغترّ
أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء ، وهي إنما تُكفِّر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر
،
فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك
الكبائر
إليها فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر ، فكيف
يُكفِّر
صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصرّ عليها غير تائب منها ؟ هذا محال على أنه لا يَمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء
يُكفِّر
لجميع ذنوب العام على عمومه ، ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ، ويكون إصراره على
الكبائر
مانعا من التكفير فإذا لم يُصرّ على
الكبائر
تَساعَد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير ، كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب
الكبائر
متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر ، مع أنه سبحانه قد قال :
(
إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً )
فعُلِم أن جعل الشيء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ، ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما ، وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل . اهـ .
وأما الحافظ ابن رجب رحمه الله فقد قال :
وقد اختلف الناس في مسألتين :
إحداهما :
هل تُكفِّر الأعمال الصالحة
الكبائر
والصغائر ، أم لا تكفر سوى الصغائر ؟
فمنهم من قال : لا تُكفِّر سوى الصغائر ، وقد رُوي هذا عن عطاء وغيره من السلف في الوضوء أنه يكفر الصغائر ، وقال سلمان الفارسي في الوضوء إنه يكفر الجراحات الصِّغار ، والمشي إلى المسجد يكفر أكبر من ذلك ، والصلاة تكفر أكبر من ذلك خرّجه محمد بن نصر المرزوي.
وأما
الكبائر
فلابد لها من التوبة ؛ لأن الله أمر العباد بالتوبة ، وجعل من لم يتب ظالما ، واتفقت الأمة على أن التوبة فرض ، والفرائض لا تُؤدّى إلا بنية وقصد ، ولو كانت
الكبائر
تقع مكفَّرة بالوضوء والصلاة وأداء بقية أركان الإسلام لم يحتج إلى التوبة ، وهذا باطل بالإجماع ، وأيضا فلو كُـفُِّرت
الكبائر
بفعل الفرائض لم يبق لأحد ذنب يدخل به النار إذا أتى بالفرائض ، وهذا يشبه قول المرجئة ، وهو باطل . هذا ما ذكره ابن عبد البر في كتابه التمهيد وحكى إجماع المسلمين على ذلك ...
والصحيح قول الجمهور
:
أن
الكبائر
لا تُكفَّر بدون التوبة ؛ لأن التوبة فرض على العباد .
إلى أن قال :
والأظهر - والله أعلم - في هذه المسألة أعني مسألة تكفير
الكبائر
بالأعمال ؛ إن أريد أن
الكبائر
تُمحي بمجرد الإتيان بالفرائض وتقع
الكبائر
مكفَّرة بذلك كما تُكفَّر الصغائر باجتناب
الكبائر
، فهذا باطل ، وإن أريد أنه قد يوازن يوم القيامة بين
الكبائر
وبين بعض الأعمال فتُمحى الكبيرة بما يقابلها من العمل ، ويسقط العمل فلا يبقى له ثواب ، فهذا قد يقع ، وقد تقدم عن ابن عمر أنه لما أعتق مملوكه
الذي
ضربه قال : ليس لي فيه من الأجر شيء ، حيث كان كفارة لذنبه ، ولم يكن ذنبه من
الكبائر
، فكيف بما كان من الأعمال مكفِّرا للكبائر ؟ وسبق أيضا قول من قال من السلف : إن السيئة تُمحى ويَسقط نظيرها حسنة من الحسنات التي هي ثواب العمل ، فإذا كان هذا في الصغائر ، فكيف بالكبائر ؟ فإن بعض
الكبائر
قد يُحبط بعض الأعمال المنافية لها كما يُبطل المنّ والأذى الصدقة . اهـ .
وقد أطال الحافظ ابن رجب رحمه الله في هذه المسألة ، فمن أراد المزيد فليرجع إليها في جامع العلوم والحِكم .
فترة آقآمتڪ :
2750 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
72
الأوسمة والجوائز لـ
»
اتمنى رضا ربي
لا توجد أوسمة
إحصائية مشاركات »
اتمنى رضا ربي
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.45 يوميا
اتمنى رضا ربي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى اتمنى رضا ربي
البحث عن كل مشاركات اتمنى رضا ربي