عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-17, 12:14 AM   #1
الفزاعة

الصورة الرمزية الفزاعة

آخر زيارة »  02-17-17 (05:39 PM)
لا حياة مع اليـأس.

 الأوسمة و جوائز

Icon1 الفزاعة. ( الجزء الثاني )



الحياة العادية.
...أسرعت ريم راجعة إلى أبيها و أمسكت يده عائدين إلى البيت, بيت بناه له صديقه ليسهل عليه العمل في المزرعة و ليبقوا برفقة بعضهم البعض. تتسألون كيف لفلاح أن يكون صديق رجل ثري؟. صداقتهما نشأت في طفولتهم.

نشأ راشد, والد علي - المالك الحالي- في هذه المزرعة, وكان والد راشد هو المالك الأصلي, و كان لراشد أخ اسمه رائد. كان راشد والد علي ذكيا ومستقل الشخصية و لم يرد شيئا من ممتلكات عائلته. فبعد أن أتم دراسته وتخرج, قرر أن يأخذ طريقه الخاص, فترك البيت. وعندما توفي أبوهما بقي الإرث كله للإبن رائد. اللذي أنفق جميع ما ورثه في الترفيه و القمار حتى خسر المنزل و المزرعة. و أستمر راشد في استكشاف العالم و التعلم. فلم يكن يمل من التعلم. و ذات يوم كان يتجول مدينة الثلج. مدينة يتساقط فيها الثلج على مدار السنة, لكن حرارتها معتدلة و لاتؤثر فيه. وهو يتجول وجد حسناء تخطف الأبصار و القلوب في ثياب بالية ممزقة, حافية القدمين. فنزع معطفه ومده لها في صمت دون أن ينطق بكلمة. و نظرت إليه نظرت امتنان وابتسمت وأخذت المعطف. فلما ارتدته سألها "لاتوحي هيئتك بأنك من فتيات الليل و لم يتجرأ أحد على مضايقتك رغم أنك جميلة. فما السبب؟" فاحمرت خجلا وأجابت "توقعت أنك لست من أهل المدينة, فلو كنت منهم لما أعطيتني معطفك. سكان المدينة يكرهونني و خائفون مني." "لماذا؟" سأل راشد. "ولماذا تسأل؟"سألته الحسناء, فأجاب" بدافع الفضول فقط" "ألم ترى أن هذه المدينة غريبة؟"سألت الحسناء. "بلا. فهذا الثلج ليس طبيعيا." أجاب. وقالت "أنا من فعلت هذا و رآني الناس. في ذلك اليوم إكتشفنا أنني ساحرة. طردني أهلي من البيت و لايريد أحد مساعدتي, و لا يتجرؤون علي لخوفهم من أن أفعل شيء إن غضبت" و نزلت دمعة من عينها.و سألها "لما لم تحوليهم إلى ضفادع؟" فضحكت و قالت" لا أريد أذية أحد" ثم سألها "لما لم تتركي المدينة؟" وأجابت " ليس لي مكان آخر أذهب إليه." فقال لها " أنا أجوب العالم أكتشف و أتعلم الأشياء المثيرة, وقد تفيدني بعض الرفقة. خصوصا رفقة ساحرة" وتعجبت و سألته " ألا تخاف من ساحرة؟" فأجاب و الإبتسامة في وجهه" لا", و أدركت أنه ليس غباءا منه أو عدم مبالات بل أحست بقوته. ففكرت قليلا و قبلت عرضه, فلم تجد مغزى من البقاء هنا. و سألها ما اسمها فأجابته سوسن. وأصبح له شريك في الترحال و خلال الرحلة بدأ يعجب بها أكثر فأكثر, وأكثر ما أثار إعجاب راشد هو طيبة قلبها. وبعد مدة أصبحت شريكة حياته. وأنجبوا علي, إبنهم الوحيد. واستقروا في مدينة الطيور, مدينة فيها أناس لهم هيئة إنسان لكن رؤوسهم رؤوس طيور ولهم أجنحة في ظهورهم. مدينة جميلة و أناسها بشوشين و محبوبين و متضامنين يساعد بعضهم بعضا. و عندما كبر على و خوله سنه الدخول إلى المدرسة, إلتقى بصديقه يوسف, كانا الوحيدين البشريين في المدينة بأكملها و كانا والد يوسف فلاح, لكنه لم يرث أرضه بسبب الديون اللتي كانت على والده. وورث على ممتلكات والديه اللتي حصلا عليها خلال رحلاتهما الاستكشافية و الكنوز اللتي وجدوها, بعد أن ماتا في سنة تخرجه. فقد كان ثمن تزوج ساحرة أن تترابط أرواحهما و إذا مات أحدهما يموت الأخر معه. فبعد تخرج علي و رغم الثروة اللتي ورثها قرر أن يشتغل و أنشأ شركة داع صيتها في مختلف بقاع العالم و أنشأ عائلته معها.فقد كانت حياة على حياة عادية و لم تظهر عليه أثار سحر. وقررذات يوم أن يرحل من المدينة بعد أن أصبحت كبيرة جدا و ملوثة بحيث ارتفعت نسبة الوفيات فيها بسبب التلوث و الجرائم. وتذكر ماأخبره أبوه راشد عن مزرعة جده اللتي نشأ فيها. فقرر أن يشتريها. وبعد أن اشتراها و أصلحها دعى صديقه للعمل عنده و السكن هو وزوجته و ابنته ريم معهم في المزرعة.

أسرعت ريم راجعة إلى أبيها و أمسكت يده عائدين إلى البيت, وهاهم يدخلون المنزل و الأم قد حضرت الشاي وبعض الحلوى التي تحبها ريم. فركضت ريم إلى أحضان أمها و الحلوى في يدها. "ماذا فعلت أنت و أبيك اليوم يا ريم؟" سألت الأم. "صنعنا فزاعة يا أمي" قالت ريم والسعادة تغمر وجهها المشع. "ألم تعطها إسما؟" سألت الأم. "لا يا أمي. أردت أن تحتفظ بإسمها. إنه غريب و لكنه فريد أيضا." أجابت ريم, و الفخر يملأ وجه أمها. أبسط الأشياء يجعل الأباء فخورين بأبنائهم.
أنتهت ريم من وجبتها الخفيفة وأخذت صديقها الدب وتوجهت إلى الخارج للعب. و كان صديقها الآخر الذي هو إبن علي, عمره ثماني سنوات. ينتظرها. "سأذهب أنا ووالدي لشراء كلب يا ريم, أتودين القدوم معنا."سأل الولد. فنظرت ريم إلى والدها فأومأ لها برأسه بأنها يمكنها الذهاب. فتبسمت بسمتها البريئة و ذهبت. بسمة الأطفال...

وصلوا إلى متجر الحيوانات الأليفة, متجر صغيرفي واجهته الزجاجية بعض الأقفاص فيها طيور مختلفة الألوان و الأشكال, و داخل المتجر به مختلف الحيوانات الأليفة وعامل في مقتبل العشرينات, و رجل عجوز جالس وراء المنضضة. تقدم الإبن إلى العامل و سأله "هل لديكم كلاب الحراسة؟" فتفاجئ العامل من مبادرة الولد. فأجابه "نعم. أي نوع تريد؟". فأجاب الولد" الراعي الألماني" وسألته ريم "هل أخترت له إسما يا أحمد؟" فلم يجب وعندما حاولت أن تنظر إلى وجهه مستغربة صمته وجدته محمر الوجه خجولا. أستغرق منه البحث عن معلومات الكلاب وقتا طويلا حتى نسي أن يفكر في اسم. فتدارك الموقف بسرعة و قال" سأترك لك إختيار الإسم". كان علي جالسا يتحدث مع مالك المتجر العجوز, وقال له هذا الأخير "يبدوا أن ابنك سيكون ذو شأن كبير" وضحكا معا و أجاب الأب بفخر " يبدوا الأمر كذلك حقا".

أحضر العامل الكلب وهو جرو أسود اللون وعيناه حمراوتان, وهو الوحيد اللذي كان متبقيا من تلك الفصيلة. استنفرت منه ريم بعد رؤيته لكنها ألفته بعد أن اقترب منها و بدء يلعب معها. دفع الوالد الثمن ثم توجهوا عائدين إلى المنزل. و بعد أن أنزلته إنطلق الجرو يجري بسرعة و حيوية حتى أنبهر الجميع من سرعته, فقررت ريم أن تسميه البرق الأحمر.

شرع أحمد و والده في تدريب برق و تفاجئا من ذكائه, فلم يستغرق منهم تدريبه مدة طويلة, كأنه خضع لكل هذه التداريب من قبل. لكن هذا مستحيل لأنه مجرد جرو. و تعلق بالطفلين و أصبحا يرافقهما أينما ذهبا...


يتبع...

سيأخذ كتابة الجزء الثالث وقتا نظرا للإمتحانات. و أتمنى أن ينال الجزء الثاني إعجابكم و لا يكون مملا.
شكرا لكم على تتبعكم و تفهمكم.
دمتم سعداء.