عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-17, 12:50 PM   #1
الفاقد

الصورة الرمزية الفاقد
غريب بدنيتي

آخر زيارة »  09-23-23 (06:34 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي التغافل من محاسن الأخلاق



التغافل .. التغافل .. التغافل ..

كثيراً ما نذكر التغافل ، ونمتدح نتائجه ..

أي نعم .. عرفنا معناه ، وعرفنا فوائده ومنافعه وآثاره


ولكن ماهي آلية تطبيقه في حياتنا ؟


أو بمعنى آخر ..
كيف نمارس التغافل ..
ونطبقه على واقعنا بإيجابيه ..


فالتغافل إن لم يمارس بطريقه صحيحه فنتائجه ستكون سلبيه
على المتغافل والمُتغافَل عنه ..



أولاً .. أن نتغافل ..
يعني أن "نتصنع" الغفله والجهل وعدم الإنتباه
مع حضورنا وانتباهنا وفهمنا وإدراكنا ..


- إخماداً لفتنة في منطلق شرارتها ..
- أو منعاً لإحراجنا أو إحراج غيرنا ..
-أو تجاوز عن تفاهه لا معنى للخوض فيها وضررها أقرب من نفعها..
- وحتى لا نخسر قريباً أو نمكن عدواً منا .



والتغافل يمنح وقتاً للتفكير ،

ودراسة الموضوع من جميع جوانبه والسبر في أغواره ،
ويمنح الطرف الآخر فرصة للتراجع .. والمراجعه .. والإصلاح ..


وتغافلك للعدو خدعة ..

تجعله يطمئن ويتمادى مع تقليل حذره منك
فيجعلك في موقف أقوى وموقع استراتيجي أفضل .
وقد يكشف نفسه بنفسه بتغافلك الواعي .


وفي النقاش والتفاوض ..

يعطيك التغافل فرصه أكبر للتفكير ،
والتصيد والإنقضاض الحكيم المدروس


وفي كل الحالات..

فالتغافل عن السلبيات إيجابيه ،
أما التغافل عن الإيجابيات سلبيه


وفي حالة "التغافل الإيجابي" ..

ليس من الحكمه الإستمرار بالتغافل الكامل
على خطأ مستمر أو مايحتاج للتدخل السريع
بنصيحه أو تنبيه أو سلوك معين ..
لوقف ضرر قائم أو ضرر آتي أو رفع ظلم وإحقاق حق .


فالتغافل يكون على الصغائر وتوافه الأمور ..

والتغافل بحكمه مع الكبائر والعظائم
لترتيب الأفكار والأوراق قبل أي ردة فعل غير حكيمه

هناك بعض المباديء التي انتهجها معلم الحكمه ،
سيدنا وحبيبنا محمد عبد الله ورسوله
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..

وهذه المباديء والقيم هي "لب" التغافل ورأس الحكمه :



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "

وقال صلى الله عليه وسلم :
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "




قال صلى الله عليه وسلم : " من فرَّج عن أخيهِ كُربةً من كُرَبِ الدنيا فرَّج اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ"

وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه "

بالتغافل عن الزلات والعيوب ترفع الحرج عن الناس ، وهذا ما تحبه لنفسك
ويعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن من كمال الإيمان أن تحب لنفسك ما تحبه لغيرك .





قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :

" من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة... "

من عير عير .. ومن عاب على انسان واقع في خطأ وقع في نفس الخطأ
واذا سترت اليوم على إنسان زلته ، منحته فرصة للإصلاح غداً .




التغافل
.. من محاسن الأخلاق ،
فكريم النفس يتغافل عن هفواتك وكبواتك
ولئيم الطبع هو من يتصيد أخطاءك ويتجاهل حسناتك .




قد تستعجل الحكم والتنبيه على أمر ترائى لك أنه مشين ،

بينما هو في الواقع كان مبني على نية حسنه
والخطأ فيه لم يكن مقصوداً ..
فالتغافل في هذه الحاله عين العقل ودليل الحكمة والتأني ..
قال صلى الله عليه وسلم :
" إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى"
فربما لاح لنا أمر لا يعجبنا قد تكون النيه فيه حسنه ولكنه أساء التصرف .




الأخذ بالإعتبار مدى الضرر وقياس القدرة
قال صلى الله عليه وسلم :

" من رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ
" .

فالذي يحبك يتغافل عن سلبياتك ..
ولكن لا يهمل نصيحته او تنبيهك على أخطاءك
حتى لا تتعرض للخطر والضرر .

والحكيم من نصح سراً وبطلف ويتحين الوقت المناسب وإن كان لا يعرفك
والأحمق من نصح علناً وبعنف وفي أي زمان ومكان وإن كان يحبك





قال تعالى ممتدحاً صفة من صفات عباد الرحمن : " وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" .
وقال جل جلاله معلماً لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم : " وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "

وذم الله عز وجل أهل النار في إجابتهم لسؤال أصحاب اليمين عن أسباب خسارتهم للأخرة
"وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ "

ونهى الله عز وجل عن السخرية والاستهزاء والظن السيء والتجسس والغيبه ..
وكلها من الأمور المناقضه لمباديء الأخلاق و منافيه لمباديء التغافل التي سبق وأن أوردتها..

قال سبحانه وتعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ
وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ
" .



وقال تعالى :


" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ
" .



______





و من أسس التغافل ..


تدريب النفس على التأني والحلم والصبر وكظم الغيظ


ولا يكون كل ذلك إلا بصفاء الفكر وطهارة النفس و سلامة القلب .


وكلها عناصر للحكمة تستحق أن نقضي حياتنا في تعلمها والتطبع بها



. ( 1 ) مبدأ : الترفع وترك الفضول.( 2 ) مبدأ : التراحم والتكافل والمحبه وتقديم الخير ..


( 3 ) مبدأ : الستر .


( 4 ) مبدأ الأدب وحسن الخلق .


( 5) مبدأ حسن الظن والنيه الحسنه ..


( 6) مبدأ التوازن ..


(7) - تصوير القرآن الكريم للتغافل ..