بدعة.التبديع.والتحريم.


كثيرا ما يتررد هذه الأيان على ألسنة من يدعون إتباع السلف الصالح أنهم يحاربون البدع وقد غلوا في تحريم الأشياء حتى إنهم أصدروا فتاوى بشأن الكلمات والمحادثات اليومية وما نقوله لترحيب بعضنا البعض من حسن الكلام وطيب المقال وقد أفتوا بتبديع كلمات مثل جمعة مباركة وجزاك الله الف خير وغيرها كثير بحجة أنها لم ترد في الكتاب والسنة ولم يستعملها الصحابة والسلف الصالح ،

ولاشك أن هذا التبديع نفسها بدعة لأن في كل قرن كان عند الناس كلمات خاصة للترحيب والتهنئة والاستقبال عبر القرون مثل صباح الخير نقولها يوميا ولم يثبت من النبي والصحابة ولكن توارثناه لأن هذا طبيعة البشر وخلق الله الكلام لتبادل الود والاحترام وتردد الدعاء وحسن الكلام

ولكنا لم نجد أحد من الصحابة او السلف الصالح قام بتحريمها وتبديعها ولم نجدهم يخوضون في هذه المسائل أصلا ولم نجدهم يشغلون الناس بهذه الأمور التي فرقّت الأمة الاسلامية وصارت حديث القاسي والداني والرجال والنساء حتى إن البعض يناقشون هذه الأمور لساعات ربما لأيام وتتفرق عليها القلوب وينضجر المسلمون من بعضهم ويبتعدون عن الدين لأن الخلافات تورث الكراهية والنفرة
وليس كل مالم يرد في الكتاب والسنة دليلا على التحريم فليس كل ما لم يقله النبي والصحابة والسلف يصير بدعة، التبديع فقط بالدليل لأن الأصل في كل شئ أن يكون حلالا والتحريم بالدليل والعلة الموجودة في الشئ

ولا يهم على أى مذهب من المذاهب الأربعة يصلى المسلمون ولأى مذهب ينتمون مادام قلوبهم واحدة وتجمعهم محبة منذ خير القرون ولا يوجد بينهم كراهية فلا داعي لجلوس شيخ على الشاشة يدعي إتباع السلف يحكم على أقوال الأئمة الاربعة أيها صحيحة وأيها خطأ لا يميز ذلك إلا من يكون فوقهم مكانة وعلما وفهما وهذا لا يوجد
ثم يتهمون هذه الأمة المليارية بالتعصب المذهبي، بناء لاجتهادهم الخاطئ وفهمهم المحدود، نحن الذين نعترف بكل المذاهب ولا نفرق بينها وانت الذي لا تعترف إلا برأي واحدة أنت متعصب لطرف واحد وتركت الباقى ولا تعترف بأدلة الغير

واعلم ألا سلف إلا الأئمة الأربعة ولا سلفية إلا المذاهب الأربعة وما عدا ذلك هم من خلف المسلمين.