02-06-17, 06:48 PM
|
#1 |
|
من قصايد الحجاج بن يوسف
كتب إليه عبد الملك: أما بعد، فقد بلغ أمير المؤمنين
أنك تنفق في اليوم ما لا ينفقه أمير المؤمنين في الأسبوع وتنفق في الأسبوع ما لا ينفقه
أمير المؤمنين في الشهر ثم قال منشدا:
عليـك بتقـوى اللـه فـي الأمر كله :
وكـن لوعيـد اللـه تخشـى وتضرع
ووفــر خـراج المسـلمين وفيئـهم :
وكـن لهـم حصنـا تجـير وتمنـع
فكتب إليه الحجاج:
لعمـري لقـد جـاء الرسـول بكتبكم :
قـراطيس تمـلى ثـم تطـوى فتطبع
كتــاب أتـاني فيـه ليـن وغلظـة :
وذكـرت والذكـرى لـذي اللب تنفع
وكــانت أمــور تعـتريني كثـيرة :
فــأرضخ أو أعتـل حينـا فـأمنع
إذا كـنت سـوطا مـن عذاب عليهم :
ولـم يـك عنـدي بالمنـافع مطمـع
أيـرضى بـذاك النـاس أو يسخطونه :
أم أحــمد فيهــم أم ألام فــأقذع
وكـانت بـلاد جئتهـا حـين جئتهـا :
بهــا كـل نـيران العـداوة تلمـع
فقاسـيت منهـا مـا علمت ولم أزل :
أصـارع حـتى كدت بالموت أصرع
وكـم أرجـفوا مـن رجفة قد سمعتها :
ولـو كـان غـيري طـار مما يروع
وكــنت إذا همـوا بـإحدى قنـاتهم :
حســرت لهـم رأسـي ولا أتقنـع
فلـو لـم يـذد عنـي صنـاديد منهم :
تقســم أعضـائي ذئـاب وأضبـع
قال: فكتب إليه عبد الملك أن اعمل برأيك
|
| |