عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-17, 02:30 AM   #6
NORAH

الصورة الرمزية NORAH

آخر زيارة »  12-25-18 (09:25 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  ابحث عن الكلمة التي لم تكتب بعد
لا ترض على نفسك عدم الاحترام ..
ولا عدم التقدير لوجودك ..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



السيرة النبوية
الحلقة السادسة

الملك بالشام

في العهد الذي ماجت فيه العرب بهجرات القبائل صارت بطون من قضاعة إلى مشارف الشام وسكنت بها ،
وكانوا من بني سليح بن حلوان الذين منهم بنو ضجعم بن سليح المعروفون باسم الضجاعمة ،
فاصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العبث ،
وليكونوا عدة ضد الفرس، وولوا منهم ملكا ،
ثم تعاقب الملك فيهم سنين،
ومن أشهر ملوكهم زياد بن الهبولة،
ويقدر زمنهم من أوائل القرن الثاني الميلادي إلى نهايته تقريبا، وانتهت ولايتهم بعد قدوم آل غسان،
الذي غلبوا الضجاعمة على ما بيدهم وانتصروا عليهم،
فولتهم الروم ملوكا على عرب الشام، وكانت قاعدتهم دومة الجندل ،
ولم تزل تتوالى الغساسنة على الشام بصفتهم عمالا لملوك الروم حتى كانت وقعة اليرموك سنة ١٣ هـ،
وانقاد للإسلام آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه


الامارة بالحجاز

ولي إسماعيل عليه السلام زعامة مكة وولاية البيت طول حياته . وتوفي وله ١٣٧ سنة
ثم ولي إثنان من أبنائه نابت ثم قيدار، ويقال العكس،
ثم ولي أمر مكة بعدهما جدّهما مضاض بن عمرو الجرهمي،
فانتقلت زعامة مكة إلى جدهم، وظلت في أيديهم،
وكان لأولاد إسماعيل مركز محترم؛ لما لأبيهم من بناء البيت، ولم يكن لهم من الحكم شيء

ومضت الدهور والأيام ولم يزل أمر أولاد إسماعيل عليه السلام ضئيلا لا يذكر، حتى ضعف أمر جرهم قبيل ظهور بختنصر،
وأخذ نجم عدنان السياسي يتألق في أفق سماء مكة منذ ذلك العصر، بدليل ما جاء بمناسبة غزو بختنصر للعرب في ذات عرق، فإن قائد العرب في الموقعة لم يكن جرهميا
وتفرقت بنو عدنان إلى اليمن عند غزوة بختنصر الثانية ( سنة ٥٨٧ ق. م) ،
وذهب برمياه النبي بمعد إلى الشام،
فلما انكشف ضغط بختنصر رجع معد إلى مكة فلم يجد من جرهم إلا جرشم بن جلهمة، فتزوج بابنته معانة فولدت له نزارا

وساء أمر جرهم بمكة بعد ذلك، وضاقت أحوالهم، فظلموا الوافدين إليها، واستحلوا مال الكعبة ، الأمر الذي كان يغيظ العدنانيين، ويثير حفيظتهم،
ولما نزلت خزاعة بمر الظهران، ورأت نفور العدنانيين من الجراهمة استغلت ذلك،
فقامت بمعونة من بطون عدنان - وهم بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة- بمحاربة جرهم، حتى أجلتهم عن مكة، واستولت على حكمها، في أواسط القرن الثاني للميلاد.

ولما لجأت جرهم إلى الجلاء سدوا بئر زمزم، ودرسوا موضعها ،
ودفنوا فيها عدة أشياء،
قال ابن إسحاق: فخرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة ، وبحجر الركن الأسود فدفنهما في بئر زمزم، وانطلق هو ومن معه من جرهم إلى اليمن، فحزنوا على ما فارقوا من أمر مكة وملكها حزنا شديدا،
وفي ذلك قال عمرو
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر

ويقدر زمن إسماعيل عليه السلام بعشرين قرنا قبل الميلاد،
فتكون إقامة جرهم في مكة واحدا وعشرين قرنا تقريبا،
وحكمهم على مكة زهاء عشرين قرنا.
واستبدت خزاعة بأمر مكة دون بني بكر،

يتبع غدا بإذن الله

#السيرة_الرحيق_المختوم


 
مواضيع : NORAH