عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-17, 05:01 PM   #1
جرحتيني30

الصورة الرمزية جرحتيني30

آخر زيارة »  09-10-23 (09:15 AM)
المكان »  اسكن في الامارات
الهوايه »  قراء قصص والخواطر ...وجلسات في البر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ابـــــــــــــي




أتساءل أحياناً ، لماذا تتغنى الكتابات بالأمِ وحنانها

و تدمع الأقلام المبدعة سيولاً من حبر الكلام الشاعر بالأم و

قلبها الرؤوف ،
بينما نراها تتكاسل و تخِرُ قِواها فيما يناظرها من عطفِ
الأب وحنانه ؟
!!
فلنقف قليلا مع هذه الايات


قال تعالى
"وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ"
( هود : 42)


هنا لاحظتُ قلب نوحٍ الأب الذي غلب عقله كنبي
فلو حاولنا أن نتخيل تقاسيم وجه أبانا نوحٌ في لحظة وقوع
ما تسرده الآيات الآتية
:
تخيلوا كيف كانت عينا نوحٍ عليه السلام و تقاسيم وجهه
وهو يستجدي ولده الهالك بعقوقه
...
يستجديه كي لا يرى فلذة كبده تموت أمام ناظريه رغم
علمه بكُفره ويقينه بعقوقه ،
ورغم أن زوجته كانت من ضمن الهالكين إلا أنه لم يذكره
،
ولكن تفكير الأب هنا يقول : لا يهُم ... المهم أن تنجو كبدي
تخيلوا بالله عليكم صرخة الأب الكسي
في قوله تعالى
"وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ"
(هود :45)
تخيلوا في الصرخة ( إن ابني من أهلي )
حين تُنسي الأبوة الرجل نبوءته السماوية حين يتوسل ربه حياة كافر ،
وينسبه إلى نفسه مستشفعاً له دون تفكير
!
ونرى اليوم الكثير من متحجري القلوب من الأبناء ،
يقطعون قلوب أباءهم عقوقاً وعصيانا
فلا تُرهِقوا آباءكم بعصيانكم ،
فوالله إن دمعةً واحدة تجري على لحية شيب متحسرة كفيلة
بإغراقكم كما أغرقت ابن نوح