تسألني طفلتي
.....لماذا يموت الاطفال في فلسطين... كل يوم ؟
كيف تتحطم المنازل وتتناثر الألعاب بين الحطام....؟
هل اليهود يقتحمون كل مكان ...لقتل الأطفال وسرقة الألعاب ؟
ماذا اقول لها عن اعداء الملائكة وسارقي الدمى ؟
وهل تفهم الدمية معنى الموت؟
كيف ابث رائحة السياسة الخانقة والخيانة المقنعة...الى رئتي وردة ..لم تتنفس الا العبير..؟
فلماذا تُسحق الزهور كل يوم ؟
كيف اصور صوت القنابل والصواريخ الى اذان غضة ...لم تسمع سوى زقزقة العصافير؟
كيف اشرح لها لعبة العالم .....الحوار العقيم بين دول لم تتقن الا لعبة الموت..
ودول لا تملك الا التضحية بالدم ....
كيف اصور لها الفرق بين عربتها الصغيرة التي تحمل قطتها فيها للنزهة...و الدبابة؟؟
وبين الكرة............والقنبلة ؟؟
وبين قلم التلوين الاحمر..........والدم !
وبين رائحة انفاسها الطاهرة.....ورائحة البارود !!
وبين الفكرة.......والرصاصة ؟؟!!
تسألني طفلتي وقد جمدت احاسيسي وطال ذهولي وشرودي...
هل اليهود اقوياء؟؟
كيف أقول لها ان القوة ليست باسالة الدماء.....
وان الذكاء ليس باستعمال المتفجرات......
وان الغنى ليس بامتلاك الاسلحة المدمرة...
تقول طفلتي وقد صفعتني بابتسامها ...وطعنتني بسكاكين براءتها
انا اكره اليهود...بس علمهم كتير حلو ..لونه ابيض وازرق وعليه نجمة.!!
هل اعلمها ان تكره النجوم ؟
هل اعلمها ان تكره لون عينيها ولون السماء ؟
هل اعلمها ان تكره لون النقاء ؟
واذا شرحت لها........
هل تفهم معنى الخديعة والنفاق......... والرموز الكاذبة.
اعجزتني.... يا ابسط من سألني سؤالا.......
هل أقول لها الحقيقة ...
لا معنى لاقلام التلوين.. اذا حلت محلها الصواريخ.
ولا معنى لزيارة حدائق الحيوان وقد حلّت محلها بساتين المتفجرات..
ولا اصبح هناك مغزى لحب الطبيعة ، اذا كان القتل يجوس بطرقاتنا وينتزع الاطفال من شرفات الابنية...
ولا ضرورة لتذوق الأدب .. وكتابة الشعر، وقد حلّت محله هرطقات السياسة ولغة الأحزاب
ولم أستطع أبدا .... أن أجيب سؤال طفلة