عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-18, 01:54 PM   #1
حسين سلطان

الصورة الرمزية حسين سلطان

آخر زيارة »  10-15-23 (07:46 AM)
المكان »  البحرين
الهوايه »  القراءة والكتابة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي دع الاحزان تبكي



دع الاحزان تبكي

السلام عليكم

سألنى : لماذا انت حزين ؟ أسمع أهاتك مع أنين ، ودموع وبكاء وعويل،

ردت عليه ثائراً : يا من يسأل عني .. الليل يمضي بي طويل .. فأنا في صفحة النسيان غريب .. أنادي فلا مجيب .. فقل لي كيف لا أكون كئيب ؟‍‍ .

مطعون ، أتألم، أصرخ، ليتنى عنها أرحل وأغيب .

ـ منيت نفسى يوما وقلت: انتهت رحلة الاحلام .. وودعت جرحي في النسيان .. ودفنت حزني في قلبي .. ومسحت عني آهات الحرمان .. واعلنت متحديا سأبقي مع الحبيب .. لكن .. آه وآه .. غدر الحبيب .. وهدد بالمغيب ..

ـ وتسأل لماذا أنا حزين ؟ أجبني قبل السؤال .. كيف يصير الضحك بكاء والماء دماء ؟ علمني كيف أبكي بلا عينان ؟ وأحتج من غير لسان ؟ علمني ما الفرق بين الماء والنار بين الطاعة والعصيان.

تلون عالمي بلون السواد وتوشحت الذكريات بألوان السراب ، وأحاطتني الدنيا بكفن هزيل .. رأيت نعشي يسير بلا جنازة ، وقبري لا يزوره حتى الغريب حتى فاح الحزن مني فبكتني الورود نعتني بي الدروب ، عنه تحولت حياتي لعنوان رواية تمزقت صفحاتها ولم يبقي سوي نعي إنسان .

_ لكني اقسمت بأن لن أقبل لقلبي عزاء ولن يشفع لي في خطيئته وسع السماء .. وأخذت عهداً أن لا أستجدي أحدا .. فتواريت خلف الابتسامات .. وجففت دمعي ورسمت الضحكات حاملا زادي من الأمال وبنيت من الوهم قصة لأعود بها لدنيا الأحلام .

ولكن ..عاد ثانية الحبيب .. عاد ضعيف ، كسير ، جريح، طالبا شريك .

ـ وتسأل لماذا أنا حزين ؟ أجبني قبل السؤال .. كيف الانسان يقتل انسان ويطلب بعد ذلك الغفران ؟ كيف يصير الغدر سبيلا للأحسان ؟ كيف سيبني الطير عشه في قلب البركان ؟ كيف تصير النار دخان والليل النهار وعدو الأمس صديق الآن ؟

ضاعت الكلمات .. تاهت الأحرف .. صمت قلمي .. سرحت بعيدا .. وصرخت بأعلي صوت : أقسم لأهديك وسام الغدر بكل فخر وأنحت عليه بدمي أنك قاتلي الآن , لن أقول أني مات فأنا حي بداخلي إنسان لكنه زهد حياتك والأنين .

ـ أتناشد حبي الآن .. لا لن اعود . أتشرق الشمس في اليوم مرتين ؟ أيصبح لليل قمرين ؟ لا لن أعيش حياتي معك مرتين لتهدد ثانية بالمغيب . فغيب أولا تغيب فشمسك غربت من بعيد وكله عندي سواء .

ـ توسل فلن أعود .. لا أقدر علي الصمود فنبضي أصابه الجمود تعبت والنفس تشهد والقلب يصرخ والصوت بح من العويل،

أن استطعت أن تكلل للغدر تاج وفاء ربما أتوهم النسيان لأعود معك ثانية .. وأضيع بين الأوهام ليمضي قلبي كسير يبحث عن حطام أشلاء .. ويبقي صدي سؤال هل ستجمعان الأقدار ؟ لازلت تسأل لماذ انت حزين ؟.

فقط .. دع الأحزان تبكي علي رثاء .