كان ولا بد أن يستيقظ مارد الضجيج ...بعضا مني ومنه . . .
سألته لماذا ترحل قلوبنا في محطات الحياة وهي محطمة ؟
قال . . خاننا الحب ، يا سيدتي ، قبل أن نفرد للريح الجناح ونشرع للحياة الشراع ، وخذلنا المجداف والملاح ؛ فكان اللقاء فراقا ، والعناق احتراقا
.
.
.
قلت .. ولماذا الورد يبتهج في آوان صياغة العشق وهو منذ أزل لم نمسه ؟
.
.
قال .. الورد مهجة الجمال وبهجة الحياة ، يموت بين يدي رجل عاشق ؛ ليرسم على شفتي امرأة حالمة بسمة حانية .
.
.
.
قلت .. أصدقني القول.لماذا الحروف معك تكتنز النور من بين شفاهي وقيد الصمت يخنق كل عبراتي ؟
.
.
قال لأنها البذرة الطيبة لا تنبتُ إلا في أرض طيبةولا تتفتّح الوردة العبقة إلا في حضن الشمس تلثم الماء من ثغر الغيم وتبث العطر في عروق الندى
.
.
قلت
في غربتنا ورغم لقائنا ومابين*غيمة*وحكاية إلا اننا نحصد خيبات انتظارنا !!
قال . . تصهرنا الغربة في قلب الوقت؛ تُصيّرنا دقاته وعقاربه، وعلى قاربه المسافر نمضي معه، وما من خيبة، وما من انتظار؛ إلا أنها توجعنا الحياة.
.
.
قلت .. من يصنع لنا المآوى ومن يفتح للأماني أبواب قلوبنا ومن يحرق شتاتنا ؟
.
.
.
قال . . كانتْ تكفينا المحبّة ، كانتْ تجمعنا ، وفيها كان نعيم قربنا وجنّتنا ؛ إلا أنها الحياة أشقتنا بالحاجة إلى المزيد والجديد ، ثم تشتّتنا