عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-18, 04:43 PM   #1
نوميديا

الصورة الرمزية نوميديا

آخر زيارة »  04-13-24 (05:31 PM)
المكان »  قَسنطينة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي و رَأيتُ فيماَ يَرَى الناَئِم ../



،،،
،،
،

تلكَ اللّيلة لا زِلتُ أذكرها
أهدَتني [ كابُوسًا ] جَميلاً فرأيتُ فِيماَ يرى النّائِم

وَ أنا الآتِيةُ من حيٍّ مَعطوبٍ حاَلك مُستقطعة منه مرافق الحَياه وجدتني فجأة عَلى دُروبٍ زَهريةِ اللّون خَفيفة كالسَّحاب نَديةٌ كالربيع تجعَلُك تخفِّف السُّرعة كما تفعلُ [ المطبَّاتُ ] التيِ تحتل طرقات حَيّنا الهَرمة كانّت تتوسط جبالا مِن سَامِقات الدِّيم ناطِحاتِ الغيم تتشعَّبُ منها شوارعُ تنتفضُ و تنثُر عِبقاً يطردُ جَحافِل الخمول لا تُشبه شوارعنا التي (........ ) فَتنثُر ريحاً قَبيحا يطرُد قَوافل النَّباهة !
ورأيت أيضاا ما يُشابه إرَب طَحطحةٍ فنِّية مُزخرفة تَلوح من بَعيد تُضاهي جمالا ودلالا مَمرّاتنا المُتخمة باللاَّفتاتِ الإشهاريَّة الرقميَّة التّي تشبه [ قوسُ قزحٍ ] تَسر النّاظرين ولا تطولها كل الأَياديِ لِتَصِل فروعها الحاضِرة التي يَتوسطها نهرٌ على قيدِ التدفق .. !
تطفُو على مياهه تَباشير عَذبة فيهاَ من كل صَيد مَنفعة و مَرحمة تعج بها أسواقٌ متنقِّلة و قوَاربُ صَيد متخمة عائدةٍ مِن المُحيط كتلكَ القوارب الهشّة التي يبحر بها أبناؤنا نحَو الهلاكِ طُعما في بطنِ الحُوت ..

..

بجوفِ الرؤيا حركة دؤوبة تُحاكيِ شَيئا من مملكةَ النَّحلِ فالكلُّ يسعى و يحصد في جوٍّ بهيج يزيدُه بيَّاعُ الوَرد روعةً على روعَة تتخللها فسحة تبث أنغامٍ محليَّة أصيلَة تنبثقُ من إحدى الإستِراحات التي توظِّفُ [ رجالا] في مَشهدٍ يُعيدٌُ لذاكرتي المُثقوبة صورَة مَقاهيناَ المُتعفِّنة وَ الغارِقة بسُحب الدُّخان و دهاليزِ الشِجارات و الصَّخب في جوٍّ يزيدُه محلُّ الورود المُغلق منذُ أزيدَ مِن نصف قرنٍ كآبة على كآبة العاطلينَ المقترنينَ بسيجارةٍ و كوبِ قهوة مُركَّزه

من بعيد كَأنيِ لمحتُ

مَنظومةً إداريّة تشبهُ قطعَ الحَلوى تحوِشُها حديقَة إنتظارٍ تجودُ برياحين مُقطّبة سيِقانها من أشواكِ [ المَحسوبية و البيروقراطيَة ] .. حينها تَبادرت ليِ تلكَ المستوطنَة شبابيكِ إداراتناَ المُكتظَّة بكل إصفرار يَسد خضرة الربيع عن وجهكَ .. و تتوزعُ على السُّبل الرَّئيسَة مَشافي شاهقَةٌ يُعمرها شبابٌ فقَير إلا من علم و حكمة عكس مَشافينا العتيقَة التي يحتلُّها أشباه ذوي جاه و دعمٍ دنيوي و شهادات جامعية كَأنها نُهِلت من حمامات الكُليات

.. هنآ تَوقفت لم أشأ الاسترسال في مناميِ خِشية أن أرانيِ أنا أيضا علَى غيرِ هيئتي فأمقتنيِ أكثر وأكثر ..

شكراً للتلكَ الليلة التي أهدتني هذه الرؤيا في زمنٍ
شتَّان فيهِ بين شابٍّ [ طموحٍ] ذي كفاءة و عجوز تجاوز [ القِنطار ] وذي شرَعية نَهِمه /هرمه