عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-18, 12:43 AM   #2
ŢαŢμαŊα

الصورة الرمزية ŢαŢμαŊα
آنثــى من عــالـــم الخيـــال

آخر زيارة »  04-12-24 (01:05 AM)
المكان »  وطن الأبطال KURDISTAN
الهوايه »  السفر بين عالم المعرفه وروائع الطبيعه
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Icon N13





هيّأ "كاوه=كايخسار=كاى خسرو" جيشه إستعداداً للهجوم على نينوى ولكن بينما كان يتهيأ لتنفيذ خطّته، وردته الأخبار بأن "السكيثيين Scythiques" إنطلقوا من القوقاز ليهاجموا مملكته، فإضطر للعودة إلى ميديا لمجابهة الخطر القادم من السكيثيين. حطّم السكيثيون آسيا ودمّروا كل ما إعترض سبيلهم إلى أن وصلوا الى حدود مصر. يدّعي "هيرودوت" بأن السكيثيين إستقرّوا في المنطقة لمدة ثمانية و عشرين عاماً، في حين يؤكّد مؤرخون آخرون بأنّهم لم يبقوا في المنطقة لأكثر من سبعة أعوام.

قامت الدولتان، الميدية و البابلية، بشن هجوم كبير على الآشوريين، حيث أن الكرد الميديين قاموا بالهجوم على العاصمة الآشورية، نينوى، من جهة الشرق و التقدم نحوها، بينما قام البابليون بالهجوم من جهة الجنوب. بعد أن دارت رحى حرب ضروس بين المتحاربين، سقطت نينوى في شهر آذار 612 قبل الميلاد بيد الكرد الميديين و البابليين. الملك الآشوري، الذي كان حليفاً للفرعون المصري "بسامتيخ"، هرب إلى "حران" للنجاة من الموت و إنتهاز فرصة مؤاتية له للعودة والانتقام من الكرد الميديين، إلا أن الميديين قطعوا عليه طرbn tyيق العودة الى الحكم من جديد، حيث هاجموا "حران - شمال كردستان" وقتلوه هناك.

أمّا السكيثيون، فقد إستطاع الملك الميدي "كاوه=كاى خسرو" إستدراجهم في فخ ولم يبقَ أمام السكيثيين غير ترك المنطقة و العودة إلى بلادهم.
بعد إنهيار المملكة الآشورية والإستيلاء على نينوى، تقاسم الميديون والبابليون فيما بينهم ما تبقّى من مملكة آشور، وهكذا توسّعت المملكة البابلية إلى حدود مصر، بينما إحتفظ الكرد الميديون لهم بمنطقة دجلة العليا والفرات وإمتدّت حدودهم إلى البحر الأسود. لم يتوقف الملك "كاوه" عند هذا الحد، بل حاول بسط سيطرته على كل آسيا الصغرى، حيث "المملكة الليدية Lydie" و كانت عاصمتها " سارد Sarde".

إستمر صراع الميديين مع الليديين لمدّة ست سنوات. بعد توسُّط الملك البابلي " نبوبولاصر" أبرم "كاوه" معاهدة سلام مع ملك الليديين "آليات Alyates" و ذلك في عام 608 قبل الميلاد. وفقاً لهذه المعاهدة، تم تأشير مجرى نهر "هاليس Halys" (Kizil-Irmak)، الذي يصب في البحر الأسود و الواقع قرب مدينة أنقرة الحالية، كحدود بين المملكتين .

بعد إبرام هذه المعاهدة، تميزت العلاقات بين الممالك الثلاث، الميدية والبابلية و الليدية بالهدوء والسلام في عهد الملك "كاوه" الذي إستمر حتى وفاته في عام 595 قبل الميلاد. تقول روايات أخرى أن الحرب بين الميديين و الليديين إنتهت بسبب حدوث كسوف الشمس أثناء فترة الحرب، إذ إعتقد الجانبان بأن هذه الظاهرة حدثت بسبب غضب الإله عليهم نتيجة تحاربهم، و لذلك قرروا إنهاء الحرب بينهم.

كانت الدولة الميدية قوية في عهد "كاوه" التي ساهمت في نشر الأمن في منطقة ميزوبوتاميا وحولها وعاشت الشعوب في أمن وإستقرار، بعيدةً عن اعتداءات الآشوريين. يذكر المؤرخون بأن حرب المملكة الميدية على الآشوريين، لم يكن هدفها الطمع أو التوسع، وإنما كان للإنتقام و وقف إعتداءات الآشوريين و أن إنتصار الكرد الميديين في حربهم على الآشوريين كان لمصلحة جميع شعوب الشرق الأوسط في ذلك الوقت، إذ تميزت سياسة الآشوريين بالعنف والقتل والقسوة و الدمار تجاه شعوب المنطقة.

كان الآشوريون ينظرون الى الإنسان كمخلوق خُلق للحرب، لذلك لم تكن للإنسان أية قيمة عندهم. بما أن النساء لم يكُنّ يشتركنَ في الحروب، لذلك كان المجتمع ينظر إليهن بإستخفاف و خاصة اللواتي كُنّ ينجبنَ إناثاً. لنفس السبب المذكور، كان يتم إهمال الأطفال المصابين بعاهة عقلية أو جسدية، بل كان يتم التخلص منهم. الآشوريون هم الذين أوجدوا الحجاب للنساء وجعلوهنّ أسيرات المنزل، حيث ينحصر عملهنّ على خدمة الرجل و البيت و الإنجاب.

بعد وفاة الملك "كاوه"، تولّى إبنه ووريثه "أستياك Astyages" شؤون الإمبراطورية الميدية و بقي ملتزماً بالمعاهدة التي أبرمها والده مع الليديين في عام 608 قبل الميلاد، حيث وثّق علاقاته مع الملك الليدي "آليات" بروابط عائلية خلال تزويجه من إبنته وفعل الشيء نفسه مع ملك بابل "نبوخذ نصر"، إبن و وريث "نبوبولاصر" عبر تزويج شقيقته منه.

وهكذا توطدت علاقاته السياسية مع الليديين والبابليين وعاشت المنطقة خلال فترة حكمه بلا حروب أو قلاقل تُذكر. لم يكن الملك أستياك بمستوى سلفه من حيث القوة و الشخصية السياسية, لذلك كان حكمه ضعيفاً و التي أدت الى زيادة نفوذ رجال القبائل القوية في البلاد.


إنهيـــار الإمبراطوريـــة الميديــــه

مرتّ على حكم "أستياك" للإمبراطورية الميدية خمسة و ثلاثون عاما، عندئذً إنقلب عليه "سيروس Cyrius أو "كوروش Kurush " (الذي كان من اب فارسي وام كردية) في عام 560 قبل الميلاد. يذكر "هيرودوت" في كتابه الأول ( Clio 107 )،

أنّه بعد تفسير الكهنة "Les Mages" لرؤيا الملك الميدي أستياك بخصوص كريمته مندان "Mandane"، فضّل تزويجها من "قمبيز الفارسي" بدلاً من أحد النبلاء الكرد، لكي يقضي على أية محاولة يقوم بها نبلاء قومه لإزاحته عن الحكم في المستقبل. يتابع "هيرودوت" حديثه بأنّ "مندان" أنجبت ولداً من قمبيز أسمته "كوروش Kurush".

عاش كوروش في كنف الشعب الكردي الميدي و تلقّى تربيته بينهم. عندما أصبح كوروش بالغاً، إستطاع الإطاحة بجدّه "أستياك"، بفضل أحد القادة الكرد الذي كان يُدعى "هارباك Harpage" و نصّب نفسه ملكاً على الكرد والفرس.

من جهة أخرى، فأن المؤرّخ "ستيسياس Stesias" يذكر بأنه لم تكن هناك أية رابطة عائلية تربط كوروش بالملك الميدي. أمّا المؤرّخ "كزينفون Xenophon" فانّ له رأي مشابه لرأي "هيرودوت" في هذه المسألة، قائلاً بأنّ كوروش كان إبن "مندان" الميدية(الكردية) وقمبيز الفارسي ويضيف بأنّه تربّى وأقام صباه بين الميديين في كنف جدّه أستياك إلى أن بلغ سنّ الرشد.

التنقيبات الأثرية المكتشفة تدل بأنّ كوروش كان ينتمي إلى العائلة الأخمينية وأن والده كان ملكاً حيث يمكن قراءة الكتابة التي هي باللغة المسمارية على احد الألواح "إبن قمبيز ، الملك القوي"، يتبعه " أنا كوروش، الملك الأخميني"

وهناك إشارة أيضاً إلى أنّه كان ملكاً على مملكة "السوس Susiane" بعد إطاحته ب"أستياك" و إسقاطه لإمبراطورية الميدية. إستطاع كوروش عن طريق جيشه المدرّب والمنظّم إحتلال آشور وبابل ومن ثمّ التقدّم نحو الغرب والدخول في معارك ضارية مع الليديين بقيادة ملكهم "كريسوس Cresus" الذي كان إبن الملك "آليات".

لعب الميديون دوراً حاسماً في صمود الإمبراطورية الأخمينية أمام أعدائها وإستمراريتها، حيث تظهر هذه الأهمية بوضوح في كتابات داريوس التي عُثر عليها في" بيهيستون Behistoun" و كذلك تتحدث عنها المصنوعات الفخارية التي عُثر عليها في كل من "كودين تبه Godin Tepe" في كردستان و "يوركان تبه Yorgan Tepe" (موقع نوزي Nouzi قرب ملاير Malayer) و على القطع الأثرية الثمينة التي تم إكتشافها بين كنوز "أُوكسوس Oxus" و التي تعود للقرنين السابع والسادس قبل الميلاد


ميديا تحت حكم إسكندر المقدوني

بعد انتصار الاسكندر المقدوني وجيشه المؤلف من المقدونيين و الأغريق على الملك الأخميني، وقعت كردستان تحت السيطرة المقدونية – الأغريقة. بعد وفاة الاسكندر سنة 323 قبل الميلاد، كانت (كردستان و العراق وسوريا وايران الحالية) من حصة احد قادته المدعو سلوقس.

يمكن القول بأن إسكندر المقدوني لم يكن عنصرياً، حيث كان مرناً في تعامله مع الشعوب التي قام بإحتلال بلدانها و لم يلجأ الى القضاء على ثقافة ولغة وحضارة شعوب منطقة الشرق الأوسط عندما وصل إليها، بل خلق حضارة ممزوجة كانت تحمل إسم ال"هلنستية" ("هلنستية" متكونة من كلمتي "هيلين" و "ايست"، حيث أن "هيلين" هي إسم جدة اليونانيين و كلمة "إيست" تعني "الشرق" باللغة اليونانية). فيما يتعلق بأرض ميديا،

عيّن الأسكندر المقدوني حاكماً كرديا لها في سنة 350 قبل الملاد، كان يُدعى "اكسودات" ومن بعده، في سنة 348 ق.م، تم تعيين شخصاً كردياً آخراً كحاكم جديد لمملكة ميديا، والذي كان إسمه "أتروبات". في هذا العهد أُقيم حفل زفاف كبير ومشهور في التاريخ، إذ أقام الإسكندر المقدوني حفلة زواج كبرى له و لمائة من قادة جيشه، حيث تم زواجهم لفتيات شرقيات.

تزوج الإسكندر المقدوني الفتاة الكردية الميدية "روكسانا=روخسان(ربما روشن وهي من الاسماء الكردية)" وتزوج قائده المقرب إليه "سلوقس" الفتاة الفارسية "أباما" وهكذا تم زواج القادة العسكريين لفتيات شرقيات آخريات. أرض ميديا أو المملكة التي كان يحكمها "أتروبات" أخذت تحمل اسم "أذربيجان" بمرور الوقت.
(حيث كانت اذربيجان اقليما كرديا قبل نزوح القبائل التركية اليها).


صورة من آثار الحضارة الكوردية الميدية



 
مواضيع : ŢαŢμαŊα