عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-19, 07:59 AM   #2
حلوة البحرين

الصورة الرمزية حلوة البحرين

آخر زيارة »  08-25-19 (11:56 AM)
المكان »  دار الزين
الهوايه »  الرقص مع الحياة ...

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





ظاهرة التسول تعود من حيث أثرها السلبي على مختلف مكونات المجتمع وأطراف هذه الظاهرة، فهي تؤثر سلباً على الطفل المتسول من حيث إهانة قيمته الإنسانية والانتقاص من صورته وحضوره الاجتماعي وحرمانه طفولته.
كما تؤثر أيضاً على الشخص الذي يلبي طلب المتسول ويمنحه الحسنة، بالإضافة لتأثيرها على المجتمع وصورته الحضارية:
- التسول يساهم في انتشار الجريمة: فهو يضع الأطفال في مواقف ويجعلهم ينضمون إلى جماعات منحرفة قد تمتهن السرقة أو الجريمة أو تعلمهم على النصب والاحتيال واستغلال عواطف وطيبة الناس.
- التسول يبعد الأطفال عن مكانهم الحقيقي في مدارسهم وبين أحضان أسرهم: فعندما يجد الأطفال أنهم يحصلون على المال الوفير من خلال التسول سوف ينشغلون عن دروسهم ويتسربون من المدارس التي قد يرون فيها مضيعة للوقت الذي يمكنهم استغلاله للحصول على المال.
- يعلم الأطفال على الكسل: والتقاعس عن العمل واستسهال الحصول على المال عن طريق التسول دون مشقة أو عناء.
- يؤدي إلى توجه بعض الأطفال إلى الانحراف: مثل التدخين أو الهروب من المدرسة أو السرقة والنشل وربما قد يتحول هذا الطفل عندما يكبر إلى مجرم خطير.
- يعطي التسول صورة مشوهة عن المجتمع الذي يعاني من الظاهرة: فانتشار هذه الظاهرة بأشكالها المختلفة مثل جلوسهم في الأماكن العامة ومد يدهم واستخدام وسائل مثل البكاء واللحاق بالمارة كلها مظاهر تشوه صورة المجتمع.
- وقوع بعض الأشخاص ضحايا لحالات النصب والاحتيال: فبعض الناس يتعاملون بطريقة عاطفية مع المتسولين بدوافع أخلاقية أو دينية أو عاطفية فيشفقون على المتسول الذي يلعب دور المريض أو المحتاج ويعطونه من مالهم حتى لو كانوا أكثر حاجة إليه، وبذلك يقعون ضحية لعملية نصب منظمة.

بعض الأساليب والخطط لمحاربة ظاهرة التسول

التسول هو أحد الآفات الاجتماعية والإنسانية، وهو ظاهرة مرفوضة في جميع المجتمعات والثقافات البشرية، وكون الأطفال هم مستقبل أي مجتمع وهم من أكثر الفئات المتضررة من هذا السلوك، فيجب العمل على حمايتهم من هذه الظاهرة التي قد تودي بمستقبلهم وبراءة طفولتهم.

ويمكن تحقيق هدف القضاء على ظاهرة تسول الأطفال أو الحد من آثارها، عبر عدة خطوات منها :

- إنشاء مشاريع وبرامج لتأمين فرص عمل:
فبدلاً من اللجوء للتسول لتأمين لقمة العيش يمكن للمتسول أن يجد أي عمل يكسب منه رزق مشروع، بما يجنبه إشراك أطفاله في التسول.
- العمل على إصدار تشريعات تنص على ملاحقة من يجبر الأطفال على التسول سواء من ذويهم أو من الغرباء وكل من ينظم جماعات من الأطفال تمارس التسول.
- إنشاء جمعيات أو مؤسسات خاصة: تعمل على إيواء
ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية حاجاتهم وتقديم الخدمات العلاجية لهم.
- وضع سياسات تقوم على ضمان التحاق جميع الأطفال في المدراس: وتقديم الدعم والمساعدة لمن لا يتمكن من تأمين متطلبات التعليم والمعيشة منهم.
- التوعية بأهمية وضرورة التكافل الاجتماعي: عبر جباية الزكاة أو تقديم المساعدة للمحتاجين عن طريق التبرعات ضمن برامج خطط منظمة تضمن وصول هذه المساعدات لمحتاجيها.
- وضع خطط حكومية تقوم على علاج المشاكل الحقيقة للمتسولين: وإنشاء جهات مختصة بهذا الموضوع مثل
مؤسسات رعاية الأيتام أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو المسنين.
- التحلي بالمسؤولية الاجتماعية: حيث يجب أن يقدم كل فرد من المجتمع المساعدة للأطفال المتسولين بحيث ينقذهم من التسول، من خلال كفالتهم أو إيصالهم لمن يكفلهم، والإبلاغ عن حالات الاستغلال.

الأطفال هم البذور التي نزرعها في تربة حاضر المجتمع، تمهيداً لحصد ثمارها في مستقبله، وهذه الثمار هي التي سوف يقع على عاتقها رسم وتصوير ملامح أي مجتمع في المستقبل وإدارة شؤونه وتنمية وتطوير موارده ومقدراته وبالتالي تحقيق أهدافه وغايته.
وهنا تكمن ضرورة العناية بهؤلاء الأطفال وإعطائهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية، وعدم السماح بتحولهم لمتسولين متشردين في الشوارع مادين أيديهم يسألون الحسنة واستعطاف الآخرين، تتقاذفهم رياح التشرد والأزقة مبعدة إياهم عن مكانهم الطبيعي داخل أسرهم ومدارسهم



تحياتي