عرض مشاركة واحدة
قديم 02-17-19, 09:11 AM   #3
حلوة البحرين

الصورة الرمزية حلوة البحرين

آخر زيارة »  08-25-19 (11:56 AM)
المكان »  دار الزين
الهوايه »  الرقص مع الحياة ...

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





يسعى الجميع للوصول إلى النجاح في الحياة بكافة تفاصيلها، لكن تتغير الأحوال من يوم لآخر، فقد يحمل اليوم الأول نجاحاً باهراً، ويحمل اليوم الثاني فشلاً، وحزناً، وهماً، وبعد عدة أيام يعود النجاح حليف الشخص، لذلك فإنّ النجاح لا يعدّ غاية نهائيّة للإنسان وإنّما المهم الاستمرار في النجاح وتحقيق التطور والوصول إلى أحسن الحالات؛ وذلك لأنّ الفشل في تحقيق هدف ما يسبب الإحباط والضيق والحزن من الحياة.

الفشل يعني عدم السعي لتحقيق النجاح و ليس عدم المقدرة على النجاح فالمحاولة و الإخفاق لا تعني الفشل و لكن الفشل هو الإستسلام لعدم تحقيق ما نتمناه .

الفشل هو ببساطة فرصة جيدة للبدء من جديد ولكن هذه المرة بذكاء أكبر ، وهذا يؤكد أن تكرار المحاولة تزيد من قدرة الإنسان على النجاح لأنه لن يقع بالأخطاء مرة أخرى لأنه سيحاول بذكاء أكثر .

إن من اصعب المشاعر التي تنغص على الانسان سعادته في هذه الحياة الدنيا هو الإحساس بالفشل والاحباط نتيجة عجزه عن تحقيق هدف معين يصبو إليه.
والحقيقة ان استشعار الم الفشل أمر لا يسلم منه الإنسان في حياته ، فرسوب التلميذ في صف من الصفوف في المدرسة يمكن ان يترك اثرا لا يزول مهما تبعه من نجاحات في السنوات اللاحقة، وكذلك عجز الطالب عن التسجيل في الاختصاص الذي يريده في الجامعة، و فشل الباحث عن عمل في ايجاد وظيفة تتناسب مع شهاداته ومؤهلاته،كل هذه الأمور تجعل الحياة سوداء في نظر بعض الناس الذين يعتقدون أنهم إذا فشلوا مرة واحدة فسيفشلون كل مرة، وأن الحياة لن تبتسم لهم من جديد .
إن تعاظم مشكلة الفشل لدى البعض تنتج عن عوامل عدة ابرزها ضعف الوازع الديني لدى كثير من الناس ، الذين يتناسون ان الفشل مثله مثل اية مصيبة في الحياة هو من الابتلاءات التي يجرب بها الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين، وان فشل اليوم لا ينفي النجاح غدا ، والله عز وجل يقول " وتلك الأيام نداولها بين الناس" .
كما ان هذا الضعف يتعلق أيضا بقضية الايمان بالقضاء والقدر و ما يرتبط بها من امور غيبية لا يعرفها إلا الله عز وجل ،فقد يكون في ما نعتبره فشلاً لنا خير كثير، وقد يكون في ما نعتقده خيراً لنا شر كبير، و صدق الله عز وجل الذي يقول" عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون".
إضافة إلى ذلك فإن من العوامل المساهمة في تفاقم آثار الفشل، تراجع الإنسان وتقهقره عند اول تجربة فاشلة يمر بها، فنراه يرفض احيانا اعادة التجربة مرة أخرى،ويكتفي بما آلت اليه حاله ، متناسيا بأن تحقيق الأماني يحتاج إلى عزم وإرادة ومثابرة. وصدق الشاعر عندما قال:
تريد إدراك المعالي رخيصة ولا بد دون الشهد من إبر النحل
إن استرجاع الهمة والإقدام على العمل من جديد مرة وراء اخرى أمر مهم في الوصول إلى الهدف، والمثل يقول :" ليس العيب ان يسقط الفتى ولكن العيب ان يبقى حيث سقط". والتاريخ يحكي لنا عن عظماء قدموا للإنسانية خدمات كثيرة ، بعد مرورهم بتجارب فاشلة عديدة، وعلى رأس هؤلاء النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي لاقى الويل من قومه واتهموه بابشع التهم ولكنه لم يستسلم ، وثابر في قيامه بواجب الدعوة إلى الله عز وجل حتى نصره الله سبحانه في نهاية الأمر.
ومن العلماء المعاصرين الذين خبروا الفشل في حياتهم وتعايشوا معه العالم اديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي بعد الآلاف من التجارب الفاشلة التي مر بها . ومنهم ايضا محرر العبيد ابراهام لينكولن الذي كانت حياته سلسلة من التجارب الفاشلة قبل ان يتوصل إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية.


دائما مميز في انتقاءاتك

سلمت يمناك على هالطرح

تحياتي